تركيا.. مسجد “شعبان آغا” يحافظ على أصالته رغم تعاقب القرون (تقرير)
- يقع في مدينة ستراتونيكيا الأثرية المدرجة على قائمة التراث العالمي المؤقتة لليونسكو.
تركيا.. مسجد “شعبان آغا” يحافظ على أصالته رغم تعاقب القرون (تقرير)
شبكة أخبار تركيا للناطقين باللغة العربية :
موغلا/ دُرمش كنج، صبري كسن/ الأناضول
– يقع في مدينة ستراتونيكيا الأثرية المدرجة على قائمة التراث العالمي المؤقتة لليونسكو.
– رئيس فريق التنقيب في المدينة، بلال سوكوت، للأناضول:
– يرجع تأسيس المسجد إلى فترة إمارة أولاد منتشة التركمانية في الأناضول (1261-1424)
– المصادر التاريخية تذكر أن السلطان العثماني سليمان القانوني والرحّالة العثماني أوليا جلبي صلّيا فيه
مسجد “شعبان آغا” في ولاية موغلا غرب تركيا، والذي كان منارة للعلم والمعرفة ومركزا للإشعاع الثقافي والحضاري خلال الفترتين السلجوقية والعثمانية، يقف إلى يومنا هذا شامخا محافظا على أصالته وعراقته، رغم تعاقب القرون.
ويقع مسجد شعبان آغا في مدينة ستراتونيكيا الأثرية، المدرجة على قائمة التراث العالمي المؤقتة لليونسكو، والتي تعتبر من أقدم مناطق الاستيطان البشري في الأناضول، حيث شهدت استيطانا متواصلا لنحو 3500 عام.
مدينة ستراتونيكيا الأثرية تضم آثارا تعود إلى الفترات البرونزية والكلاسيكية والهلنستية والرومانية والبيزنطية والعثمانية، وكذلك العهد الجمهوري، وتشهد المنطقة مجموعة من أعمال التنقيب التي تجري جنبا إلى جنب مع جهود إحياء المباني التاريخية التي تعود إلى عهد إمارة منتشة والعهد العثماني.
ويرجع تاريخ تأسيس مسجد شعبان آغا، إلى فترة إمارة أولاد منتشة التركمانية في الأناضول (1261-1424)، فيما تذكر المصادر التاريخية أن كلا من السلطان العثماني سليمان القانوني والرحّالة العثماني أوليا جلبي قد صلّيا في هذا المسجد.
ورغم أن المسجد خضع لعدة أعمال ترميم في فترات مختلفة، إلا أنه لم يفقد أصالته وخصوصيته المعمارية، التي اعتبرت لقرون نموذجًا لفن العمارة في فترة الإمارات التركمانية بالأناضول (1081 – 1423).
وخلال أعمال الترميم التي تجرى في مدينة ستراتونيكيا الأثرية، بدعم من رئاسة متابعة وتنسيق الشؤون الاستثمارية في ولاية موغلا، تم ترميم مسجد شعبان آغا.
ويُعتقد أن المسجد بُني في القرنين الرابع عشر والخامس عشر، والمذكور في كتاب رحلات أوليا جلبي، فضلا عن إشارة بعض المصادر التاريخية إلى أن السلطان سليمان القانوني قد صلى فيه خلال حملته على رودوس.
* نموذج معماري
رئيس فريق التنقيب في مدينة ستراتونيكيا الأثرية، البروفيسور الدكتور بلال سوكوت قال للأناضول، إنه وفقا لنتائج أعمال التنقيب التي تم التوصل إليها في مسجد شعبان آغا، فإنه بُني في فترة إمارة منتشة، وتم ترميمه لاحقًا.
ولفت سوكوت إلى وجود نقش في المسجد يعود للعام 1876 يشير إلى أعمال الترميم التي جرت في ذلك العام.
وأضاف: جرى توسعة المسجد نحو الجنوب والشرق عامي 1912-1913، ورغم خضوع المسجد لعدد من أعمال الترميم، إلا أنه نجح في الحفاظ على أصالته وخصائصه المعمارية حتى يومنا هذا”.
وأوضح سوكوت أن المسجد الذي يعتبر نموذجا معماريا لفترة الإمارات التركمانية في الأناضول، بني على شكل مستطيل وهو مضاء بواسطة 16 نافذة موزّعة على الجدران الأربعة.
وأفاد بأن المصادر التاريخية تشير إلى أن حماما ومسجدا بُنيا في فترة إمارة منتشة، وأن المسجد استضاف كلا من الرحالة العثماني أوليا جلبي والسلطان سليمان القانوني، اللذان صلّيا في هذا المسجد، وفق المصادر التاريخية.
وبحسب سوكوت، تمكن فريق التنقيب من تحديد المكان الذي صلى فيه السلطان سليمان القانوني وأوليا جلبي، عند زيارتهما للمدينة، وكذلك الأماكن التي جرى وصفها في كتاب رحلات أوليا جلبي.
وأضاف أن المسجد رُمّم آخر مرة عام 2017، وأن أعمال الترميم جرت بشكل ضمن الحفاظ على سماته المعمارية الأصلية.
* مدينة تاريخية وأثرية حيّة
يؤكد سوكوت إن “زوار ستراتونيكيا الأثرية يستطيعون التجول في المدينة القديمة والصلاة في المسجد التاريخي، لذلك يمكن القول إن ستراتونيكيا تعتبر مدينة تاريخية وأثرية حيّة”.
وأشار سوكوت إلى أن أعمال الترميم أولت أهمية خاصة إلى استخدام أنواع الأخشاب نفسها المستخدمة في جميع الهياكل الخشبية الأصلية، أثناء ترميم مسجد شعبان آغا.
وقال: “جرى استخدام أنواع الأخشاب الأصلية نفسها أثناء ترميم الأعمدة الخشبية الموجودة في المسجد، وكذلك الدرج الدائري الذي يؤدي إلى مصلى النساء، والجزء المخصص للمؤذن”.
ولفت سوكوت إلى أن “مسجد شعبان آغا يعتبر نموذجًا جميلًا وفريدًا لعمارة المساجد، خلال فترة الإمارات التركمانية في الأناضول”، مشيرا إلى أن “عمود الصدقة (حجر الصدقة) والضريح الموجودين عند مدخل المسجد جرى الحفاظ عليهما حتى يومنا هذا”.
وختم سوكوت بالإشارة إلى أن “مسجد شعبان آغا شهد في فترة رئيس الوزراء التركي الراحل عدنان مندريس (1950–1960) إضافة شاذروان للوضوء”، والذي رممه خبراء الترميم مؤخرا مع المحافظة على خصائصه المعمارية الأصلية.