هيئة سياسية مرتقبة في السويداء لإعادة بناء مستقبل سوريا
هيئة سياسية مرتقبة في السويداء لإعادة بناء مستقبل سوريا
شبكة أخبار تركيا للناطقين باللغة العربية :
أفادت مصادر محلية في محافظة السويداء (جنوبي سوريا) بأن أعيان المحافظة وقادة الاحتجاجات المستمرة ضد نظام بشار الأسد سيبدؤون اليوم الثلاثاء أعمال تشكيل هيئة سياسية مدنية في المحافظة، التي تشهد منذ أكثر من أسبوعين مظاهرات حملت بالبداية مطالب اقتصادية قبل أن تتحول إلى المطالبة برحيل الأسد.
وقالت المصادر إن الهيئة السياسية المدنية ستنبثق عن مؤتمر سياسي سيعقد في السويداء، التي تضم معظم الطائفة الدرزية في سوريا، خلال الأيام القادمة.
وحسب المصادر، فإن الهيئة المرتقبة سوف تقدم إلى المجتمع الدولي رؤيتها السياسية لمستقبل سوريا ومشاركتها في العمل السياسي على إعادة بناء الدولة.
ولفتت إلى أن المبادئ التي تنطلق منها تلك الهيئة تأكيد وحدة الأراضي السورية، ورفض أي مشروع انفصالي، وتعزيز مفهوم الإدارة اللامركزية، وطرح مفهوم الإدارة الذاتية ضمن إطار الخدمات وتأمين احتياجات المجتمع، وكذلك مواجهة ظاهرة تفشي المخدرات في المجتمع التي انتشرت بشكل كبير نتيجة دعم الأجهزة الأمنية السورية لهذه الظاهرة، وفق المصادر ذاتها.
تواصل الاحتجاجات
ويأتي الحديث عن تشكيل الهيئة السياسية في وقت تتواصل فيه احتجاجات السويداء المنادية بانتقال سياسي في البلاد ورحيل النظام السوري لليوم الـ17 على التوالي، إذ قام المحتجون خلال الأيام الماضية بتنفيذ عصيان وإغلاق مقرات حزب البعث الحاكم في المحافظة. وبدوره، عمل النظام السوري على إخلاء عدد من الثكنات والحواجز التابعة لقواته.
وأظهرت صور ومقاطع فيديو -بثها ناشطون في المحافظة اليوم الثلاثاء- خروج احتجاجات نسائية وأخرى فنية ونقابية في ساحة السير أو الكرامة في مدينة السويداء، حيث كرر المحتجون مطالبهم بضرورة رحيل النظام السوري بكافة رموزه، ومن بينهم بشار الأسد.
كما أظهرت مقاطع -بثت أمس الاثنين- قيام محتجين بتحطيم وتمزيق صور للرئيس السوري بشار الأسد ووالده حافظ، الذي حكم البلاد بين عامي 1971-2000، من على واجهات مؤسسات حكومية وفروع تابعة لحزب البعث.
وذكرت شبكات محلية معنية بتغطية أخبار الاحتجاجات في السويداء أن المتظاهرين أزالوا أمس صورة كبيرة لحافظ الأسد “عمرها عشرات السنين” من على واجهة مبنى حكومي في ساحة الكرامة (وسط مدينة السويداء) خلال مظاهرة شعبية.
وعلى مدار الأسبوعين الماضيين، خرجت مظاهرات عديدة في محافظة السويداء الجنوبية، احتجاجا على سوء الأوضاع المعيشية، وطالبت بتنحي الرئيس بشار الأسد عن منصبه.
واندلعت مظاهرات السويداء أغسطس/آب الماضي، بسبب رفع النظام الدعم عن الوقود، مما عكس ارتفاعا للأسعار وزيادة في الأعباء الاقتصادية والمعيشية على السوريين، الذين يعانون تردي أحوالهم منذ سنوات.
وظلت السويداء تحت سيطرة الحكومة طوال فترة الحرب، وأفلتت إلى حد كبير من العنف الذي عمّ أماكن أخرى، إلا أنها شهدت في أوقات متفرقة مظاهرات ضد ممارسات نظام الأسد، وطالبت برحيله في بعضها.
وازداد زخم المظاهرات مع انضمام قيادات للطائفة الدرزية إلى عدد من التجمعات وإعلانهم أن مطالب المحتجين “محقة”، كما خرجت مظاهرات داعمة لمتظاهري السويداء في درعا المجاورة، وهي المحافظة التي اندلعت منها شرارة ثورة 2011، وكذلك في بعض المناطق الخارجة عن سيطرة الحكومة، شمالي وشرقي سوريا.
وتمر سوريا بأزمة اقتصادية خانقة أدت لانخفاض قيمة عملتها إلى رقم قياسي بلغ 15 ألفا و500 ليرة للدولار بالسوق السوداء، في انهيار متسارع لقيمتها. وكانت العملة المحلية تُتداول بسعر 47 ليرة للدولار بداية الصراع قبل 12 عاما.
وكان الأسد أصدر أغسطس/آب الماضي مرسوما بزيادة الأجور بنسبة 100%، كما أعلنت الحكومة قرارات برفع أسعار المحروقات بنسبة تصل إلى 200%، مما أسهم في زيادة أسعار معظم المواد بالأسواق وزيادة معاناة المواطنين.
وقالت مصادر أمنية ودبلوماسيون -وفق ما نقلت رويترز- إن احتجاجات السويداء تؤجج مخاوف لدى المسؤولين من امتدادها إلى المناطق الساحلية المطلة على البحر المتوسط، وهي معاقل أقلية الطائفة العلوية التي ينتمي إليها الأسد، حيث أطلق نشطاء مؤخرا دعوات نادرة للإضراب.