عباس: فيتو واشنطن مخيب للآمال وسنعيد النظر في علاقاتنا معها
شبكة أخبار تركيا للناطقين باللغة العربية :
وصف الرئيس الفلسطيني محمود عباس، السبت، الفيتو الأمريكي بمجلس الأمن ضد طلب بلاده العضوية الكاملة بالأمم المتحدة بأنه “مخيب للآمال”، قائلا إن القيادة الفلسطينية ستعيد النظر في علاقاتها مع واشنطن.
جاء ذلك في مقابلة مع وكالة الأنباء الرسمية الفلسطينية “وفا”، حمل في أغلبها انتقادا للولايات المتحدة بسبب إجهاضها مشروع قرار عربي يطالب بمنح فلسطين العضوية الكاملة بالأمم المتحدة.
وقال عباس إن “تصويت الولايات المتحدة في مجلس الأمن الدولي باستعمال الفيتو، موقف مخيب للآمال، ومؤسف، ومخزٍ، وغير مسؤول، وغير مبرر”.
وحمل الولايات المتحدة “المسؤولية الكاملة عن تدهور الأوضاع في المنطقة”.
وأضاف أن استخدام “الفيتو يشكل عدوانا سافرا على حقوق الشعب الفلسطيني، وعلى تاريخه، وأرضه، ومقدساته، وتحديا لإرادة المجتمع الدولي”.
وتابع: “بينما يجمع العالم على تطبيق القانون الدولي، والوقوف إلى جانب الحق الفلسطيني، تستمر أمريكا في دعمها للاحتلال، ولا تزال ترفض إلزام إسرائيل بوقف حرب الإبادة، بل وتزودها بالسلاح والمال اللذين تقتل بهما أطفالنا”.
وأردف: “لقد خرقت الولايات المتحدة جميع القوانين الدولية، وأخلت بكل الوعود التي تتحدث عنها بخصوص حل الدولتين، وتحقيق السلام في المنطقة”.
واتهم عباس واشنطن بأنها “سمحت لإسرائيل بإضعاف السلطة الوطنية الفلسطينية، من خلال صمتها على سرقتها لأموال الشعب الفلسطيني، رغم ادعاءاتها المتكررة أنها تريد تقوية السلطة، وتعزيز وجودها”.
ولفت إلى أنه “تم العمل مع المجموعة العربية، والعديد من الدول الأوروبية على خلق مناخ يؤدي إلى وقف الحرب وإيجاد رؤية مشتركة تنهي عدم الاستقرار والتوتر”.
واستدرك “لكن موقف أمريكا لم يكن سوى الاستخفاف والرفض لكل رؤية لا تلائم إسرائيل، والسياسة الأمريكية الخاطئة”.
وطلب عباس من الولايات المتحدة إدراك “أن الشرق الأوسط لن يستقر دون حل عادل للقضية الفلسطينية، وأن القدس بمقدساتها الإسلامية والمسيحية خطوط حمراء، لن يسمح لأحد بتجاوزها”.
وقال إن “سياسة المعايير المزدوجة ودعم إسرائيل في عدوانها على الشعب الفلسطيني (..) لن يجلب الأمن والسلام لأحد”.
ودعا الرئيس الفلسطيني “الإدارة الأمريكية لمراجعة سياساتها الخاطئة”.
وحذر “من أن حرب الإبادة المستمرة على الشعب الفلسطيني، بالترافق مع حملة مسعورة على الأونروا الهادفة لتجويع الشعب الفلسطيني، سوف تدفعان بالمنطقة إلى شفا الهاوية”.
وشدد عباس على أن “القيادة الفلسطينية ستسير وفق أجندة فلسطينية وليس وفق رؤية أمريكية، أو أجندات إقليمية، فلن نبقى رهائن لهذه السياسات التي ثبت فشلها، وانكشفت للعالم أجمع”.
واستدرك: “سوف تعيد القيادة الفلسطينية النظر في العلاقات الثنائية مع الولايات المتحدة، بما يضمن حماية مصالح شعبنا، وقضيتنا وحقوقنا”.
وحذر من أن “المنطقة بأسرها في مهب الريح دون حل عادل للقضية الفلسطينية، وفق المفاهيم الفلسطينية والعربية والدولية”.
وأشاد الرئيس عباس بـ”مواقف جميع دول العالم التي تدعم وتعترف بالحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني”.
وأكد “تصميم دولة فلسطين على المضي قدما في الحصول على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة باعتباره حقا ثابتا ومشروعا لشعبنا الفلسطيني”، وفق “وفا”.
وثمّن في رسائل شكر بعث بها للدول الأعضاء في مجلس الأمن التي صوتت لصالح دولة فلسطين الخميس “مواقف هذه الدول المشرفة التي وقفت لجانب الحق والعدل والقانون الدولي، متحدية كل الضغوط التي مورست لإجهاض مشروع القرار، مؤكدة أن القانون الدولي واضح وصريح في حماية حل الدولتين القائم على الشرعية الدولية”.
وأكد في رسائله “مواصلة مسعى دولة فلسطين للحصول على مزيد من الاعترافات بدولة فلسطين من الدول التي لم تقم بذلك، والذهاب إلى الجمعية العامة ومجلس الأمن الدولي إلى أن يتم الحصول على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة”.
والخميس، استخدمت الولايات المتحدة سلطة النقض “الفيتو” لمنع تمرير مشروع قرار في مجلس الأمن يطالب بمنح فلسطين عضوية كاملة في الأمم المتحدة.
ورغم تصويت 12 دولة من أعضاء مجلس الأمن، لمصلحة مشروع القرار، بينها روسيا والصين وفرنسا التي تملك سلطة النقض، وامتناع سويسرا وبريطانيا (تملك الفيتو) عن التصويت، كان استخدام واشنطن للفيتو ضد مشروع القرار كافيًا لإسقاطه.
وحصلت فلسطين على وضع دولة غير عضو لها صفة مراقب بالأمم المتحدة بعد قرار اعتمدته الجمعية العامة بأغلبية كبيرة في 29 نوفمبر/ تشرين الثاني 2012.
وتقدمت فلسطين للحصول على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة عام 2011، لكن طلبها لم يحظ آنذاك بالدعم اللازم كي ينتقل لمرحلة التصويت في مجلس الأمن الدولي.
وكانت تأمل أن يحظى طلبها هذه المرة بالقبول، في ظل موقف دولي متنامٍ في الفترة الأخيرة بشأن ضرورة الاعتراف بدولة فلسطينية سبيلا لدفع عملية السلام بالشرق الأوسط.
وفي ظل حرب إسرائيلية متواصلة على قطاع غزة منذ 7 أشهر، وحكومة إسرائيلية من اليمين المتطرف ترفض حل الدولتين، ومنذ بدء حربه على غزة، في 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، صعّد الجيش الإسرائيلي اعتداءاته في الضفة، بما فيها القدس الشرقية المحتلة، مخلفا 469 قتيلا، وفق لوزارة الصحة الفلسطينية.
فيما خلفت الحرب الإسرائيلية على غزة أكثر من 100 ألف قتيل وجريح، معظمهم أطفال ونساء، ودمارا هائلا ومجاعة أودت بحياة أطفال ومسنين، وفق بيانات فلسطينية وأممية.
وتواصل إسرائيل هذه الحرب رغم صدور قرار من مجلس الأمن بوقف إطلاق النار فورا، وكذلك رغم مثولها أمام محكمة العدل الدولية بتهمة ارتكاب “إبادة جماعية”.