بورصة دولية للحبوب في إسطنبول

جرت في إسطنبول، الجمعة الماضية، مراسم توقيع “وثيقة مبادرة الشحن الآمن للحبوب والمواد الغذائية من الموانئ الأوكرانية”، برعاية الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.

وفي هذا الصدد، أشار رئيس جمعية مصدري الحبوب والبقول والبذور الزيتية في إسطنبول “كاظم تايجه” إلى إن هذه الاتفاقية تُعد خطوة استراتيجية هامة جدًا بالنسبة لتركيا.

وأكد تايجه أن تركيا، وعلى وجه الخصوص إسطنبول، لعبت دورًا مهمًا في صناعة الحبوب بالتزامن مع توقيع اتفاقية إسطنبول لنقل الحبوب الأوكرانية.

ولفت تايجه إلى أن أكبر دولتين مصدرتين لسوق القمح العالمي هما روسيا وأوكرانيا.

وقال: “يسعدنا فتح ممر نقل الحبوب الأوكرانية إلى العالم، وتعد هذه الخطوة استراتيجية بالنسبة لنا، لأنها ستجلب سوق الحبوب العالمي إلى اسطنبول في المستقبل القريب”.

وتابع : ” بفضل الموقع الاستراتيجي وتوقيع اتفاقية الحبوب ونقلها عبر البحر الأسود أصبحت إسطنبول من المراكز الرائدة في العالم لتحديد أسعار القمح.

و إذا استمرت الحرب لفترة طويلة ستكون إسطنبول مركز التنسيق المشترك لنقل الحبوب وبالتالي قد يتم إنشاء بورصة دولية للحبوب في المدينة.

ونوه “تايجه” أن الحرب الروسية الأوكرانية كشفت للشعب والسياسيين الأتراك مدى أهمية استراتيجية الزراعة، مؤكدًا أننا خلال الحرب استطعنا تأمين الملابس والمركبات وما إلى ذلك لكننا لم نتمكن من تأمين الغذاء.

وقال تايجه: ” لدينا مطالب للحكومة، فيجب إعداد خطة مستقبلية للسياسة الزراعية تترواح مدتها ما بين 30 و35 عام ويجب فحص الأراضي الزراعية من قبل المهندسين الزراعيين وأن تنضم لتلك الخطة دون تركها للفلاح”. وتابع: ” يتطلب الأمر وجود زراعة سليمة ضمن سياسة وخطة طويلة الأمد”.

وفي سياق متصل، أفاد تايجه أنه حصلت زيادة بنسبة 40 بالمائة في الصادرات على قطاع الحبوب والبقول على أساس سنوي. وخلال الست الأشهر الأولى فقط من العام الجاري، وصل التصدير إلى 5.44 مليار دولار بزيادة قدرها 31.5 بالمئة حسبما أشار تايجه.

وأكد تايجه أنهم يتوقعون الوصول إلى 12.5 مليار دولار نهاية العام الجاري وتحقيق 5 بالمائة من إجمالي صادرات تركيا.

من جهة أخرى، أعلنت الدفاع التركية، في بيان لها أن التنسيق مستمر لخروج أول سفينة للحبوب من الموانئ الأوكرانية في أقرب وقت ممكن.

وأكدت الوزارة أن الأعمال مستمرة في مركز التنسيق المشترك الذي تم إنشاؤه في إسطنبول لنقل الحبوب الأوكرانية إلى دول العالم بشكل آمن.

كما أكد وزير الدفاع التركي خلوصي أكار أن تنسيق تركيا مع كل من روسيا وأوكرانيا مستمر، وستفي تركيا بالتزاماتها وفق الاتفاق.

وقال إن الجهود المتعلقة بافتتاح مركز تنسيق مشترك بإسطنبول وفق الاتفاق المذكور أثمرت عن نتائج، حيث بدأ ممثلو الأمم المتحدة وروسيا وأوكرانيا بالعمل مع تركيا في المركز.

ويشار إلى أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أعرب عن سعادته لمساهمة بلاده في اتفاقية شحن الحبوب الأوكراني التي أزاحت أزمة الجوع التي هددت مليارات البشر.

جاء ذلك في كلمة ألقاها، الجمعة الماضية، خلال حفل توقيع “وثيقة مبادرة الشحن الآمن للحبوب والمواد الغذائية من الموانئ الأوكرانية” في المكتب الرئاسي بقصر دولمة بهتشه بمدينة إسطنبول، بحضور أمين عام الأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش.

وقال الرئيس التركي: “نعيش فرحة إطلاق مبادرة من شأنها أن تلعب دورا رئيسيا في حل أزمة غذاء شغلت العالم بأسره لفترة طويلة”.

ودعا كافة الأطراف للمساهمة في درء خطر الجوع الذي يهدد مليارات البشر في إفريقيا وأمريكا والشرق الأوسط وآسيا.