سفير واشنطن في أنقرة: تركيا حليف لا غنى عنه للولايات المتحدة
سفير واشنطن في أنقرة: تركيا حليف لا غنى عنه للولايات المتحدة
شبكة أخبار تركيا للناطقين باللغة العربية :
قال السفير الأمريكي لدى أنقرة جيفري فليك، إن تركيا أصبحت لاعبا أكبر وأقوى في الساحة الدولية، وحليفا لا غنى عنه للولايات المتحدة، مشيداً بالعلاقات الوثيقة بين البلدين وبدور تركيا الهام في حلف “الناتو”.
وفي مقابلة مع الأناضول بمنزله في أنقرة تحدث السفير عن العلاقات التركية الأمريكية، وانعكاسات الخبرة السياسية التي اكتسبها في الكونغرس الأمريكي على الدبلوماسية، وعن ارتباطه بالشعب التركي، واهتمامه بقيمه الأسرية والثقافية.
وكان الرئيس الأمريكي جو بايدن، رشح فليك في يوليو/ تموز 2021 لمنصب سفير بلاده لدى أنقرة، وعقب موافقة الكونغرس وصل فليك تركيا لاستلام مهامه في 7 يناير/ كانون ثاني الماضي، وقدم أوراق اعتماده للرئيس رجب طيب أردوغان في 26 من الشهر ذاته.
ولفليك تاريخ طويل مع السياسة قبل توليه وظيفته الدبلوماسية، إذ كان عضوا بمجلس النواب في الفترة بين2001 – 2013 ثم سيناتور عن ولاية أريزونا في الفترة 2013 – 2019.
وظيفة مهمة في وقت حساس
وفي أول حوار صحفي له خص به الأناضول عقب توليه مهامه، تحدث فليك عن الفرق الذي سيحدثه خلال فترة توليه منصبه الجديد.
وقال إنه ليس دبلوماسيا في المقام الأول بل رجل قضى 20 عاماً في أروقة السياسة، إلا أنه كان دائماً معجباً بالدبلوماسيين وعملهم وكان يود لو يعمل بوزارة الخارجية إذا لم يكن سياسياً وذلك بسبب أهمية العمل الدبلوماسي وإدراكه أهمية القوة الناعمة في العلاقات بين الدول.
وأضاف أنه كان يجيب على سؤال إدارة بايدن بخصوص ما إذا كان يفكر في تولي مسؤولية وظيفة ما، بالقول إنه سيفكر في ذلك في حال كانت الوظيفة مهمة، ولذلك وافق على منصب سفير في أنقرة “لأنه وظيفة غاية في الأهمية”.
وأشار إلى أن تركيا بلد مهم في المنطقة، وتلعب دوراً كبيراً في الساحة الدولية، وحليف مهم للولايات المتحدة ولذلك يرى أن منصبه الجديد يعد مسؤولية ووظيفة مهمة جداً في وقت حساس.
تركيا حليف في الناتو منذ 70 عاما
وأوضح فليك أنه سيسعى للمساهمة في استمرار العلاقات الثنائية القوية بين البلدين، وأنه يمكن تعزيز العلاقات ورفعها لمستويات أعلى.
وتابع: “نرى الآن ثمار العلاقات الوطيدة بين البلدين وقد زادت الثقة بيننا، تركيا حليف مهم في الناتو منذ 70 عاماً ولذلك لدينا مصالح مشتركة كثيرة”.
ولفت إلى أن العلاقات التركية الأمريكية ليست مقتصرة على الجانب الأمني فقط، وأن الاقتصاد يمثل جانب مهم ومتطور في علاقاتهما، وأن “هناك علاقات تجارية شاملة بينهما إذ تعد كل بلد سوق مهمة للأخرى”.
وأكد أن أهمية العلاقات التركية الأمريكية تبرز أكثر في ظل التهديدات التي تواجه المنطقة حالياً مثل الأزمة الأوكرانية الروسية.
وحول التعاون بين البلدين في إطار “الناتو”، قال فليك إن تركيا عضو مهم في الحلف ولديها ثاني أكبر أسطول من مقاتلات F-16 في الحلف وثالث أكثر دولة تساهم في مهمات الحلف.
وأفاد فليك أنه أجرى اتصالاً هاتفياً مع الممثل الدائم للولايات المتحدة لدى الناتو جوليان سميث، وطلبت منه خلال المكالمة أن ينقل شكر واشنطن لتركيا على التزامها بالوفاء بمسؤولياتها وتعهداتها تجاه الحلف.
وذكر أن تركيا مستمرة في دعم سيادة أوكرانيا ووحدة أراضيها وتقدم لها المساعدة لحماية سيادتها، مشيراً إلى أهمية ذلك بالنسبة للولايات المتحدة ولكل العالم.
الطلاب الأتراك في الولايات المتحدة
وشدد فليك على أهمية برامج التبادل الطلابي من أجل تعزيز الروابط بين الشعوب، مشيراً أن الطلاب الأتراك في بلاده هم الأكثر بين الطلاب الأوروبيين، وأن تركيا في المرتبة الخامسة عشرة عالمياً من حيث عدد الطلاب الذيم يدرسون في الولايات المتحدة.
ولفت إلى أن حوالي 170 طالباً تركيا يدرسون حالياً في الولايات المتحدة بمنح حصلوا عليها في إطار برنامج Fulbright الأمريكي للتعليم الدولي والتبادل الثقافي.
وأعرب عن سعادته باهتمام المواطنين الأتراك بالسفر إلى الولايات المتحدة سواء للسياحة أو التعليم، وبالمقابل فإن “الأمريكيين يحبون كثيراً قضاء عطلتهم في تركيا”.
أهمية التعاون الاقتصادي
وحول التعاون الاقتصادي أوضح فليك أن حجم التجارة بين البلدين بلغ العام الماضي حوالي 28 مليار دولار بزيادة 28 في المئة عن العام السابق، مبينًا أن هناك استثمارات أمريكية في تركيا بقيمة 50 مليار دولار توفر حوالي 100 ألف فرصة عمل.
وأضاف أن الصادرات التركية إلى الولايات المتحدة ارتفعت العام الماضي 45 في المئة مقارنة بالعام السابق بالرغم من التأثيرات السلبية لوباء كوفيد-19.
ولفت إلى أن البلدين يهدفان للوصول بحجم التبادل التجاري إلى 100 مليار دولار وأن رجال الأعمال من البلدين يرغبون في تحقيق هذا الهدف.
وحول الآلية المشتركة التي اقترحت تركيا تأسيسها لتناول المسائل الخلافية في العلاقات، قال فليك إن أنقرة بعثت رسالة إلى واشنطن تتعلق بكيفية هيكلة هذه الآلية والقضايا التي سيتم تناولها وكيف سيتم التعامل معها، بناء على اتفاق بين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ونظيره الأمريكي جو بايدن خلال لقائهما في روما في 31 أكتوبر/ تشرين ثاني الماضي.
وأردف أن الإدارة الأمريكية كانت تنتظر مباشرته بمهام وظيفته للرد على الرسالة والمقترح التركي، لافتاً إلى أنه يعتقد أن الرد سيتم خلال فترة قصيرة.
وبيّن أنه عمل على موضوعات كثيرة تخص تركيا عندما كان بالكونغرس، مؤكدا على أن تركيا حليف أساسي لبلاده ولاعب هام في الساحة الدولية.
وأشار إلى أن الولايات المتحدة وتركيا تعملان معا في منطقتي القوقاز وشمال إفريقيا، وأنه ترأس لجنة فرعية خاصة بإفريقيا في الكونغرس ورأى بنفسه المساهمات التركية الإيجابية بقارة إفريقيا.
واستطرد: “تركيا لها أهمية خاصة في السياسة الخارجية الأمريكية، وعند النظر إلى المشاكل الإقليمية الحالية يتضح أن تركيا حليف لا غنى عنه للولايات المتحدة”.
ومضى قائلا: “تركيا والولايات المتحدة اتخذتا خطوات كبيرة وهامة في مكافحة تنظيم داعش الإرهابي، عملية قتل زعيم التنظيم إبراهيم الهاشمي القريشي شمال غربي سوريا تظهر أهمية الالتزام بمكافحة داعش، تركيا حليف وداعم مهم بهذا الخصوص”.
طلب تركيا شراء مقاتلات F-16
وحول طلب تركيا من الولايات المتحدة شراء مقاتلات F-16 جديدة وتحديث المقاتلات الموجودة لديها، قال السفير إن اللقاءات بين وفود البلدين مستمرة في هذا الشأن وتسير على نحو جيد. إلا أن الموضوع يستغرق بعض الوقت لكثرة التفاصيل الفنية به.
ولفت إلى أن إدارة بايدن عازمة على دعم تركيا خلال هذه المرحلة وترى طلبها للمقاتلات تطوراً إيجابياً يظهر مدى التزامها بمسؤولياتها تجاه حلف الناتو.
أوكرانيا وأفغانستان والتطبيع بين تركيا وأرمينيا
وحول آخر التطورات على الصعيد الإقليمي، ذكر فليك إنه عند النظر إلى التطورات الحالية في أزمة أوكرانيا يتضح مدى أهمية مساهمات تركيا في مهام حلف الناتو أكثر من أي وقت مضى.
وأوضح أن تركيا كان لها مساهمات هامة أيضاً في أفغانستان في إطار حلف الناتو، وأنها ساعدت الأمريكيين الذين رغبوا في مغادرتها.
وزاد: “نأمل أن تلعب تركيا دوراً في مستقبل أفغانستان، وأن تساهم في ضمان أمن مطار كابل الدولي الذي يربط البلاد بالعالم، لأن ذلك سيكون مفيدا لنا وللشعب الأفغاني”.
وحول تطبيع العلاقات بين تركيا وأرمينيا، أكد السفير أن واشنطن ترحب كثيراً بتطبيع العلاقات بين البلدين وتعتبره تطوراً إيجابياً مهماً للغاية في المنطقة.
وأكمل: “اللقاء الأول بين ممثلي البلدين الذي عقد في موسكو، واللقاء الثاني المزمع عقده في فيينا، وإطلاق الرحلات الجوية المباشرة بين إسطنبول ويريفان، تعد خطوات مهمة جداً خلال تلك المرحلة”.