ما الذي تنتظره الدول الإسلامية لقطع علاقاتها بحكومة الاحتلال الإسرائيلي؟
ما الذي تنتظره الدول الإسلامية لقطع علاقاتها بحكومة الاحتلال الإسرائيلي؟
شبكة أخبار تركيا للناطقين باللغة العربية :
يرى محللون أنه لا بد من اتخاذ خطوات جادة لإيقاف المجازر الوحشية التي يرتكبها الاحتلال بحق الفلسطينيين في غزة.
وقد ألحقت تركيا ضربة موجعة بالاقتصاد الإسرائيلي، ولكن الدول الإسلامية لم تتخذ قراراً بقطع العلاقات التجارية قد يؤثر بشكل مباشر على دولة الاحتلال. فعلى الرغم من الضغوط الشعبية إلا أننا لا نجد أي خطوات جريئة في سياسات العديد من الدول.
ويطالب الرأي العام المؤيد لفلسطين أن تقوم الدول الإسلامية بالضغط على إسرائيل، وقطع جميع العلاقات الدبلوماسية والتجارية كحل وحيد لإيقاف المجازر. كما يطالبون بأن تقوم الدول بقطع كل أشكال التعاون مع الجامعات الإسرائيلية وتعلن أن الشهادات الجامعية الإسرائيلية لن يتم الاعتراف بها بعد الآن.
إذا لم تتدخل الدول في قرارات بناءة فلن يتم حل مشكلة الإبادة بحق الشعب الفلسطيني.
من جهة أخرى، المؤيدون لفلسطين في العالم يطالبون على مواقع التواصل الاجتماعي بقطع العلاقات بشتى أنواعها. ولن تتوقف هذه المجازر إلا بعد إلحاق الضرر بالاقتصاد الإسرائيلي الذي يعتمد على الدعم الأمريكي وبعض الدول الأوروبية.
وفي السياق ذاته أشار وزير التجارة التركي عمر بولاط، الشهر الجاري، إلى أن دولة الاحتلال تعاني من صعوبات اقتصادية عقب قرار أنقرة وقف التجارة معها.
وأكد أن بعد القرار التركي عانت إسرائيل من مشاكل خطيرة مثل زيادة التضخم وعدم القدرة على إيجاد السلع بسرعة
كما أجمعت تقديرات المحللين الاقتصاديين على أن وقف تركيا جميع أشكال التجارة مع تل أبيب سيلحق أضرارا جسيمة بالصناعة والتجارة في دولة الاحتلال.
من جهتها أفادت صحف عبرية أن هناك مخاوف من أن يتسبب قطع تركيا علاقاتها التجارية مع إسرائيل في أضرار جسيمة لفروع الصناعة والتجارة والبناء، وهو الأمر الذي من شأنه أن يفاقم أزمة الاقتصاد الإسرائيلي المتواصلة منذ الحرب على غزة.
وهناك مخاوف أشارت لها “صحيفة “كلكليست” العبرية بأن يصبح الاتجاه نحو مقاطعة إسرائيل عالميا، مؤكدة أن هذه الخطوة المتمثلة بالمقاطعة الاقتصادية والانفصال عن إسرائيل وجعلها منبوذة أو كيانا غير مرغوب فيه بين دول العالم، لها دلالات خطيرة، معتبرا إياها بمثابة أمر لا بد أن يكون مزعجا ومقلقا وقد يتحول إلى اتجاه عالمي عام.
ولم تستبعد الصحيفة أن تلهم هذه السابقة بوقف العلاقات التجارية مع إسرائيل السياسيين في بلدان أخرى ليحذوا حذو أردوغان.
وبحسب عميت غوتليب رئيس اتحاد المقاولين والبنائين في دولة الاحتلال فـ”إن إعلان تركيا وقف العلاقات التجارية مع إسرائيل يعتبر ضربة إضافية لقطاع البناء والعقارات القابع في حالة يرثى لها منذ بدء الحرب بسبب نقص القوى العاملة والمواد الخام”.
من جهتها، ركزت صحيفة جيروزاليم بوست الإسرائيلية على قطاع البناء الإسرائيلي، وهو حجر الزاوية في الاقتصاد الإسرائيلي الذي يتأرجح الآن على حافة الانهيار.
ويشير تقرير آخر لصحيفة كالكاليست إلى التداعيات الدبلوماسية لمقاطعة تركيا. وبعيدًا عن مجرد الآثار الاقتصادية، فإن خطوة أردوغان الجذرية -وفقا للصحيفة- تنذر بتحول فادح في العلاقات الدبلوماسية، مما قد يؤدي إلى عزل إسرائيل على المسرح العالمي أكثر.
ووفقا للصحيفة، فإن هذه السابقة المثيرة للقلق التي أحدثتها تحركات تركيا تثير مخاوف من تأثير الدومينو، حيث تتجرأ الدول الأخرى على أن تحذو حذوها، مما يدفع إسرائيل إلى الانجراف في مشهد جيوسياسي متزايد العداء.
وتستمر قوات الاحتلال الصهيوني في ارتكاب المجازر الوحشية بحق الشعب الفلسطيني منذ 7 أكتوبر 2023، وفوق ذلك يزعم الصهاينة أن الفلسطينيين هم الذين بدؤوا بالاعتداءات، ولكن هذه الادعاءات لم تعد تنطلي على أحد، إذ إن الشعوب في مختلف دول العالم تبدي تضامنا حقيقيا مع الشعب الفلسطيني.
وإذا ما تناولنا القضية الفلسطينية من زاوية تاريخية تبين لنا أن حكومة الاحتلال الإسرائيلي تقتل الفلسطينيين وتغتصب منازلهم وأراضيهم منذ أكثر من 75 سنة، حيث لا يتوانى جيش الاحتلال عن قتل الأطفال والرضع والنساء والشيوخ، لتجبر الفلسطينيين على النزوح عن أراضيهم ومنازلهم، كما تغض الطرف عن اعتداءات المستوطنين المتطرفين على الفلسطينيين العزل.
وفي المقابل تعاطفت شعوب العالم بشكل غير مسبوق مع الشعب الفلسطيني، حيث نظمت الاحتجاجات على الجرائم الإسرائيلية في مختلف دول العالم على الرغم من تعرض الكثير من المتظاهرين للاعتقال في بعض الدول الداعمة للاحتلال الإسرائيلي، ولا سيما أمريكا وألمانيا وفرنسا.
كما مارست الدول الكبرى ضغوطا كبيرة حتى على محكمة العدل الدولية، حيث تعرض قضاتها وأسرهم للتهديد خصوصا بعد المطالبة باعتقال رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو. وبعد المطالبة بوقف إطلاق النار في رفح قامت قوات الاحتلال بإحراق خيام النازحين الفلسطينيين، وقطع رؤوس الأطفال الرضع.
وبعد كل هذه الوحشية تصريح أمريكا بأن حكومة الاحتلال الإسرائيلي لم تتجاوز الخطوط الحمراء، وترفض قرارات مجلس الأمن الدولي، الأمر الذي يدفع الناس إلى مزيد من الراديكالية، فإذا لم تتخذ الدول خطوات ملموسة لحل هذه المعضلة فإن عدد الراغبين بتحقيق العدالة سيزداد يوما بعد يوم، وقد يسفر ذلك عن فوضى كبيرة.
و2 مايو أعلنت وزارة التجارة التركية وقفا كاملا للتعاملات التجارية مع إسرائيل إلى حين السماح بدخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة بلا قيود.
ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، تشن دولة الاحتلال حربا على غزة خلفت أكثر من 117 ألف فلسطيني بين قتيل وجريح، معظمهم أطفال ونساء، ونحو 10 آلاف مفقود وسط دمار هائل ومجاعة أودت بحياة أطفال ومسنين.
وتواصل دولة الاحتلال هذه الحرب متجاهلة قرارا من مجلس الأمن يطالبها بوقف القتال فورا، وأوامر من محكمة العدل تطالبها بوقف هجومها على رفح، واتخاذ تدابير فورية لمنع وقوع أعمال “إبادة جماعية”، و”تحسين الوضع الإنساني” بغزة.