استغلال اسم الثورة السورية “من النضال إلى الابتزاز والإساءة”
شبكة أخبار تركيا للناطقين باللغة العربية :
بقلم : محمد عامر هويدي | رئيس التحرير
في ظل الثورة السورية التي اندلعت في عام 2011، والتي كان هدفها الأساسي المطالبة بالحرية والعدالة والديمقراطية، شهدت البلاد تحولات كبيرة وأحداثًا جسام ، ولكن مع مرور الوقت، بدأ بعض الأفراد والجماعات يستغلون اسم الثورة السورية لأغراض شخصية ودنيئة، مما أضر بالقضية وأساء إلى صورتها أمام المجتمع الدولي والمحلي.
استغلال اسم الثورة السورية
منذ بداية الثورة، اكتسبت شعاراتها وقيمها مكانة خاصة في قلوب الكثيرين، لكن مع تعمق الأزمة وتصاعد الصراع، ظهرت فئة من الأشخاص الذين سعوا إلى تحقيق مكاسب شخصية على حساب تضحيات الثوار وأهداف الثورة النبيلة. هؤلاء الأشخاص لم يترددوا في استخدام اسم الثورة لتحقيق مكاسب مالية أو سياسية، وأحيانًا للابتزاز والاحتيال.
الابتزاز والاسترزاق باسم الثورة
استخدم البعض اسم الثورة كوسيلة للضغط على الآخرين لتحقيق مصالحهم الخاصة ، فقد شهدنا حملات جمع تبرعات ضخمة تُنظم باسم دعم الثورة واللاجئين، ولكن في الحقيقة لم تصل تلك الأموال إلى مستحقيها، بل ذهب جزء كبير منها لجيوب أولئك الذين استغلوا الوضع لتحقيق أرباح شخصية.
الإساءة لصورة الثورة عبر وسائل الإعلام
وسائل الإعلام كانت ولا تزال سلاحًا ذا حدين في الثورة السورية. فمن جهة، لعبت دورًا كبيرًا في نشر معاناة السوريين وتوثيق الجرائم، ومن جهة أخرى، استغلت بعض الوسائل الإعلامية اسم الثورة لترويج أجندات خاصة أو حتى لتشويه صورة الثورة في نظر العالم. لقد رأينا كيف أن بعض القنوات والمنصات الإعلامية حاولت نقل صورة غير دقيقة عن الأحداث، حيث تم التركيز على جوانب معينة لإثارة الفتن والفرقة بين مكونات الثورة نفسها.
استغلال مواقع التواصل الاجتماعي لتحقيق مكاسب شخصية
بعض الأفراد الذين يعتبرون أنفسهم ثوريين يستخدمون منصات التواصل الاجتماعي كأداة للابتزاز والتهديد باسم الثورة السورية، هؤلاء يستغلون الثورة لتحقيق مكاسب شخصية عن طريق طلب أموال أو أتاوات من أشخاص آخرين مقابل حذف منشورات أو مقاطع فيديو خاصة بهم ، هذه التصرفات تشوه صورة الثورة وتستغل قضية نبيلة لأغراض شخصية، مما يزيد من تعقيد الوضع ويعطي صورة سلبية عن الثورة في نظر المجتمع المحلي والدولي.
الخلاصة
إن استغلال اسم الثورة السورية للابتزاز والاسترزاق والإساءة لها يعتبر جريمة بحق تضحيات الملايين من السوريين الذين قدموا حياتهم وأرواحهم من أجل الحرية والكرامة ، يجب على الجميع توخي الحذر وعدم الانجراف وراء تلك المحاولات التي تسعى لتشويه الحقائق واستغلال الثورة لمصالح شخصية ضيقة ، ويبقى الأمل معقودًا على وعي الشعب السوري وقدرته على تمييز الحق من الباطل والحفاظ على نقاء ثورته ومبادئها.