“ليالي المديح النبوي”.. فن شعبي يجمع الموريتانيين في رمضان
“ليالي المديح النبوي”.. فن شعبي يجمع الموريتانيين في رمضان
شبكة أخبار تركيا للناطقين باللغة العربية :
استأنف “مركز ترانيم للفنون الشعبية” بموريتانيا، هذا العام مهرجانه السنوي “ليالي المديح النبوي” بعد توقف استمر عامين بسبب إجراءات الحد من تفشي فيروس كورونا.
وافتتحت النسخة التاسعة من المهرجان هذا العام مساء 22 أبريل/ نيسان الجاري، في العاصمة نواكشوط، بمشاركة فرق إنشاد من عدة ولايات موريتانية، حيث ستنعش هذه الفرق سهرات ليالي المهرجان.
وقال رئيس المركز (الجهة المنظمة) محمد عالي ولد بلال، في كلمة له بالمناسبة، إن مهرجان “ليالي المدح النبوي” يساهم بشكل كبير في توطيد الوحدة الوطنية والتعايش السلمي بين أطياف المجتمع.
ولفت إلى أن الدورات التسع المسجلة في عمر المهرجان نُظمت بوسائل ذاتية وبدعم شعبي فقط، مطالبا الحكومة بتوفير الدعم اللازم للمهرجان لمتابعة النجاح الذي حققه طوال السنوات الماضية.
روح المحبة والتراحم
و”ليالي المديح النبوي” مهرجان سنوي تحتضنه نواكشوط كل عام، في نهاية الأسبوع الثاني من رمضان ويستمر حتى نهاية الشهر الفضيل، ويشكل فضاء يجمع الجمهور الموريتاني بكافة فئاته واختلافاته حول روح المحبة والتراحم، على هدي سيرة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، خاتم المرسلين.
ويعتبر شهر رمضان موسم المديح لدى الموريتانيين، إذ تقام المسابقات و المهرجانات والسهرات الليلة التي يحييها فنانون ومنشدون.
ووفق مدير البرامج بمركز “ترانيم” همر ياتم، فإن المهرجان يهدف إلى بث روح السلم والتسامح في الإسلام ونصرة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وتسليط الضوء على ثقافة المديح وتاريخه ودوره في إحياء الترابط والتسامح بين فئات المجتمع.
وأضاف ياتم، للأناضول، أن المهرجان يسعى أيضا إلى “نفض الغبار عن لون فني شعبي يشكل موروثا مهما، ومكونا أصيلا في الثقافة الموريتانية، يميزها عن غيرها”.
وأشار إلى أن الآلاف من سكان نواكشوط يحرصون على حضور فعاليات المهرجان، حيث يتابعون الأمسيات التي تنعشها فرق إنشادية قدمت من مختلف ولايات البلاد.
هكذا يؤدى فن المديح
ويؤدى فن المديح بطريقة جماعية، دون التزام بأي مقامات غنائية، وفي غياب الآلات الموسيقية الوترية، مع الاكتفاء بآلة الطبل التقليدية.
وتتناول المدائح التي يقدمها المنشدون خلال ليالي المهرجان، سيرة المصطفى عليه الصلاة والسلام، والغزوات والفتوحات الإسلامية ويتم تقديمها باللهجة المحلية “الحسانية”.
ويجد المنشدون في فن المديح النبوي وسيلة لتعلم سيرة النبي، إذ ارتبط هذا الفن في المخيال الشعبي الموريتاني بالسيرة النبوية، والغزوات والفتوحات الإسلامية، فوثقت نصوصه كل تفاصيل حياة النبي محمد صلى الله عليه وسلم منذ مولده، وأرّخت للمحطات التي مرت بها الدعوة منذ البعثة.