بشار أسد مجدداً “تزييف الواقع وإلقاء اللوم على الآخرين”
بشار" يشرح آلية تعامل دمشق مع المبادرات بشأن العلاقات السورية التركية
شبكة أخبار تركيا للناطقين باللغة العربية:
عامر هويدي ـ رئيس التحرير
من الواضح أن خطاب “بشار أسد” أمام ما يُسمى بـ”مجلس التصفيق” لم يكن إلا محاولة أخرى لتزييف الواقع وإلقاء اللوم على الآخرين، في حين يتجاهل بشكل تام المعاناة الحقيقية للشعب السوري، سواء في غزة أو في داخل سوريا. استخدام الأسد للبرلمان كمنبر للترويج لأفكاره المتهالكة وللدفاع عن نظامه القمعي يظهر مرة أخرى انفصاله عن الواقع وعن مطالب الشعب السوري الذي يعاني من الفقر، الجوع، والقمع المستمر.
التركيز على مهاجمة تركيا وتجاهل الوضع في غزة لا يعكس إلا خوف نظام بشار أسد من فقدان سيطرته وضعفه أمام المجتمع الدولي، خاصة في ظل الأزمات المتفاقمة داخليًا. بينما يحاول بشار أسد تصوير نفسه كمدافع عن السيادة الوطنية، الحقيقة هي أن سياساته لم تؤدِ إلا إلى تدمير البلاد وتشريد الملايين.
كما أن الادعاءات التي تروجها وسائل الإعلام الموالية لنظام بشار أسد حول “الشفافية” و”المكاشفة” في الخطاب لا تعدو كونها أكاذيب مكشوفة، تهدف إلى تضليل الرأي العام وتجميل صورة نظام فقد شرعيته منذ زمن.
في النهاية، يبدو أن هذا الخطاب لا يخدم إلا في تعزيز وهم القوة والسيطرة لدى النظام، بينما يستمر الشعب السوري في المعاناة تحت حكم ديكتاتوري لا يهتم سوى ببقائه في السلطة على حساب دماء الأبرياء.
خطاب بشار الأسد بشأن العلاقات السورية التركية لا يعدو كونه محاولة أخرى للتلاعب بالحقائق وإلقاء اللوم على الآخرين، بينما يتجاهل الجرائم والانتهاكات التي ارتكبها نظامه ضد الشعب السوري. حديث الأسد عن “المرجعية” و”السيادة” يظهر تناقضًا واضحًا، خاصة وأن نظامه هو من فتح الأبواب أمام التدخلات الخارجية ودعم المليشيات الإرهابية التي دمرت البلاد.
تصريحات الأسد حول انسحاب تركيا من الأراضي السورية ووقف دعمها للإرهاب هي محاولة يائسة لتغطية فشل نظامه في تحقيق أي تقدم على الصعيد السياسي أو العسكري. الواقع هو أن نظام الأسد نفسه يعتمد بشكل كبير على دعم قوى خارجية مثل روسيا وإيران، اللتين ساهمتا بشكل كبير في قمع الثورة السورية وقصف المدنيين.
أما حديثه عن “المصارحة” و”تحديد موقع الخلل”، فهو بعيد كل البعد عن الحقيقة. الخلل الحقيقي يكمن في نظام الأسد الذي لم يتردد في استخدام العنف المفرط ضد شعبه، والذي لا يزال متمسكًا بالسلطة على حساب دماء السوريين.
تركيا، من جانبها، لديها مصلحة مشروعة في حماية حدودها وأمن مواطنيها، خاصة في مواجهة التهديدات الإرهابية التي نشأت من الفوضى التي تسبب فيها نظام الأسد. العمليات العسكرية التي نفذتها تركيا في الشمال السوري جاءت كرد فعل ضروري لحماية أمنها ومنع إنشاء ممر إرهابي على حدودها، وهي إجراءات تحظى بدعم واسع من المجتمع الدولي.
في الوقت الذي يحاول فيه نظام الأسد تحسين صورته من خلال هذه التصريحات، يظل الشعب السوري يعاني من تداعيات سياسات هذا النظام الذي دمر البلاد وهجر الملايين. أي محاولة للتطبيع مع نظام الأسد يجب أن تأخذ في الاعتبار العدالة والمحاسبة على الجرائم التي ارتكبها ضد الإنسانية.
في النهاية، من المهم التأكيد على أن الشعب السوري لن يقبل بأي تسوية تعيد الشرعية لهذا النظام الإرهابي، ويجب على المجتمع الدولي أن يدعم تطلعات السوريين في الحرية والكرامة، لا أن يساهم في إضفاء الشرعية على نظام فقد شرعيته منذ زمن طويل.