رعد محمد الإبراهيم: إبداعٌ سوري في بلاد الغربة
عبر تطبيق التيك توك استطاع تقديم خبرته لمن يعمل بذات المجال
رعد محمد الإبراهيم: إبداعٌ سوري في بلاد الغربة
شبكة أخبار تركيا للناطقين باللغة العربية :
بقلم: عامر هويدي
في أحضان الغربة، تتحول التحديات إلى فرص للإبداع والتطور، خاصة لمن يمتلك الشجاعة والإرادة. كثيرٌ من المهاجرين العرب الذين وجدوا أنفسهم في بلاد الشتات استطاعوا أن يتركوا بصمة بارزة في المجتمعات التي احتضنتهم، سواءً في مجالات القيادة، الاقتصاد، أو الفنون.
قصة نجاح ملهمة
من بين هؤلاء، يبرز اسم رعد محمد الإبراهيم، الرجل السوري الذي نجح في تحويل محن الغربة إلى منصات للتميز. وُلد رعد في سوريا عام 1977، وهاجر إلى النرويج في عام 2013 عبر الأمم المتحدة من لبنان. كانت البداية صعبة كما هو الحال مع معظم المهاجرين، لكنه واجه هذه التحديات بعزيمةٍ وإصرار.
وصل رعد إلى مدينة فريدريكستاد، حيث بدأ رحلة التعلم من خلال ثلاث سنوات قضاها في دراسة اللغة النرويجية. بعد ذلك، انطلق إلى سوق العمل، متخذًا أولى خطواته في مجال العناية بالسيارات.
من العمل البسيط إلى التخصص الاحترافي
لم يكتفِ رعد بالعمل التقليدي؛ بل التحق بدورات متقدمة لتطوير خبراته. أتقن تنظيف السيارات من الداخل والخارج، بما يشمل تنظيف المحرك، تلميع الهيكل الخارجي، وتنظيف المقاعد والأرضيات. ومع تطور خبراته، توسعت خدماته لتشمل تغيير إطارات السيارات، وهي خدمة حيوية في الدول الإسكندنافية، حيث تتطلب قوانين المرور تجهيز السيارات بإطارات خاصة لفصل الشتاء القاسي.
بصمة إنسانية
لم يكن عمل رعد مقتصرًا على الجانب المهني فقط؛ بل أضاف لمسته الإنسانية من خلال تقديم نصائح مجانية للعملاء حول كيفية الحفاظ على سياراتهم في ظل الظروف الجوية الصعبة. هذا السلوك أكسبه احترامًا واسعًا في المجتمع المحلي، وجعل منه مثالًا يحتذى به للمهاجر المثابر.
خلاصة
رعد محمد الإبراهيم يمثل نموذجًا مشرفًا للإبداع السوري في المهجر. رغم صعوبة البدايات، استطاع أن يصنع لنفسه مكانةً مرموقة، وأن يساهم بشكل إيجابي في المجتمع النرويجي. قصته تُلهم كل من يسعى لتحويل تحديات الغربة إلى فرص لبناء مستقبل أفضل.
الغربة ليست نهاية الطريق، بل بداية رحلة جديدة نحو التميز.