أخبار تركيا الدوليةالأرشيف

رئيس “المصالحة الأفغانية”: نتوقع “تقدمًا ملموسًا” بمؤتمر إسطنبول

رئيس “المصالحة الأفغانية”: نتوقع “تقدمًا ملموسًا” بمؤتمر إسطنبول

شبكة أخبار تركيا للناطقين باللغة العربية  :

أعرب رئيس المجلس الأعلى للمصالحة الوطنية الأفغانية عبد الله عبد الله، عن أمله إحراز “تقدم ملموس” خلال “مؤتمر إسطنبول” للسلام، المقرر عقده أبريل/ نيسان المقبل.

جاء ذلك خلال مقابلة أجرتها الأناضول مع عبد الله، بعد أيام من انعقاد مفاوضات السلام بين الأطراف الأفغانية بالعاصمة الروسية موسكو.

والخميس الماضي، انعقدت مفاوضات السلام الأفغانية في موسكو، بمشاركة روسيا والصين والولايات المتحدة وباكستان وممثل عن تركيا، إلى جانب الأطراف الأفغانية، وقطر بصفة “ضيف شرف”.

وأوضح عبد الله أنه “كانت هناك الكثير من المناقشات بين الجانبين في الأشهر القليلة الماضية في الدوحة، وستستمر الفترة الجارية”.

وأشار أنه سيعقب ذلك انعقاد مؤتمر إسطنبول للسلام من أجل تسريع عملية التفاوض بين الأفغان، والمرتقب أن يشارك فيه كبار قادة الحكومة وحركة طالبان.

وشدد على ضرورة الاستفادة من وجود صناع القرار خلال اجتماع إسطنبول، لدفع عملية المفاوضات في أفغانستان إلى الأمام وإحراز “تقدم ملموس”.

وتابع: “سيستغرق آخر اتفاق نهائي بالطبع بعض الوقت، لكن يجب أن نتفق على الأقل على بعض المبادئ، وسيكون (عقد) اتفاق على وقف إطلاق النار في غاية الأهمية”.

** اتفاق مباشر بين كابل و”طالبان”:

وأكد عبد الله، أن الوقت حان للسعى إلى إبرام اتفاق مباشر بين الحكومة الأفغانية و”طالبان” وتجاوز اتفاقية الدوحة، التي تنص على انسحاب القوات الأمريكية من بلاده بحلول الأول من مايو/ أيار القادم.

وأضاف “يجب أن يكون هناك اتفاق شامل بيننا، هناك اتفاق بين الولايات المتحدة وطالبان، لكن في النهاية نحتاج أن نتفق واستعداد طالبان لذلك لم يتضح بعد”.

وشدد على أن كابل مستعدة للتوصل إلى اتفاق مباشر مع “طالبان”، مضيفا أن استعداد الأخيرة للمضي قدما سيتضح خلال الأيام القادمة.

وبوساطة قطرية، انطلقت في 12 سبتمبر/ أيلول 2020، مفاوضات سلام تاريخية في الدوحة، بين الحكومة الأفغانية وحركة “طالبان”، بدعم من الولايات المتحدة، لإنهاء 42 عاما من النزاعات المسلحة بأفغانستان.

وقبلها أدت قطر دور الوسيط في مفاوضات واشنطن و”طالبان”، التي أسفرت عن توقيع اتفاق تاريخي أواخر فبراير/ شباط 2020، لانسحاب أمريكي تدريجي من أفغانستان وتبادل الأسرى.

** تحقيق السلام لانسحاب القوات الأجنبية

وحذرت “طالبان” واشنطن من عواقب تأخير سحب قواتها من أفغانستان، ردا على تصريحات الرئيس الأمريكي جو بايدن، الأسبوع الماضي، خلال مقابلة مع شبكة “إي بي سي نيوز” المحلية، بأنه من “الصعب” الوفاء بالموعد النهائي لسحب قوات بلاده.

وقال سهيل شاهين، عضو فريق التفاوض في “طالبان”، للصحفيين، الجمعة، إنه إذا بقيت القوات الأمريكية لما بعد الأول من مايو، “فسيكون ذلك نوعا من انتهاك الاتفاقية. هذا الانتهاك لن يكون من جانبنا… سيكون لانتهاكهم رد فعل”، دون توضيح طبيعة الرد.

وردا على سؤال حول احتمالية شن “طالبان” هجوما حال فشل واشنطن في الوفاء بالتزاماتها، قال عبد الله إن “الأطراف الأفغانية يجب ألا تعتمد على الولايات المتحدة ويجب أن تعمل معا للتخلص من القوات الأجنبية في البلاد”.

وأضاف: “إن (تهديد طالبان) أمر مؤسف، لأننا يجب أن نحل هذا الأمر فيما بيننا، ويجب أن نجد حلاً يعمل لصالح الطرفين”.

ولفت إلى أنه في حالة تحقيق سلام بأفغانستان فلن يكون هناك حاجة إلى وجود قوات دولية، مضيفا أن “الطريقة لتحقيق ذلك هي العمل معًا كأفغان وتمهيد الطريق لذلك”.

وحول موقف الإدارة الأمريكية الجديدة، أكد المسؤول الأفغاني أن واشنطن ستحافظ على مسارها فيما يتعلق بعملية السلام في أفغانستان.

وأوضح أن الإدارة الجديدة تريد أن ترى ترتيبات عسكرية في أقرب وقت، مشيرا أنها ستواصل جهدها وأنشطتها مع دول المنطقة والأمم المتحدة لتعزيز السلام في أفغانستان.

** مسودة واشنطن للسلام

في وقت سابق من الشهر الجاري، تقدمت واشنطن بمسودة مكتوبة للرئيس الأفغاني أشرف غني وقادة “طالبان”، تهدف إلى “تسريع مفاوضات التسوية ووقف إطلاق النار”، وتشمل مقترحا بتشكيل “حكومة سلام مؤقتة”.

وأشار وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، آنذاك، في رسالة إلى غني، إلى مشاركة مبعوث واشنطن لدى كابل، زلماي خليل زاد، مقترحات مكتوبة مع الرئيس الأفغاني وقادة طالبان، “تعكس بعض الأفكار المطروحة في خريطة الطريق لعملية السلام”.

وفي هذا الصدد، قال عبد الله إن “الحكومة الأفغانية لديها وجهة نظر مختلفة حول بعض نقاط المسودة، بما في ذلك فكرة تشكيل حكومة مؤقتة، وهو ما تم توضيحه لواشنطن”.

وأضاف أن “الموقف المبدئي” لحكومة كابل أنها تفضل توقيع اتفاق مع طالبان قبل إجراء انتخابات، مشيرا أنه “من السابق لأوانه الحديث عن حكومة مؤقتة”.

وتابع أن طالبان لم تصدر ردا بعد على رسالة وزارة الخارجية الأمريكية، مضيفا أن حكومة كابل أشارت إلى “نقاط ضعف” وأعربت عن مخاوفها بشأن جوانب مختلفة من الرسالة.

وأردف: “قلنا إنه من المفيد أن نتفق على بعض الترتيبات قبل الذهاب إلى انتخابات مع طالبان”، مشيرا أنه إذا أرادت الأخيرة الذهاب مباشرة لعقد انتخابات فهذا ممكن حال التوصل إلى اتفاق مع كابل.

** اجتماع موسكو “مُرضٍ”:

وحول اجتماع موسكو، قال عبد الله إن الطرفين انتهزا الفرصة لتبادل وجهات النظر حول نقاط مختلفة بشكل غير رسمي، لفهم مواقف ومخاوف بعضهما بشكل أفضل.

واعتبر عبد الله، أن البيان الذي تم تبنيه في نهاية الاجتماع يمكن تقييمه على أنه “جيد”، مشيرا أنه “يلبي توقعات الشعب الأفغاني”.

وأوضح المسؤول الأفغاني أن رسالة الدول المشاركة بالاجتماع لكلا الجانبين كانت “واضحة للغاية” و”تضمنت مطالب الشعب الأفغاني”.

واختتم عبد الله قائلا بأن رسالة هذه الدول يمكن أن تساعد في عملية السلام، مضيفا أن هذا يعتمد مرة أخرى على استجابة الأطراف الأفغانية”.

وتعاني أفغانستان حربا منذ عام 2001، حين أطاح تحالف عسكري دولي، تقوده واشنطن، بحكم “طالبان”، لارتباطها آنذاك بتنظيم القاعدة، الذي تبنى هجمات 11 سبتمبر من العام نفسه في الولايات المتحدة.

 

صفحتنا على فيس بوك

لمتابعة صفحتنا على تويتر

لمتابعة قناتنا والاشتراك بها على يوتيوب

لمتابعة قناتنا على تلغرام و الاشتراك بها

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


زر الذهاب إلى الأعلى