العام الثامن والعشرين.. “يني شفق” منبر المظلومين وصوت الشعب الحر
العام الثامن والعشرين.. “يني شفق” منبر المظلومين وصوت الشعب الحر
شبكة أخبار تركيا للناطقين باللغة العربية :
ستدخل صحيفة “يني شفق” التركية، والتي لم تتنازل أبدًا عن مبادئها ومواقفها منذ بدايتها في النشر، عامها الثامن والعشرين يوم الأحد القادم 23 يناير / كانون الثاني.
وفي هذا الصدد، كتب رئيس تحرير صحيفة يني شفق “حسين ليكوغلو”: “اخترت لأكون رئيس تحرير للصحيفة التي دخلتها لأول مرة عام 1997 كمراسل متدرّب. ولطالما تعتبر هذه المهمة بالنسبة للصحفي شرفًا تعجز الكلمات عن وصفه، إلا أنها في الوقت ذاته مسؤولية كبرى”.
وأشار “حسين ليكوغلو” إلى أن الصحيفة التي ستدخل عامها الثامن والعشرين قريبًا، مازالت مستمرة في الوقوف إلى جانب المظلومين ونقل صوتهم، بالإضافة إلى نقلها للحقائق دون تزوير أو تحريف من مختلف أنحاء العالم.
وانطلقت صحيفة “يني شفق”، والتي تعتبر اليوم من بين أكثر الصحف تأثيرًا في تركيا، عام 1995.
وقدمت الصحيفة التركية لقرائها أخبارًا حقيقية ومحايدة في كل المجالات التي تهم المجتمع.
وعملت صحيفة يني شفق على الوقوف بجانب الشعب التركي وإعلامه وإخباره بكل التطورات، وذلك على الرغم من الحالة الحرجة التي كانت عليها البلاد في بعض الأيام.
صوت الأحرار
وفي سياق متصل، تعتبر صحيفة “يني شفق” التركية والتي تأسست عام 1995من أبرز وأفضل وسائل الإعلام التركية، حيث تمتاز الصحيفة المحلية بنقل أخبار تركيا والعالم وبعدة لغات: التركية والعربية والإنجليزية، كما أنها تقوم بترجمة مقالات الكتّاب الأتراك المشهوريين إلى تلك اللغات.
وتعرف “يني شفق” في الإعلام التركي على أنها صحيفة متميزة بهيكلها التنظيمي والمؤسسي والموارد البشرية التي تديرها، واهتمامها بمفهوم الصحافة النزيهة، وتعتبر مدرسة للإعلاميين المشهورين القدامى، فضلًا عن التزامها باحترام القوانين وحقوق الإنسان والحريات.
وكان لصحيفة يني شفق مواقف مشرفة عديدة، حيث حرصت الصحيفة دائمًا على الوقوف إلى جانب المظلومين مهما كان الثمن.
وعام 1995 وبينما رضخت بعض وسائل الإعلام آنذاك لتوجيهات الانقلابيين وحنت أقلامها، أصبحت يني شفق المنبر الوحيد للكتاب الأحرار.
ودفعت صحيفة “يني شفق”، فاتورة كبيرة بسبب مواقفها ضد الانقلاب وقوانينه التي استهدفت قيم المجتمع الإسلامي المحافظ الذي عرفته تركيا.
كما واجهت صحيفة يني شفق آنذاك مداهمات أمنية من قبل السلطات، وتم اعتقال رئيس مجلس الإدارة المؤسسة المالكة للصحيفة، مصطفى ألبيرق، وتعرض للتعذيب، فضلًا عن العديد من المواقف الصعبة التي عاشتها يني شفق من أجل إيصال رسالتها.
لقد كان هذا الموقف الشجاع بمثابة تحدٍّ كبير تمكنت الصحيفة من خلاله بالخروج من المعركة وهي أقوى من ذي قبل.
سنواصل العمل
وفي هذا السياق، قال “حسين ليكوغلو” رئيس التحرير في الصحيفة: “لقد تمت الإطاحة بحكومة الراحل نجم الدين أربكان التي حازت على غالبية الأصوات في انتخابات 1995، وذلك من خلال انقلاب بات يُعرف بالانقلاب الناعم أو ما بعد الحداثة، ولم يقف الأمر عند ذلك حيث تم أيضًا إغلاق حزبها “حزب الرفاه” بشكل كامل”.
وأضاف: “في تلك الحقبة أيضًا أوصدت ثانويات “الإمام خطيب” التي كنت من جملة طلابها والمتخرجين منها، وتم وضع الألغام والعراقيل في جذور التعليم المهني لأجل غاية واحدة؛ هي أن لا يتمكن طلاب تلك الثانويات من دخول الجامعة. كما زادت الضغوط أيضًا على وسائل الإعلام، وبلغت أزمة الثقة بها ذروتها، إلا أن صحيفة “يني شفق” حافظت على مبادئها وموقفها وكانت بمثابة متنفس إعلامي بالنسبة لتركيا، حتى أضحت مصدر إزعاج لدى البعض”.
وأردف: ” بالطبع، كل هذا له ثمن، حيث تم آنذاك الضغط بشكل كبير على أسرة “ألبيرق” المالكة لصحيفة يني شفق، وضغط بشكل كبير على جميع شركات الأسرة، لدرجة الملاحقة والاعتقال والتعذيب”.
وأكد أنه وعلى الرغم من كل ذلك استمرت الصحيفة في طريقها وحافظت على مبادئها ومواقفها ورفضت الخنوع والخضوع، ولم تتخذ حتى خطوة واحدة إلى الوراء.
وأكمل رئيس تحرير يني شفق حديثه قائلًا: “وفي 2002 طلب كل الناس اللجوء إلى صناديق الاقتراع وحينها قال الناس “يكفي الكلمة ستكون للشعب بعد الآن”، وبالفعل انتصر الناس على أولئك الذين لم يستوعبوا فوز إرادة الشعب عليهم وقاموا بمواصلة هجماتهم الجبانة، كما قاموا بمحاولات عديدة لمنع مجلس النواب من اختيار الرئيس”.
وأضاف: “وفي تموز/ يوليو عام 2007، أعطى الشعب مرة أخرى الدرس الضروري من خلال صناديق الاقتراع، لكن أولئك الذين ما زالوا ينوون قمع إرادة الأمة كانوا يخططون لأمور جديدة، حيث تم رفع قضية إغلاق ضد حزب العدالة والتنمية، وعلى الرغم من كل المضايقات والتهديدات، وقفت صحيفة يني شفق بحزم إلى جانب إرادة الشعب ورفضت التخلي عن مبادئها”.
ولفت إلى أنه وبسبب وقوف الصحيفة الدائم إلى جانب إرادة الشعب ودفاعها عن المظلومين ونقلها للحقائق دون تحريف وتزوير، أصبحت الصحيفة مصدر إزعاج لدى البعض، منوهًا إلى أنها ستستمر كذلك.
وشدد على أنه صحيفة “يني شفق” والتي تديرها شركة مجموعة ألبيرق القابضة كانت إحدى معاقل المقاومة ضد انقلاب 15 تموز الغادر.
كما نوه إلى أن الصحيفة التركية، والتي اتخذت موقفًا حازمًا ضد الهجمات الاقتصادية الأخيرة، تناولت كل القضايا دون أن تميز إحداها عن الأخرى، مشيرًا إلى أن يني شفق كانت ومازالت تسعى لتوصل صوت الشعب وتحارب الإرهاب وتنقل الأحداث كما هي.
وبين أن صحيفة يني شفق، وقفت دائمًا بجانب أبناء شعبها لاسيما أولئك الذي تم خداعهم من قبل الغرب، حيث ساعدتهم بإصلاح أوضاعهم وأعادت لهم أبنائهم وأولادهم الذين تم خطفهم من قبل الإرهابين قبل أن يقطع التواصل معهم.
وفي ختام حديثه، نوه إلى أن الأخبار الأخيرة التي نقلتها صحيفة يني شفق حول تعاون بعض أعضاء أحزاب المعارضة مع الإرهاب، أثارت غضب وسخط الامتدادات السياسية لمنظمة “بي كا كا” الإرهابية، مضيفًا: “حِملنا ثقيل، وطريقنا طويل، لكنني أعلم جيدًا أنني لست وحيدًا في هذا الطريق الطويل والصعب، سنكمل طريقنا ونكشف القناع عن مراكز الخيانة والخائنين، ولن نكترث بما يقولون”.