الضفة.. ليلة عصيبة في برقة بين اعتداء المستوطنين واقتحام جيش الاحتلال
شبكة أخبار تركيا للناطقين باللغة العربية :
قال أهالي بلدة برقة شمال الضفة الغربية، إنهم عاشوا “ليلة عصيبة” جراء هجوم نفذه المستوطنون، تبعه حملة تفتيش وتنكيل وتحقيق نفذها الجيش الإسرائيلي.
وأضاف الأهالي للأناضول أن الجيش الإسرائيلي “حاصر البلدة وأغلق مداخلها بسواتر ترابية ومنع الدخول أو الخروج منها، كما قدم الحماية للمستوطنين الذين هاجموها”.
وكان عشرات المستوطنين هاجموا مساء الاثنين البلدة الواقعة شمال مدينة نابلس، واعتدوا على سكانها والمنازل وأحرقوا مركبات وأطلقوا النار صوب نوافذ المنازل بحماية من الجيش الإسرائيلي، بحسب مراسل الأناضول.
ومنذ الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 صعد المستوطنون اعتداءاتهم في الضفة الغربية، كما صعّد الجيش عملياته مخلفا 399 قتيلا ونحو 4 آلاف و500 جريح، وفق وزارة الصحة الفلسطينية.
ومنذ 7 أكتوبر تشن إسرائيل حربا مدمرة على قطاع غزة خلفت عشرات آلاف الضحايا معظمهم أطفال ونساء، فضلا عن كارثة إنسانية غير مسبوقة وتدهور ملحوظ في البنى التحتية والممتلكات، وفق بيانات فلسطينية وأممية، وهو الأمر الذي أدى إلى مثول إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية بتهم ارتكاب إبادة جماعية.
ليلة حرب عصيبة
بدوره، قال الناشط سامي دغلس، رئيس المجلس القروي السابق بالبلدة، إن “برقة عاشت ليلة عصيبة كأنها حرب، بدأت بهجوم عشرات المستوطنين على المنازل والممتلكات الأمر الذي عرض حياة عشرات السكان للخطر”.
واتهم دغلس في حديثه للأناضول، الجيش الإسرائيلي بـ”توفير الحماية ومساعدة المستوطنين”.
وأضاف: “ما جري بمثابة سلسلة من حلقات الاعتداء والانتهاكات التي ينفذها المستوطنون دون سبب وبشكل متعمد لفصل البلدة عن محيطها وتنفيذ مشروعهم الاستيطاني بالاستيلاء على أوسع مساحة من الأراضي”.
وأشار إلى أن الجيش أغلق مداخل البلدة بسواتر ترابية، واقتحم المنازل ونكل بساكنيها.
تكامل أدوار
من جهته، أوضح منسق القوى والفصائل الفلسطينية في برقة، فطين صلاح، إن البلدة تعرضت مساءً لهجوم المستوطنين من 3 محاور، تم خلالها حرق مركبتين بشكل كامل و3 بشكل جزئي وتكسير، وإصابة 4 مواطنين بجراح.
وبين أن “نحو 50 مستوطنا بينهم مسلحون هاجموا البلدة مما أدى لوقوع مواجهات مع السكان”، وبين أن الجيش الإسرائيلي أطلق قنابل صوت وقنابل مضيئة لحماية المستوطنين ودعمهم.
وزاد: “في تكامل للأدوار اقتحمت قوات من الجيش الإسرائيلي البلدة، ونفذت حملة مداهمات كبيرة طالت عشرات المنازل”، مبينا أن الجيش حقق ميدانيا مع عشرات المواطنين وأفرج عنهم بعد الاعتداء عليهم والتنكيل بهم.
وذكر صلاح أن الجيش الإسرائيلي خرب ممتلكات مواطنين خلال العملية.
تنديد بالهجمات
والثلاثاء، نددت وزارة الخارجية الفلسطينية في بيان باقتحام برقة، وقالت إن “المنظمات الاستيطانية تصعد من هجماتها في الضفة الغربية لتفجير ساحة الصراع”، محذرة من “خطورة تصاعد” مثل هذه الهجمات.
وأضافت: “لطالما حذرنا من مخاطر انفجار برميل البارود الذي تمثله قواعد الإرهاب اليهودي الارتكازية المنتشرة في عموم الضفة الغربية المحتلة، بما فيها من آلاف العناصر الاستعمارية والمنظمات الاستيطانية المسلحة المدعومة بشكل رسمي من كامل المنظومة الاستعمارية التي تشرف على تعميقها وتوسيعها حكومة اليمين واليمين المتطرف”.
واعتبرت أن “ما شاهده العالم بالأمس في هجوم المستعمرين على برقة دليل واضح على أن هجمات المستعمرين سياسة إسرائيلية رسمية تندرج في إطار جرائم الضم التدريجي المتواصل للضفة الغربية، بما يؤدي إلى تقويض أية فرصة لتطبيق مبدأ حل الدولتين على الأرض”.
كما أشارت إلى أن الهجمات “إثبات جديد على أن تلك العقوبات غير كافية ويجب تعميمها لتشمل زعماء المنظمات ومن يقف خلفهم من الوزراء الإسرائيليين، وكذلك وضع تلك المنظمات على قوائم الارهاب لدى الدول”.
وكانت الولايات المتحدة فرضت مطلع فبراير/شباط الجاري عقوبات على 4 مستوطنين ومنعتهم من دخول أراضيها، على خلفية تنامي العنف الممارس ضد الفلسطينيين في أنحاء الضفة الغربية بشكل كبير منذ أشهر، وهو ما أثار غضب إسرائيل.