رئيس قبرص التركية: رؤيتنا لتسوية الأزمة قائمة على حل الدولتين
رئيس قبرص التركية: رؤيتنا لتسوية الأزمة قائمة على حل الدولتين
شبكة أخبار تركيا للناطقين باللغة العربية :
أكد رئيس جمهورية شمال قبرص التركية أرسين تتار أن بلاده لن تنتقل إلى المباحثات الرسمية لحل أزمة شطري الجزيرة إلا بعد قبول مبدأ المساواة في الوضع الدولي والمساواة في السيادة بين الجانبين التركي والرومي بالجزيرة.
وقال تتار إنهم يدافعون عن سياسة ورؤية جديدة بخصوص قبرص، قائمة على حل الدولتين، وإنهم أعربوا بوضوح عن رؤيتهم الجديدة وأكدوا أنه لن يكون هناك اتفاق على أساس الفيدرالية.
وعلى هامش منتدى أنطاليا الدبلوماسي المنعقد في “بيليك” بولاية أنطاليا التركية، أجاب تتار على أسئلة الأناضول الشريك الإعلامي العالمي للمنتدى.
وأشاد تتار بمنتدى أنطاليا الدبلوماسي وقدرة تركيا على تنظيمه واستضافة هذا العدد الهائل من الضيوف، مضيفاً أنهم يتابعون بفخر من قبرص التركية الخطوات الناجحة التي تتخذها تركيا ويسعدون بكون تركيا واحدة من أهم الدول في العالم.
– سياسة جديدة في قضية قبرص
وأوضح أن الهدف من اجتماعات مجموعة “5 1” غير الرسمية حول قبرص، التي انعقدت برعاية الأمم المتحدة في مدينة جنيف في 27-29 أبريل/ نيسان الماضي كان تحديد ما إذا كانت هناك أرضية مشتركة للمفاوضات بين الأطراف، مشيراً إلى أن المباحثات التي أجريت للوصول إلى اتفاق على أسس الفيدرالية في قبرص لم تأت بنتيجة.
ولفت إلى أن المباحثات التي أجريت على مدار السنوات السابقة كانت مضيعة للوقت وأن الجانب الرومي هو الذي استفاد من الوضع القائم.
وذكر تتار أن الجانب التركي قبل بكل مقترحات المباحثات الشاملة بما فيها اقتراحات الأمم المتحدة بينما رفضها الجانب الرومي، لأنه لم يقبل في أي وقت بشراكة مع القبارصة الأتراك على هذا الأساس (الفيدرالية)، ولم يقبل بتقاسم الموارد بالجزيرة ولا الإدارة مع الأتراك، بل كان كل هدفه تحويل قبرص إلى جزيرة يونانية بالكامل.
وأكد أن قبرص التركية تتحدث حالياً عن حل قائم على دولتين منفصلتين مستقلتين متساويتين في السيادة، وأن الحل الشامل والدائم لن يتم إلا بهذه الطريقة.
ولفت إلى أنه سيستقبل مستشارة الأمين العام للأمم المتحدة بشأن قبرص جين هول لوت في 21 يونيو/ حزيران، وسيبحث معها ما إذا كانت قد تشكلت أرضية مشتركة للمباحثات بين الجانبين التركي والرومي عقب مفاوضات جنيف.
وأوضح تتار أنه سيؤكد لمستشارة الأمين العام للأمم المتحدة خلال لقائهما أن الجانب التركي لن ينتقل إلى المفاوضات الرسمية إلا بعد قبول مبدأ المساواة في الوضع الدولي والمساواة في السيادة بين الجانب التركي والجانب الرومي بالجزيرة.
وأشار إلى احتمالية عقد اجتماع ثان برعاية جين هول لوت، وأنهم سيواصلون الدفاع عن السياسة الجديدة والرؤية الجديدة حول حل قضية قبرص خلال هذا الاجتماع حال عقده.
– تسليم القبارصة الروم ممتلكاتهم في مرعش
وفي السياق، أوضح أضاف تتار أنهم بدأوا في أكتوبر/ تشرين أول عام 2020 بفتح منطقة مرعش المغلقة منذ سنوات، دون الإخلال بالقوانين الدولية.
وتقع منطقة مرعش بقضاء غازي ماغوسا على الخط الفاصل بين شطري قبرص. وأغلقت المنطقة بموجب اتفاقيات عقدت مع الجانب القبرصي الرومي، عقب “عملية السلام” العسكرية التي نفذتها تركيا في الجزيرة عام 1974.
ولفت تتار إلى أن الجانب الرومي استغل حسن نية الجانب التركي ورفض طيلة الأعوام الـ 46 الماضية، جميع المقترحات المتعلقة بالتوصل إلى اتفاق، فيما يخص منطقة “مرعش”.
وأضاف أنهم قاموا بتنظيف الأماكن العامة وفتحوا الشريط الساحلي بمنطقة مرعش، وأنهم سيسلمون القبارصة الروم ممتلكاتهم في مرعش وفقاً للقرارات التي ستصدرها اللجنة الخاصة بالأموال غير المنقولة في منطقة مرعش على ضوء القوانين الدولية.
وقال إن أكثر من 3 آلاف من القبارصة الروم والأجانب تقدموا بطلبات للجنة الخاصة بالأموال غير المنقولة في مرعش، وأن قبرص التركية تحرص على عدم الإخلال بحقوق الإنسان والقوانين الدولية في مرعش.
– العلاقات التركية مع الاتحاد الأوروبي واليونان
وبخصوص تصريحات الرئيس التركي أردوغان حول اتفاقه خلال لقائه مع رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتشوتاكيس على اتخاذ خطوات إيجابية متبادلة تدعم الأجندة الإيجابية في علاقات البلدين قال تتار إن اتخاذ مثل هذه الخطوات سينعكس إيجابياً على قضية قبرص، وشرق المتوسط.
وذكر أن القبارصة الروم سعوا دائماً لإفساد العلاقات بين تركيا واليونان، وتركيا والاتحاد الأوروبي، مؤكداً أن ضم قبرص الرومية إلى الاتحاد الأوروبي قبل حل أزمة الجزيرة كان خطأ كبيراً.
وأكد تتار أن تقييم العلاقات بين تركيا واليونان، وتركيا والاتحاد الأوروبي بمعزل عن قضية قبرص سيكون قراراً صائباً، وأنه يجب تناول المشكلات والقضايا الخلافية كل على حدة، وعدم وضع كل المشكلات في كفة واحدة وإلا سيسبب ذلك، مشاكل أكبر وسيعيق التوصل إلى حلول في القضايا التي يمكن حلها بسهولة.