أردوغان: زيارتي لبغداد نقطة تحول بالعلاقات التركية العراقية
شبكة أخبار تركيا للناطقين باللغة العربية :
صرّح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بأن زيارته إلى بغداد والاتفاقيات المبرمة على هامشها الاثنين، ستشكل نقطة تحول في العلاقات التركية العراقية.
جاء ذلك في تصريحاته خلال مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، في زيارته الرسمية الأولى إلى بغداد منذ 13 عاما.
وأضاف أردوغان: “اتفاقية الإطار الاستراتيجي للتعاون المشترك التي وقّعناها مع رئيس الوزراء العراقي تشكل خارطة طريق قوية”.
وأشار إلى أن الأمن والتعاون بمكافحة الإرهاب كانا من أهم البنود المطروحة على جدول أعمال المباحثات مع الجانب العراقي.
كما رحّب الرئيس التركي بإعلان “بي كي كي” الإرهابي تنظيما محظورا في العراق.
وأردف: “تشاورنا حول الخطوات المشتركة التي يمكن اتخاذها ضد تنظيم بي كي كي الإرهابي الذي يستهدف تركيا من الأراضي العراقية”.
وفي سياق آخر، قال إنه بحث مع الجانب العراقي “آثار الظلم الإسرائيلي في فلسطين على منطقتنا وتشاورنا بشأن الخطوات المشتركة الممكن اتخاذها”.
وحول التوتر بين إيران وإسرائيل قال: “أود أن أذكر مجددا كافة الأطراف المعنية بضرورة تجنب الخطوات التي من شأنها التصعيد”.
الرئيس أردوغان ذكر أنه أجرى مباحثات واسعة مع كلّ من نظيره العراقي عبد اللطيف رشيد، ورئيس الوزراء محمد شياع السوداني، حول العلاقات بين أنقرة وبغداد التي قال إنها “قائمة على الاحترام المتبادل وحسن الجوار”.
وعبر عن سعادته إزاء زيارته إلى بغداد، شاكراً السوداني وجميع المسؤولين العراقيين على حسن الضيافة.
ووصف العراق بأنه “جار ذو قيمة استراتيجية” بالنسبة لتركيا، مبيناً أن البلدين يمتلكان روابط تاريخية وبشرية وثقافية مشتركة.
ولفت إلى أن الزيارة الحالية تؤكد مجدداً على الإرادة السياسية للبلدين بتعزيز العلاقات وفق المصالح المتبادلة.
وأفاد أنه بموجب اتفاقية الإطار الاستراتيجي للتعاون المشترك المبرم بين البلدين، سيتم تشكيل لجان دائمة مشتركة لضمان استمرار ومراقبة المفاوضات الفنية في العديد من المجالات مثل الأمن ومكافحة الإرهاب والاقتصاد والتجارة والطاقة والنقل والبيئة والمياه العابرة للحدود والصحة والتعليم.
وشدد على أن الاتفاقيات المبرمة في مجالات عدة أبرزها الأمن والتجارة والنقل والزراعة، ستساهم في تعزيز أرضية العلاقات الثنائية، وتتيح الفرص لمزيد من التعاون بين أنقرة وبغداد.
ويعتزم البلدان إقامة التنسيق اللازم من أجل ضمان تنفيذ الاتفاقيات المبرمة على أرض الواقع، وفقاً لما ذكره الرئيس التركي.
وأفاد أردوغان بأنه عبّر للمسؤولين العراقيين عن اعتقاده القوي بأن وجود تنظيم “بي كي كي” على الأراضي العراقية سينتهي بأقرب وقت، بعد تصنيفه رسمياً في قوائم الإرهاب.
وأكد على أن “حقوق الجوار والأخوّة” تقتضي هذا الأمر أيضاً.
وشدد على استعداد الحكومة التركية لتقديم الدعم اللازم لنظيرتها العراقية فيما يلزم لمكافحة “بي كي كي” وإنهاء وجوده في البلد الجار، وكذلك الأمر نفسه بالنسبة لمكافحة تنظيم “غولن” الإرهابي.
أما على الصعيد التجاري، فأعرب أردوغان عن رغبة بلاده في رفع حجم التبادل التجاري إلى مستويات أعلى بعد أن بلغ 20 مليار دولار خلال العام 2023.
وأضاف أنه ناقش مع السوداني سبل تخطي “العراقيل المصطنعة” لتعزيز حجم التبادل التجاري بين البلدين.
وأوضح أن مشروع “طريق التنمية” يحمل أهمية قصوى في هذا الإطار، لا سيما وأنه سيساهم في استقرار ورفاهية دول المنطقة بأسرها وفي مقدمتها العراق.
وتابع: “رسخنا عزمنا على هذا التخطيط الاستراتيجي بمذكرة التفاهم التي وقعناها”.
ومشروع “طريق التنمية” عبارة عن طريق برية وسكة حديد تمتد من العراق إلى تركيا وموانئها، يبلغ طوله 1200 كيلومتر داخل العراق، ويهدف إلى نقل البضائع بين أوروبا ودول الخليج.
وفيما يخص ملف المياه، قال أردوغان إن أزمة المناخ والجفاف تؤثر سلباً ليس على العراق فحسب، بل على تركيا والعالم بأسره.
وأكد أن “الاستخدام الفعال للمياه عن طريق منع الإهدار لا يقل أهمية عن كمية المياه نفسها”.
وأوضح أن اللجنة المشتركة الدائمة بين البلدين بهذا الخصوص ستعمل على تعزيز تعاونهما في مجال المياه “على أساس عقلاني وعلمي ومراعاة مصالحنا المشتركة”.
ولفت أردوغان إلى أن مباحثاته مع المسؤولين العراقيين شملت أيضا تجديد التأكيد على الرغبة بتمديد التعاون القائم بمجالات مختلفة أبرزها الطاقة والصناعة والصحة والتعليم والمعرفة والسياحة.
وحول المحطة التالية لزيارته إلى العراق، قال إنه سيتوجه إلى أربيل عاصمة إقليم كردستان شمال العراق، وذلك بعد أن يلتقي “أشقاءنا التركمان أحد المكونات الأساسية للعراق”.
وحول فحوى مباحثاته المرتقبة في أربيل، أفاد أردوغان بأنه سيبحث فرص التعاون الإضافية بين الجانبين.
وأردف: “بهذه المناسبة، أود التأكيد أننا لا نميز بين الطوائف العرقية أو المجموعات الدينية المختلفة في سياساتنا تجاه العراق الذي شعبه شقيق وصديق لنا بغض النظر عن انتماءاته العرقية والطائفية”.
وأكد بأن تركيا تنظر إلى “العراق ككل ونولي أهمية كبيرة للثراء الديموغرافي في العراق”.
وتعهد الرئيس التركي بمواصلة بلاده علاقاتها مع العراق على مبدأ “الصداقة، والأخوة والجوار”، وبالوقوف بجانب “أشقائنا العراقيين في السراء والضراء كما هو الحال فيما مضى”.
وعبر عن أمله في أن تشكل زيارته إلى العراق “بداية انطلاقة جديدة”، لا سيما وأنها “تأتي في مرحلة حساسة من حيث المستجدات الإقليمية”.
وفي سياق التوتر الإيراني الإسرائيلي، قال أردوغان إن “هذه التطورات تزيد من مخاطر انتشار وتصاعد الحرب، والأهم من ذلك أنها تلقي بظلالها على المجازر في فلسطين”.
وأوضح أن “أشقاءنا العراقيين أيضاً يتأثروا سلباً من هذه المستجدات”.
وفي 13 أبريل/ نيسان الجاري، أطلقت إيران نحو 350 صاروخا وطائرة مسيرة، في أول هجوم تشنه مباشرة من أراضيها على إسرائيل، ردا على هجوم صاروخي استهدف القسم القنصلي بسفارتها لدى دمشق مطلع الشهر نفسه.
وتتهم طهران تل أبيب بشن الهجوم الصاروخي ما أسفر عن مقتل 7 من عناصر الحرس الثوري الإيراني، بينهم الجنرال محمد رضا زاهدي، فيما لم تعترف تل أبيب أو تنف رسميا مسؤوليتها عن الهجوم.
وتابع: “نبذل ما بوسعنا من أجل وقف إراقة الدماء في غزة. وإقامة دولة فلسطين المستقلة وذات السيادة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، هي مفتاح السلام في المنطقة”.