أخبار عالميةالأرشيف

تجديد اتفاقية الحبوب الأوكرانية ضرورة عالمية

تجديد اتفاقية الحبوب الأوكرانية ضرورة عالمية

شبكة أخبار تركيا للناطقين باللغة العربية  :

شدد خبراء على أهمية تجديد اتفاقية شحن الحبوب الأوكرانية للمساهمة بفعالية في مكافحة أزمة الغذاء العالمية وارتفاع الأسعار، وإيصال الحبوب المكدسة في مناطق الحروب إلى الأسواق العالمية.

وفي 22 يوليو/ تموز الماضي، شهدت إسطنبول توقيع “وثيقة مبادرة الشحن الآمن للحبوب والمواد الغذائية من الموانئ الأوكرانية” بين تركيا وروسيا وأوكرانيا والأمم المتحدة.

وتضمنت الاتفاقية تأمين صادرات الحبوب العالقة في الموانئ الأوكرانية على البحر الأسود (شرق أوروبا) إلى العالم، لمعالجة أزمة نقص الغذاء العالمي التي تهدد بكارثة إنسانية.

وتتواصل هذه الأيام الجهود الدبلوماسية من أجل تمديد الاتفاقية التي تنتهي في 19 نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل.

وفي الإطار، يؤكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أهمية تجديد الاتفاقية في جميع لقاءاته واتصالاته مع نظيريه الروسي فلاديمير بوتين، والأوكراني فولوديمير زيلينسكي، متبنيا في الوقت ذاته دورا يسهّل نجاح هذا الأمر.

وفي 13 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري، أدلى الرئيس أردوغان بتصريحات قبيل بدء لقائه الثنائي مع نظيره بوتين في العاصمة الكازاخية أستانة، قال فيها: “إذا كانت الخطوات التي ستتخذها تركيا وروسيا بشأن ممر الحبوب خلال هذه المرحلة ستزعج بعض الأوساط المعروفة، فإنها بالمقابل ستسر البلدان الأقل نموا”.

وشدد الرئيس أردوغان، على عزم بلاده مواصلة اتفاقية إسطنبول وتعزيزها، ونقل الحبوب والأسمدة الروسية إلى البلدان الأقل نموا عبر تركيا.

بدوره، قال المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم قالن، إن بلاده ترغب في تمديد اتفاقية شحن الحبوب، مبيناً أنهم أجروا مباحثات مع الجانب الأوكراني في هذا الخصوص، وتلقوا منهم ردوداً إيجابية.

وأضاف قالن أنهم يواصلون المباحثات مع الروس أيضاً، لافتاً إلى وجود مخاوف لديهم بخصوص تصدير منتجاتهم من الحبوب والأسمدة.

تمديد مطلق

وفي السياق، يؤكد خبراء ضرورة تمديد اتفاقية شحن الحبوب بشكل مطلق إلى أجل غير مسمى، مشددين على أنه وسيلة هامة وفعالة لمكافحة أزمة الغذاء العالمية وارتفاع الأسعار، وإيصال الحبوب المكدسة في مناطق الحروب إلى الأسواق العالمية.

وقال بيرم سادة عضو المجلس الإداري لمجلس الحبوب الوطني في تركيا، إن الحرب الروسية الأوكرانية أدت إلى ظهور العديد من العراقيل والمشاكل في خطوط الإمداد والدعم اللوجستي على الصعيد الغذائي.

وأضاف، للأناضول، أن بعض بلدان العالم خاصة تلك الواقعة في القارة الإفريقية، تواجه خطر المجاعة بسبب نقص إمدادات الغذاء، لافتاً إلى ازدياد تفاقم الأزمة في ظل صعوبة تأمين الحبوب وارتفاع أسعارها عالمياً.

وحذر الخبير التركي من وقوع مأساة إنسانية في حال استمرت الأزمة الغذائية على ما هي عليه.

وأكد ضرورة تجديد اتفاقية شحن الحبوب عند انتهائها في نوفمبر المقبل، مبيناً أن تلك خطوة لا بد منها كي تتنفس الصعداء الدول التي تصارع المجاعة.

وأوضح سادة أن تجديد اتفاقية شحن الحبوب إلى أجل غير مسمى يعد من أهم الوسائل لتقليص الضغوط التي يواجهها العالم في أزمة الأمن الغذائي.

وأفاد أنه من المتوقع أن يركز الروس خلال مباحثاتهم مع الجانب التركي لتمديد الاتفاقية، على تأمين تصدير منتجاتهم من الحبوب والأسمدة إلى الأسواق العالمية.

مسار إيجابي

من جانبه، قال جاكوب كوريجبا عضو الهيئة التدريسية السابق في معهد موسكو الحكومي للدبلوماسية، إن اتفاقية شحن الحبوب تسير بنجاح، مستشهداً على ذلك بكمية صادرات أوكرانيا من الحبوب التي بلغت 3.7 مليون طن خلال سبتمبر/ أيلول الماضي.

وأضاف، للأناضول، أن المسار الإيجابي لعمل الاتفاقية متواصل أيضاً خلال أكتوبر الجاري، مبيناً أنه في حال استمر بهذه الوتيرة، يمكن أن تصل صادرات الحبوب الأوكرانية إلى المستوى الذي كانت عليه قبل اندلاع الحرب أواخر فبراير/ شباط الماضي.

وحذر الخبير الروسي من أن عدم تمديد الاتفاقية قد يؤدي على المدى القريب، إلى انتشار فوضى الأسعار في الأسواق القائمة على استيراد الحبوب، فيما يتسبب بارتفاع معدلات التضخم بشكل كبير على المدى المتوسط.

وتابع قائلا: “أما على المدى البعيد، فقد يؤدي هذا الأمر إلى غياب الاستقرار السياسي والأمن الداخلي”.

من جهته، قال طورغوت كرم تونجال كبير المحللين في مركز أبحاث “أوراسيا”، إنه لا مؤشرات سلبية من الجانب الأوكراني بخصوص تمديد اتفاقية شحن الحبوب.

وأضاف، للأناضول، أن تمديد الاتفاقية المذكورة سيكون تطورا إيجابيا آخر في سياق الحرب الروسية الأوكرانية.

وأوضح أن صدور مقاربة إيجابية من روسيا إزاء تمديد الاتفاقية، قد يشكّل بصيص أمل للتوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار مستقبلاً.

 

صفحتنا على فيس بوك

لمتابعة صفحتنا على تويتر

لمتابعة قناتنا والاشتراك بها على يوتيوب

لمتابعة قناتنا على تلغرام و الاشتراك بها

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


زر الذهاب إلى الأعلى