تشاووش أوغلو :علينا العمل معا لمعرفة أبعاد مشروع “مركز الغاز الدولي”

أكد وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو على العمل سوية من أجل الوقوف على كافة أبعاد مشروع مركز الغاز الدولي في تركيا الذي تحدث عنه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

جاء ذلك في مؤتمر صحفي لتشاووش أوغلو الجمعة، مع نظيره القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، على هامش اجتماع اللجنة الاستراتيجية التركية القطرية رفيعة المستوى.

وأشار الوزير إلى أنّ روسيا لم تعد ترى في خطي “السيل الشمالي1″ و”السيل الشمالي 2” خطوطا آمنة لنقل الغاز بعد الانفجارات التي شهدتها مؤخرا.

وقال تشاووش أوغلو: “من أجل هذا يريد (بوتين) تزويد أوروبا بالغاز عبر تركيا، ويريد أن تكون تركيا مركزا للغاز”.

ولفت إلى أنه بحث الأمر مع نظيره القطري كون الدوحة من الفاعلين المهمين دوليا في مجال الطاقة.

وتابع: “نحن مع تخفيف أزمة الطاقة في أوروبا (..) ونحن نساهم ونريد المساهمة في حل أوروبا لهذه المشاكل”.

وتطرق لحديث الرئيس التركي رجب طيب أردوغان للصحفيين، عن مركز توزيع الغاز الدولي بتركيا وما تتطلبه من استثمارات ومد أنابيب إضافية والمنشآت التي سيتم بناءها.

وأوضح أنّ تحديد سعر الغاز على الصعيد الدولي يتطلب تدفقه ومروره عبر تركيا من عدة دول، مشددا أنّ الأخيرة اكتسبت الآن صفة مركز للغاز من أجل تحديد سعره.

وأشار إلى أنّ المشروع بحاجة للعمل بما فيها الاستثمارات قائلاً: “تبقى مسألة عرضٍ وطلب، كم هي عدد الدول الأوروبية ـ نتحدث عن جنوب شرق أوروبا وأوروبا الغربية – الجاهزة للتزود بالغاز من هذا المشروع، يجب العمل سويا من أجل الوقوف على كل الأبعاد”

من جانب آخر أشار الوزير أنّ الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني سيترأسان الاجتماع الثامن للجنة الاستراتيجية التركية القطرية رفيعة المستوى، التي من المنتظر أنّ تشهد توقيع 12 اتفاقية في مجالات التجارة والإعلام والاتصالات والثقافة والمساعدات الإنسانية وغيرها واحدة منها بيان مشترك للدولتين.

وشكر تشاووش أوغلو الجانب القطري لمده يد العون لتركيا في الحرائق التي شهدتها غاباتها خلال الصيف الماضي.

وأكد على تطور العلاقات بين البلدين ووصول حجم التجارة في الأشهر السبعة الأولى من العام الجاري إلى نحو 1.2 مليار دولار، متوقعا تجاوز المليارين حتى نهاية العام.

** إلغاء شروط بيع “إف-16” لتركيا من مشروع قانون أمريكي

وفي معرض رده على سؤال حول إلغاء الشروط الخاصة ببيع مقاتلات “إف-16” إلى تركيا في نسخة مجلس الشيوخ الأمريكي من مشروع قانون تفويض الدفاع الوطني (NDAA) لعام 2023، قال تشاووش أوغلو إن المباحثات التقنية مع الجانب الأمريكي في هذا الخصوص تسير بإيجابية.

وأضاف أن أنقرة أكدت لواشنطن أن شراء مقاتلات “إف ـ 16” بشكل مشروط سيكون أمراً بلا معنى.

وتابع: “كانت هناك مطالب من الإدارة الأمريكية حول إسهامنا نحن أيضاً في دعم جهودها لدى مجلس الشيوخ (فيما يخص إلغاء البيع المشروط للمقاتلات)”.

وأفاد بأن الإدارة الأمريكية والكونغرس يريان بأن تزويد تركيا بمقاتلات “إف ـ 16” لن يكون لصالح أنقرة فقط، بل لصالح حلف شمال الأطلسي “الناتو” أيضاً.

وشدد على أن إلغاء البيع المشروط لمقاتلات “إف ـ 16” لتركيا في نسخة مجلس الشيوخ خطوة غير كافية، مؤكداً على ضرورة ربط تلك الخطوة بنتيجة في أقرب وقت.

وأشار إلى مواصلة تركيا مباحثاتها أيضاً مع أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكي المعارضين لبيع مقاتلات “إف ـ 16” لأنقرة، معرباً عن أمله في أن يتم التوصل إلى نتيجة إيجابية دون أية عراقيل.

** الحرب الروسية الأوكرانية

وفي معرض رده على سؤال صحفي حول وجود جهود تركية للوساطة بين روسيا والغرب، قال تشاووش أوغلو إنه لم تكن لبلاده أية مساع في هذا الخصوص.

وأضاف أن تركيا نجحت فيما مضى بتأمين عقد لقاءات بين مسؤولين روس وأوكرانيين، مستشهداً على ذلك بلقاء وزيري خارجية البلدين في أنطاليا، ولقاءات الوفود الروسية والأوكرانية في إسطنبول، خلال الأشهر الماضية.

وأشار إلى تطور مجريات الحرب في أوكرانيا وتقلص فرص التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، مبيناً أنه لا احتمال يلوح في الأفق لإجراء لقاء في المستقبل القريب، بين زعيمي روسيا وأوكرانيا.

وأردف: “لكن نأمل أن يتم ذلك، سنواصل جهودنا في هذا الخصوص.”

وأفاد تشاووش أوغلو بأن الرئيس أردوغان أكد في لقاءاته مع الزعماء الغربيين على هامش اجتماع المجتمع السياسي الأوروبي، بالعاصمة التشيكية براغ، على ضرورة عدم قطع قنوات الاتصال بين الغرب وروسيا.

وأوضح أنه سيأتي يوم ويتم التوصل فيه إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في أوكرانيا، مؤكداً أن تركيا ستواصل دوماً الإسهام في الوصول إلى تلك المرحلة.

** التطبيع مع أرمينيا

وفي معرض رده على سؤال حول وجود تطبيع بين تركيا وأرمينيا، قال تشاووش أوغلو إنه ليست هناك معاهدة سلام من المقرر توقيعها بين أنقرة ويريفان، أو تحضيرات من أجل ذلك.

وأضاف أنهم يتباحثون مع الجانب الأرميني في الوقت الراهن حول خطوات تعزيز الثقة المتبادلة وما يمكن القيام به في هذا الإطار.

وأشار إلى عقد ممثلي تركيا وأرمينيا حتى الآن 4 لقاءات خارج البلدين، فيما شهد لقاءهما الأخير الاتفاق على عقد اللقاءات التالية على أراضيهما، وأكد على أن تركيا صادقة في التطبيع مع أرمينيا.

وبحث الجانبان بحسب تشاووش أوغلو الأوضاع في أوكرانيا وليبيا وأزمة الطاقة العالمية والتطورات في الشرق الأوسط.

وأكد أن تركيا وقطر ستواصلان الدفاع عن القضية الفلسطينية معربا عن النتائج الإيجابية التي تمخضت عن اجتماع الفصائل الفلسطينية في الجزائر أمس الخميس.

وأثنى تشاووش أوغلو على الدور القطري في تخفيف أزمة الطاقة العالمية بعد الحرب الأوكرانية الروسية، وأكد أنّ تركيا وقطر تعملان سويا من أجل وحدة الأراضي الليبية وتحقيق سيادتها واستقرارها ورفاهها.

كما شدد على عزم تركيا على حماية حقوقها وحقوق القبارصة الأتراك في شرقي المتوسط.

وأعرب عن رغبته في إعادة إحياء آلية الحوار الاستراتيجي رفيع المستوى مع مجلس التعاون الخليجي.

وتطرق للمسؤولية الكبيرة والمهمة التي تحملتها قطر في استضافة نهائيات كأس العالم لكرة القدم، مؤكدا تقديم تركيا الدعم الكامل لها ورغبة بلاده بالمشاركة في النهائيات.