“لؤلؤة كبادوكيا” تسلب ألباب السياح الاوكرانيين

يشهد واديا “إهلارا” أحد أطول وديان العالم، و”سليمة” ذو المناظر الطبيعية الفريدة، بولاية أقسراي التركية (وسط)، إقبالا كبيرا من السياح الأوكرانيين بعد انطلاق رحلات جوية مباشرة إلى كبادوكيا.

ومنذ 24 مارس/ آذار الماضي، بدأ تنظيم حلات جوية مباشرة من العاصمة الأوكرانية كييف إلى مطار كبادوكيا، بمعدل رحلتين أسبوعيًا.

تتمتع منطقة كبادوكيا بمجموعة مميزة من المباني والأوابد التاريخية والثقافية، وقد قصدها بغرض الزيارة والاستجمام ما يقرب من 30 ألف سائح أوكراني منذ 24 مارس/ آذار الماضي.

السياح الذين يأتون في مجموعات سياحية ويزورون وادي إهلارا، المعروف أيضًا باسم “لؤلؤة كبادوكيا”، لديهم الفرصة للتنزه بين أحضان الطبيعة وعلى امتداد الوادي وضفاف نهر ملنديز.

يستمتع زوار الوادي بالمناظر الطبيعية الخلابة التي حباها الله للوادي، وكذلك يحرصون على زيارة الأماكن التاريخية مثل كنائس “أكري طاش”، و”آغاج آلتي”، و”قوقار”، و”بورنلي سكي”، و”ييلانلي”.

وقالت ليوبافا دينيبير، لمراسل الأناضول، إنها أتت إلى كبادوكيا من أجل قضاء إجازتها مع عائلتها، وأوضحت أنها سعيدة للغاية باختيارها كمكان لقضاء الإجازة.

وتابعت: منطقة كبادوكيا مثل كوكب آخر، مكان خارج كوكب الأرض. لاشك لدينا أماكن جميلة في أوكرانيا، لكن الطبيعة والغنى الثقافي لهذا المكان فريدان.

وأردفت “أنا أحب كبادوكيا كثيرًا. وبشكل خاص وادي إهلارا والكنائس والأديرة الموجودة فيه كما أسرنا الهواء العليل الذي يتميز به الوادي”.

من جهتها، قالت أناستاسيا أوكسانا، إنها سعيدة للغاية بزيارة المنطقة كبادوكيا، مشيرة أن تركيا تتمتع بثقافة غنية للغاية.

وتابعت القول: أحببت الكنائس التي ماتزال مزينة باللوحات الجدارية التي تروي تاريخنا المسيحي. كبادوكيا مكان رائع الجمال. شعرت بسعادة كبيرة لرؤية هذه المناطق.

– أريد العودة إلى هنا قريبًا

وقالت ماريا بيسك، إنها وصلت إلى كبادوكيا قادمة مع أسرتها من مدينة دينيبرو الأوكرانية لقضاء إجازتها.

وأوضحت بيسك لمراسل الأناضول، أن المنطقة تتمتع ببنية طبيعية رائعة، معربة عن رغبتها بالعودة إلى كبادوكيا قريبًا لشعورها بالسعادة والراحة في هذا المنتجع.

وتابعت: أتيحت لي الفرصة لزيارة أماكن مميزة مثل المدن المنحوتة تحت الأرض ووادي إهلارا. لقد رأينا أيضًا العديد من الأماكن المثيرة للاهتمام. هذه هي المرة الأولى التي آتي فيها إلى وادٍ مثل وادي إهلارا.

من جهته، قال رومان فينيك، سائح أوكراني، إنه أتى مع أصدقائه إلى تركيا لقضاء إجازته، في زيارة هي الأولى من نوعها.

وتابع: كمسيحي، أشكر تركيا جزيل الشكر. لقد اعتنوا جيدًا بكنائسنا. يتم أيضًا تطبيق إجراءات الوقاية وتدابير أخرى للحد من انتشار جائحة كورونا. هذه الإجراءات تبعث الراحة في أنفسنا.

واستقبلت منطقة كبادوكيا أكثر من 74 ألف سائح، خلال أبريل/نيسان الماضي وفق بيانات صادرة عن وزارة الثقافة والسياحة، فيما استقبلت المنطقة التاريخية والسياحية خلال الربع الأول من العام الجاري 197 ألفا و541 زائرا.

وتقع منطقة كبادوكيا وسط 5 ولايات تركية هي، نوشهير وقرشهير ونيغدة وأقسراي وقيصري، كما تتميز بطبيعة خلابة.

واكتسبت “كبادوكيا” شهرة عالمية واسعة في مجال السياحة، بفضل تصنيفها من قبل منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم “يونسكو” ضمن مواقع التراث العالمي.

وتشتهر بمدنها تحت الأرض و”مداخن الجنيات” أو كما يطلق عليها في الصحارى العربية “موائد الشيطان”، والتي تشكلت نتيجة عوامل النحت والتعرية.

وإضافة إلى الأماكن التاريخية، يستمتع السياح المحليون والأجانب برؤية مناظر المنطقة الخلابة من السماء، بواسطة رحلات المناطيد.

وتنتشر في المنطقة نماذج معمارية عتيقة من البيوت والكنائس التي نحتتها الشعوب القديمة في الصخر، وبقيت شاهدة على حضارة عصرها.