نابلس.. “حومش” مستوطنة أم مدرسة؟
شبكة أخبار تركيا للناطقين باللغة العربية :
بعيون متوجسة، يرقب فلسطينيون من أهالي بلدة برقة إلى الجنوب من مدينة نابلس شمالي الضفة الغربية، أعمال بناء في موقع مستوطنة “حومش” التي أخلتها قوات الاحتلال منذ 18 عاما.
ادعى مستوطنون، خلال الفترة السابقة، أن أعمال البناء هذه هي لمدرسة دينية يهودية فقط، إلا أن الفلسطينيين يقولون بأن العمل يجري على قدم وساق لإعادة بناء مستوطنة “حومش” المُخلاة.
ويشاهد السكان تلك الأعمال التي لا تتوقف بحسب قولهم من مساكنهم، على قمة جبل “القبيبات” والذي يملكه سكان البلدة.
وتثير العودة لهذه المستوطنة مخاوف الفلسطينيين من تنفيذ مشروع استيطاني ومصادرة أراضٍ فلسطينية، وتجدد تنفيذ المستوطنين لاعتداءات وهجمات ضدهم.
وفي 28 مايو/ أيار الماضي، أقام مستوطنون مبنىً دائما لمدرسة دينية يهودية في مستوطنة “حوميش” التي أخلتها قوات الاحتلال الإسرائيلي عام 2005، بحسب صحف عبرية ومسؤولين إسرائيليين.
الناشط في مقاومة الاستيطان الإسرائيلي سامي دغلس، قال في حديث للأناضول، إن المستوطنين “شيّدوا نحو 20 منزلا إلى جانب مدرسة دينية في المستوطنة، في غضون 4 أيام”.
ودحض دغلس مزاعم الاحتلال التي تقول إن “القرار يقضي ببناء مدرسة دينية في البؤرة الاستيطانية المخلاة”.
وأضاف “ما يجري على أرض الواقع إعادة بناء لمستوطنة كاملة، فأعمال التجريف تجري بشكل متسارع، حيث يتم تشييد بنى تحتية لمستوطنة كاملة من تعبيد شوارع، ومد خطوط مياه وكهرباء وهواتف واتصالات”.
واستكمل قائلا: “تم تشييد 20 منزلا (كرفانات) وعائلات بأكملها تتواجد في المستوطنة تحت حماية الجيش”.
وأشار إلى “وجود دائم لمئات المستوطنين في الموقع، حيث ينفّذون اعتداءات على السكان (الفلسطينيين)”.
وحذر دغلس من عودة المستوطنة، قائلا “العودة يعني تنفيذ مشروع استيطاني كبير يصادر 3 آلاف دونم (الدونم يعادل ألف متر مربع) من أراضي برقة”.
إلى جانب ذلك، فإن هذا المشروع، بحسب دغلس يتيح السيطرة على “مواقع أثرية في المنطقة كالمنطقة الأثرية في بلدة سبسطية القريبة من برقة، ومنتزه المسعودية والذي كان محطة قطار الحجاز العثماني، وشق طريق استيطاني جديد لخدمة المستوطنين”.
وفي إطار مواجهة المشروع، يقول دغلس وهو واحد من أبرز نشطاء المقاومة الشعبية في بلدته، إن “أهالي برقة على استعداد لتنظيم المسيرات والمقاومة للدفاع عن أراضيهم”.
ولفت إلى أن العمل يجري لـ”إعادة تفعيل اللجان الشعبية لحماية القرية، ولجان مقاومة شعبية لمواجهة الاستيطان”.
وختم قائلا: “هذه أرضنا وواجبنا حمايتها”، مشيرا إلى أن بلدته “قدمت 13 شهيدا منذ الاحتلال الإسرائيلي عام 1967”.
وفي عام 2021، شهدت برقة مواجهات عنيفة مع الجيش الإسرائيلي والمستوطنين بعد مقتل مستوطن وإصابة اثنين آخرين في هجوم نفذه فلسطينيون يوم 16 ديسمبر/ كانون الأول من ذلك العام.
تجدد الهجمات
بدوره، يقول مسؤول ملف الاستيطان في شمالي الضفة الغربية (حكومي) غسان دغلس، إن ما يجري في حومش هو أعمال “بناء لمستوطنة”.
وأضاف، في تصريح للأناضول: “الصورة على الأرض مرعبة من بناء وتحضير لوجود عصابات من المتطرفين”.
وأوضح أن المستوطنين “عادوا لشن هجمات على السكان ومحاصرة القرية وتنفيذ اعتداءات على منازل فضلا عن حرق مزارع وممتلكات (…) النكبة تتكرر من جديد وينفذها عصابات من شباب التلال وجماعات تدفيع الثمن الإسرائيلية”.
خلق واقع جديد
من جانبه، قال عضو المجلس الثوري لحركة التحرير الوطني الفلسطيني “فتح” تيسير نصر الله، إن الحكومة الإسرائيلية “تسابق الزمن للسيطرة على الأرض الفلسطينية وخلق واقع جديد لحسم الصراع”.
وأضاف في تصريح للأناضول: “الاستيطان غير شرعي بكل أشكاله، وعلى إسرائيل أن تعي ذلك”.
وطالب بضرورة “مساءلة ومحاسبة إسرائيل على جرائمها المتواصلة وفق القانون الدولي؛ والعمل على عدم إفلاتها من العقاب”.
وحثّ على ضرورة وضع “خطط لمواجهة الاستيطان وعودة المستوطنين إلى حومش، وذلك عبر المقاومة الشعبية وتفعيل أساليب مقاومة أخرى مبتكرة تجعل من الاحتلال مُكلفا، لحماية الشعب والأرض”.
واستكمل قائلا: “الشعب الفلسطيني قادر على المواجهة، وقواه حية لا يمكن أن تكسرها عصابات المستوطنين ولا جيش الاحتلال”.
وحذر نصر الله من تصاعد اعتداءات المستوطنين، قائلا “إسرائيل تطلق العنان لعصابات المستوطنين لشن اعتداءات على الأرض والمواطن من أجل تنفيذ مخططاتها الاستيطانية التوسعية”.