أخبار تركيا الدوليةالأرشيف

إستونيا: بإمكان الصناعات الدفاعية التركية دعم قدراتنا العسكرية

إستونيا: بإمكان الصناعات الدفاعية التركية دعم قدراتنا العسكرية

شبكة أخبار تركيا للناطقين باللغة العربية  :

قال الفريق مارتن هيرم، قائد قوات الدفاع الإستونية، إن بلاده تسعى لزيادة قدراتها العسكرية والدفاعية، وإن تركيا تمتلك كافة المعدات والأسلحة التي تحتاجها إستونيا في مساعيها لزيادة قدراتها الدفاعية.

ومنذ مطلع أبريل/ نيسان الجاري، يجري الفريق هيرم زيارة إلى العاصمة التركية أنقرة، بدعوة رسمية من رئيس الأركان العامة التركية الجنرال يشار غولر، لبحث آفاق التعاون بين البلدين في مجالات الدفاع وتطورات الحرب الروسية على أوكرانيا.

وفي حديث لمراسل الأناضول، أشار الفريق هيرم أن تركيا تتمتع بصناعة دفاعية قوية جدًا، حيث تمتلك القدرة على إنتاج جميع أنواع المعدات والأسلحة التي تحتاجها بلاده.

وأضاف: “تخوض أوكرانيا حربًا تقليدية متصاعدة ضد روسيا منذ 24 فبراير/ شباط الماضي، نحن جميعًا كدول البلطيق ومعظم الدول الغربية نخوض أيضًا حربًا هجينة اليوم ضد روسيا”.

وأشار إلى أن إستونيا زادت مؤخّرًا حجم ميزانيتها الدفاعية لرفع قدراتها العسكرية والدفاعية، وأنها مهتمة بالصناعات الدفاعية التركية، وتخطط للاستفادة منها في تعزيز قدراتها.

ولفت إلى أن اتصالاته في أنقرة تضمنت تبادل وجهات النظر بشأن القضايا الأمنية لاسيما فيما يتعلق بالحرب الروسية ضد أوكرانيا، كما أن تالين تتابع عن كثب التهديد الذي يمثله الإرهاب على دول العالم، وأنها على تواصل دائم مع الشركاء الإقليميين والدوليين بشأن هذه القضية.

وصرح بأنه أجرى خلال زيارته إلى أنقرة محادثات مع مديري شركة “روكيتسان” التركية لصناعات الصواريخ، وزاد: “قامت إستونيا مؤخّرًا بزيادة ميزانيتها الدفاعية. وفي هذا الصدد أود تأكيد أن تالين مهتمة جدًا بمنتجات الصناعات الدفاعية التركية، ولدينا أيضًا خطط للاستفادة من المزايا التي تتيحها الصناعات الدفاعية التركية من أجل رفع قدراتنا الدفاعية”.

وبشأن التعاون بين البلدين في مجالات الدفاع، قال الفريق هيرم: “تقع كل من إستونيا وتركيا على الحدود الشرقية لحلف شمال الأطلسي (الناتو). نحن في الشمال وتركيا في الجنوب. لهذا السبب نحتاج إلى تعزيز عمليات تبادل المعلومات بين البلدين”.

كما أكد أهمية تبادل وجهات النظر مع أنقرة حول القضايا الأمنية المتعلقة بالإرهاب والتطورات الحالية في أوكرانيا.

وحول ما إذا كان سيتم اتخاذ خطوات تعاون ملموسة بما يتماشى مع اهتمامات إستونيا بمنتجات الصناعات الدفاعية التركية، ذكر هيرم: “من السابق لأوانه قول أي شيء حاليًا. أنا لست المقرر في هذا الشأن. ولكن هناك شيء واحد مؤكد، نحن مهتمون بكل الميزات التي تتيحها الصناعات الدفاعية التركية بما في ذلك مجالات الدفاع الجوي بعيدة المدى”.

وأردف: “مع ذلك، فإن عمليات الشراء تكون عادة طويلة، ومن السابق لأوانه تحديد ما إذا كان لدينا رغبة في إبرام عقد محدد. من الواضح أن لدينا العديد من المصالح المشتركة مع أنقرة”.

وحول الحرب الأوكرانية الروسية، قال هيرم إنها “أخطر تطور شهدناه في السنوات الثماني الماضية. يمكنني القول بثقة إن أوكرانيا تخوض اليوم حربًا تقليدية ضد موسكو منذ 24 فبراير الماضي. نحن جميعًا في دول البلطيق ومعظم الدول الغربية، نخوض اليوم بدورنا حربًا هجينة ضد روسيا”.

وأوضح أن “ما اقترفته روسيا في أوكرانيا ستكون له تداعيات كبيرة من الناحية الجغرافية والسياسية، وأن هذه التداعيات هي بالضبط ما رغبت موسكو في خلقه للضغط على حلف الناتو والاتحاد الأوروبي خلال السنوات الثلاث أو الخمس المقبلة”.

وبشأن دور تركيا في المفاوضات بين أوكرانيا وروسيا، قال هيرم: “أنا لست دبلوماسيًا أو سياسيًا. لكنني أفهم أنه يجب أن يكون هناك من يساعد على الدفع بالمفاوضات إلى الأمام وتحقيق السلام. هذا مهم جدا. أعتقد أن تركيا تلعب دورا مهما في هذه العملية”.

وشدد على أن القضية الأساسية ستكون في المرحلة المقبلة هي “ثمن السلام”، وزاد: “هذا مهم جدا بالنسبة لنا. إذا كان هذا الثمن يعني خسارة أي متر مربع من الأراضي الأوكرانية لصالح روسيا، فإن هذا سيشجع موسكو على القيام بأشياء أخرى في المستقبل القريب ضد جميع جيرانها، بما في ذلك دول الناتو”.

وأضاف: روسيا تسعى لإرسال رسالة إلى السياسيين والمجتمع الدولي مفادها أنه “على الرغم من الخسائر، يمكننا خلق حالة من عدم الاستقرار، ويمكننا فعل ما نشاء”.

وحول مواقف الأمم المتحدة وحلف شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي من القضية الأوكرانية، قال: “أعتقد أن المنظمات الدولية أظهرت ردود فعل سريعة. حتى مساء 23 فبراير الماضي، كان كبار القادة في المناصب الرئيسية غير متأكدين مما إذا كانوا سيستيقظون على المشهد الذي نراه اليوم. لقد تصاعدت الحرب بوتيرة سريعة، لكن الاستجابة كانت سريعة جدا أيضا”.

ولفت هيرم إلى أن العقوبات ضد روسيا ضرورية للغاية، وأردف: “لا أستطيع أن أقول إن الأوان قد فات بالنسبة لدور المنظمات الدولية. بل أود القول إن دول العالم يمكنها الاضطلاع بدور أكثر نشاطًا في دعم أوكرانيا، أكثر بكثير من أي وقت مضى”.

وردا على سؤال عما إذا كانت العقوبات ستؤدي إلى انسحاب روسيا من أوكرانيا، أجاب هيرم: “لست متأكدا من ذلك.. لكن العقوبات سوف تساهم في إضعاف موسكو وإرسال رسالة مفادها أنه ليس بمقدورها أن تفعل ما تشاء دون أن تدفع الثمن”.

وحول إمكانية شن روسيا هجومًا ضد دول الاتحاد الأوروبي بعد أوكرانيا، أوضح هيرم: “كل هذا يتوقف على مدى ما سيحصدونه في أوكرانيا. القضية لا تتوقف عند حدود بلدي أو حدود دول البلطيق، بل القضية أكبر ويمكن تلخيصها في الأهداف الاستراتيجية لروسيا”.

وأشار إلى أن “روسيا لا تريد تحمل مسؤولية غزو أوكرانيا”، واستطرد: “حالة عدم الاستقرار تلقي بظلالها على السياسة والدبلوماسية والاقتصاد. وهذا بالضبط ما تريده موسكو على أي حال. في السنوات الـ 12-14 الماضية شهدنا أحداثًا مختلفة، أبرزها على سبيل المثال الحرب في جورجيا ومولدوفا وقره باغ. إنهم (الروس) يستمتعون بحالة عدم الاستقرار لأنهم يحبون السباحة في المياه الموحلة”.

وحول ما إذا كان هذا الوضع سيتحول إلى حرب عالمية، قال هيرم: “لا أحد يعرف هذا. لا أعتقد أن بإمكان روسيا أن تدير ظهرها للدول الغربية وخاصة عندما تكون داخل حرب شعواء في أوكرانيا”.

وأكد أن إستونيا كانت من أوائل الدول التي أعلنت دعمها لأوكرانيا بالأسلحة، ومضى بالقول: “قبل بدء الحرب أرسلنا لأوكرانيا شحنات من الصواريخ المضادّة للدبابات. قدمنا الدعم في مختلف المجالات، من توفير المستشفيات الميدانية إلى الإمدادات الطبية، فضلا عن الذخيرة والأسلحة الثقيلة والبنادق”.

وكشف هيرم عن أن قيمة الدعم الإستوني لأوكرانيا قد تجاوز 200 مليون يورو، إلا أن أوكرانيا بحاجة إلى دعم أكبر بكثير، يجب أن يأتي من دول أكبر وأكثر ثراءً.

وحول قرارات الناتو الأخيرة بشأن الحرب الروسية ضد أوكرانيا، أفاد هيرم: “تم اتخاذ خطوات جعلتنا نشعر بمزيد من الثقة. بالطبع، لا يمكننا توقع كل شيء من الناتو. علينا نحن أيضًا بذل الكثير من الجهود لحماية أمننا”.

ولفت إلى أن إستونيا رفعت لأول مرة حجم ميزانيتها الدفاعية إلى نحو 300 مليون يورو في يناير/ كانون الثاني الماضي، وقررت مؤخرا أن تضيف إليها أكثر من 400 مليون يورو إضافية.

 

صفحتنا على فيس بوك

لمتابعة صفحتنا على تويتر

لمتابعة قناتنا والاشتراك بها على يوتيوب

لمتابعة قناتنا على تلغرام و الاشتراك بها

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


زر الذهاب إلى الأعلى