مجزرة “سربرنيتسا”.. هولندا تكرم الجنود الذين شاركوا بالإبادة الجماعية
مجزرة “سربرنيتسا”.. هولندا تكرم الجنود الذين شاركوا بالإبادة الجماعية
شبكة أخبار تركيا للناطقين باللغة العربية :
تتبع أوروبا سياسة اللامبالاة تجاه معاناة البوسنيين الذين تعرضوا للإبادة الجماعية على يد الصرب بين عامي (1992-1995).
واتخذت الحكومة الهولندية قرارًا فاضحًا، حيث وافقت على دفع مبلغ قيمته 5 آلاف يورو لكل جندي كان يعمل ضمن بعثة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة خلال الحرب في البوسنة والهرسك (1992-1995) كمكافأة تقدير لخدمتهم وتكريمًا لهم.
جاء ذلك في بيان لوزارة الدفاع الهولندية، حيث أعلنت موافقتها على دفع هذا المبلغ لـــ 850 جنديًا هولنديًا الذين كانوا يعملون ضمن بعثة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة، وذلك تعويضًا مقابل خدمتهم.
وأفادت وزارة الدفاع الهولندية أنّ جنود الخطوط الأمامية يدفعون ثمنًا باهظًا مقابل تجاربهم الشخصية والإجتماعية
ويجدر بالذكر أنّ الجنود الهولنديين الذين كانوا متواجدين في “سربرنيتسا” لم يتمكنوا من منع الإبادة الجماعية لآلاف المسلمين البوسنيين.
ويشار إلى أنّ محكمة الاستئناف في “لاهاي” اعتبرت أن الكتيبة الهولندية، التي كانت تعمل ضمن القوات الأممية، إبان مجزرة “سربرنيتسا”عام 1995، مسؤولة بشكل جزئي عن المجزرة، التي راح ضحيتها حوالي 8372 شخصًا.
وفي الذكرى الخامسة والعشرين لمذبحة البوسنة والهرسك في العام الماضي، دافع حينها رئيس الوزراء الهولندي مارك روت عن الجنود الهولنديين الذين اتهموا بالفشل في منع المجازر، مبررًا ذلك بأنهم يفتقرون في الواقع إلى القدرة العسكرية اللازمة لمنع المجازر.
وذكرت تقارير تفيد أيضًا بأن الكتيبة الهولندية التي كانت تعمل ضمن بعثة السلام التابعة للأمم المتحدة تفتقر في الواقع إلى ما يكفي من الذخيرة والأسلحة والتدريب لمنع المجازر.
وحُملت الحكومة الهولندية مسؤولية المجازر في “سربرنيتسا” مما أدى إلى استقالة رئيس الوزراء آنذاك “فيم كوك” في عام 2002، بعد تقرير يفيد بأن الحكومة قامت بإرسال جنود عديمي الخبرة إلى منطقة حرب خطيرة.
ويجدر بالذكر أن محكمة الجنائية الدولية التابعة للأمم المتحدة اعتبرت المذبحة ضد مسلمي البوسنة في “سربرنيتسا” عام 1995 بأنها إبادة جماعية وحملت القائد الصربي راتكو ملاديتش مسؤوليتها وأدانته بارتكاب جريمة ضد الإنسانية.
ويشار إلى أن القوات الصربية دخلت سربرينيتسا في 11 يوليو/ تموز 1995، بعد إعلانها منطقة آمنة من قبل الأمم المتحدة، وارتكبت خلال عدة أيام، مجزرة جماعية راح ضحيتها أكثر من 8 آلاف بوسني، تراوحت أعمارهم بين 7 إلى 70 عامًا.
وارتكبت القوات الصربية، العديد من المجازر بحق مسلمين، خلال ما عرف بفترة حرب البوسنة، التي بدأت عام 1992، وانتهت 1995 بعد توقيع اتفاقية دايتون، وتسببت في إبادة أكثر من 300 ألف شخص، باعتراف الأمم المتحدة.