فيدان: تعاون مصر وتركيا ينعكس على شعبينا ومنطقتنا بفائدة كبيرة
شبكة أخبار تركيا للناطقين باللغة العربية :
قال وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، السبت، إن التعاون بين أنقرة والقاهرة ينعكس بفائدة كبيرة على شعبي البلدين وعموم المنطقة.
جاء ذلك في مؤتمر صحفي مع نظيره المصري سامح شكري عقب لقائهما في إسطنبول.
وأكد فيدان أهمية العلاقات بين البلدين قائلا إن “التعاون بين مصر وتركيا له فائدة كبيرة لشعبينا ومنطقتنا”.
ولفت إلى أنه ومن هذا المنطلق أظهر البلدان إرادة للارتقاء بالعلاقات أكثر.
وذكر فيدان أن الإرادة في هذا الاتجاه ظهرت على مستوى القادة خلال زيارة الرئيس رجب طيب أردوغان إلى القاهرة في فبراير/ شباط الماضي.
وأشار إلى أنه تم في القاهرة توقيع إعلان مشترك بشأن إعادة تشكيل مجلس التعاون الاستراتيجي رفيع المستوى بين البلدين.
وأفاد فيدان بأن زيارة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إلى تركيا بمناسبة اجتماع مجلس التعاون الاستراتيجي رفيع المستوى مدرجة على جدول الأعمال.
** الاحتلال سبب رئيسي لعدم الاستقرار
وردا على سؤال عن التداعيات المحتملة للتوتر بين تل أبيب وطهران على المنطقة، قال فيدان إن “الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية والدعم الغربي غير المشروط له من الأسباب الرئيسية لمشكلة عدم الاستقرار في الشرق الأوسط”.
وأكد ضرورة التركيز على هذه المشكلة الجوهرية قائلا: “أولويتنا الأولى يجب أن تكون إنهاء الاحتلال الإسرائيلي وتنفيذ صيغة حل الدولتين”.
وحذر وزير الخارجية التركي من أنه “إذا لم يحدث ذلك فإن التوتر في المنطقة سيستمر في التصاعد”.
وأردف: “إذا لم تُحل هذه الأزمة كما ينبغي، وإذا لم يُمنح الفلسطينيون الدولة والاستقلال والسيادة التي يستحقونها، فإن مثل هذه الأزمات ستتواصل في منطقتنا على نحو متزايد”.
وأكد أن مقولة بعض الدول: “هذه الأمور تحدث فقط في الشرق الأوسط، ولن يكون لها أي تأثير علينا”، تندرج تحت بند “ترف القول”.
** أحداث المنطقة تؤثر على العالم
وأوضح أن كل ما يحدث على صعيد فلسطين يحرك خطوط صدع عالمية، وأن ما يحدث في المنطقة من شأنه التأثير على كل جزء من العالم.
واستشهد وزير الخارجية التركي بالأزمة المتعلقة بالسفن التجارية في البحر الأحمر (في إشارة إلى هجمات الحوثيين).
وقال: “رأينا كيف انقطعت السلاسل اللوجستية. وكيف تأخرت الطلبيات وارتفعت الأسعار، هذه مجرد بداية”.
وأضاف: “إذا أردنا منع انتشار مثل هذه الأزمات فعلينا أن نشمر عن سواعدنا بجدية ونتخذ الخطوات اللازمة لحل هذه المشكلة”.
وتساءل: “هل يحدونا الأمل في أن تغير بعض الدول موقفها في هذه القضية؟ في ظل استمرار الظروف الحالية على هذا النحو، تتضاءل إمكانية أن نكون متفائلين، وتحدثنا عن ذلك مع أخي العزيز (شكري)”.
وأكد فيدان أنه ينبغي زيادة الضغط قائلا: “كدول إقليمية ودول إسلامية وبقية الدول الإفريقية والدول اللاتينية ودول آسيا الوسطى، يتعين على الجميع أن يجتمعوا ويرفعوا أصواتهم ضد هذا الظلم بطريقة منظمة”.
وأكمل أن “المقاومة في فلسطين تتحول تدريجيا من كونها حربا بين إسرائيل وفلسطين إلى شكل من أشكال الصراع بين الظالمين والمظلومين في العالم”.
وأعرب عن ثقته بأن دماء الشهداء في فلسطين “ستكون بمثابة ماء مبارك يغذي آمال الشعوب والمجتمعات الأخرى المضطهدة في العالم”.
وردا على سؤال عن الدور الدولي الذي لعبته تركيا في غزة حتى الآن، قال فيدان إن الرئيس رجب طيب أردوغان ركز على حل القضية الفلسطينية ومشكلة عدم الاستقرار في الشرق الأوسط كما ينبغي، عبر السياسات التي انتهجها منذ وصوله إلى سدة الحكم.
وأضاف فيدان: “حكوماتنا ودولتنا لم تتخليا عن السعي بخصوص حل هذه المسألة ولو لثانية واحدة، لقد كنا نبحث دائما عن كيفية القيام بذلك بطريقة عقلانية غير عاطفية من شأنها أن تساهم حقا في القضية الفلسطينية”.
وأشار إلى أنهم ناقشوا كيفية العمل مع الشركاء الإقليميين، وخاصة مصر، بشأن هذه القضية.
وأوضح أنهم يعملون عبر استخدام كافة الإمكانات على إنهاء الاحتلال ووقف إطلاق النار وتدفق المساعدات الإنسانية إلى داخل غزة.
وذكر فيدان أنهم يبحثون ما يمكن فعله ونوع الضغط الدولي الذي يمكن القيام به لمنع الهجوم الإسرائيلي المحتمل على رفح.
وزاد: “إذا لم تكن الجهود الدبلوماسية الحالية وأنشطة المساعدات الإنسانية ناجعة، فما الذي يجب فعله؟ ما نوع التدابير الحقيقية التي ينبغي طرحها، نبحث هذه الأمور مع نظرائنا وشركائنا المعنيين”.
وشدد فيدان على أن الأزمة الكبيرة الحقيقية التي تنتظر العالم تتمثل في نفاق النظام الدولي الذي سقط قناعه وانكشفت حقيقته عبر طريقة تعامله مع القضية الفلسطينية وغياب القانون الدولي وعدم جدوى نظام الهيمنة الذي تأسس بعد الحرب العالمية الثانية.
** تشاور وتنسيق بشأن غزة
وشدد الوزير فيدان على إفراد مساحة واسعة لقضية غزة خلال مباحثاته مع نظيره المصري.
وقال: “قضية غزة تأتي في المقام الأول. لدينا آلية تنسيق وتشاور منتظمة للغاية بشأن قضية غزة مع السيد شكري، سواء من خلال مجموعة الاتصال التي شكلتها منظمة التعاون الإسلامي بشكل مشترك مع الجامعة العربية أو عبر حوارنا الثنائي”.
وأردف الوزير فيدان: “لقد عملنا معًا وننسق بانتظام منذ بداية الأزمة”
وأكد أنهم شددوا على تدهور الأوضاع في غزة وما يجب القيام به.
وتابع: “ما الخطوات الدبلوماسية التي يمكن اتخاذها؟ ما الذي يمكن فعله بشأن المساعدات الإنسانية؟ ما الأساليب التي يمكن اتباعها فيما يخص حل الدولتين على المدى الطويل؟ لقد ناقشنا هذه القضايا بالتفصيل”.
وذكر فيدان أن مصر إحدى أقرب الدول جغرافيا إلى “سخونة المشكلة”.
وأردف: “علاقاتنا مع مصر، خاصة فيما يتعلق بالمساعدات الإنسانية، لها أهمية حيوية، نحن نعمل ليل نهار مع مصر لتنسيق المساعدات وإيصالها عبر بوابة رفح الحدودية”.
وأعرب فيدان عن شكره لمصر على دورها في إيصال المساعدات التركية إلى قطاع غزة.
** العلاقات الثنائية مع مصر
وأشار فيدان إلى تحديد هدف بقيمة 15 مليار دولار للتبادل التجاري بين البلدين، خلال زيارة الرئيس أردوغان إلى القاهرة في فبراير الماضي.
وأوضح: “نخطط لتحقيق هذا الهدف من خلال توسيع نطاق اتفاقية التجارة الحرة بيننا واستئناف رحلات رو-رو بين موانئنا”.
كما لفت فيدان إلى أن العلاقات بين البلدين في مجال الصناعة الدفاعية تتعزز أيضا على نحو متزايد.
وقال: “نعتقد أن هناك فرص تعاون واسعة أيضا في مجال الطاقة، وخاصة الغاز الطبيعي المسال والطاقة النووية”.
يتبع ///