تأثير حرب غزة وتوتر البحر الأحمر في الاقتصاد العالمي وحركة السفن التجارية
شبكة أخبار تركيا للناطقين باللغة العربية :
تستمر هجمات الاحتلال الإسرائيلي التي تستهدف الفلسطينيين، في جرائم وصفها خبراء بأنها حرب إبادة جماعية، وشهدت هذه الهجمات التي بدأت في 7 أكتوبر/تشرين الأول من العام المنصرم، مأساة إنسانية أمام أنظار العالم كله، كما تسببت بأزمة اقتصادية عالمية.
ومع تصعيد الاحتلال الإسرائيلي لعملياته العسكرية في قطاع غزة، أعلن الحوثيون في اليمن أنهم سيستهدفون السفن التي تتوجه إلى إسرائيل عن طريق البحر الأحمر عبر خليج عدن.
وفي هذا الصدد، استهدف الحوثيون عددا كبيرا من السفن التي كانت في طريقها نحو الموانئ الإسرائيلية، وذلك بدءا من 19 تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، الأمر الذي شكل ضربة موجعة لتجارة الاحتلال الإسرائيلي عبر خليج السويس. وتحولت منطقة البحر الأحمر وقناة السويس، التي تصل البحر الأحمر بالبحر المتوسط، إلى حلقة نارية بتأثير دولة الاحتلال الإسرائيلي واللوبي الصهوني الذي يقف وراءها، وقوة الحماية البحرية التي تقودها أمريكا لاستهداف الحوثيين.
أزمة تأمين السفن تشكل معضلة اقتصادية عالمية
أثرت التطورات التي شهدتها منطقة البحر الأحمر في حركة التجارة العالمية، لأن قناة السويس التي تربط البحرين الأحمر والمتوسط، والتي تسهم في التجارة الدولية بنسبة 12%، ولكن حركة السفن التجارية في هذه القناة تراجعت كثيرا جرَّاء اندلاع التوترات الأخيرة، التي تفاقمت نتيجة مجازر الإبادة الجماعية التي تنتهجها حكومة الاحتلال الإسرائيلي بحق الفلسطينيين.
ويشار إلى أن قناة السويس تشهد في الأحوال العادية مرور حوالي 49 سفينة تجارية يوميا، إلا أن حركة السفن تراجعت بنحو 40% بالتزامن مع تدهور الوضع الأمني في منقطة البحر الأحمر، ما أدى إلى ارتفاع أقساط تأمين السفن التجارية إلى مستويات غير مسبوقة، إذ ارتفعت إلى عشرة أضعاف.
في سياق متصل، تحدِّد كل شركة تأمين تكاليف تأمين السفن وفق المخاطر المحتملة التي تتصورها، ومن العوامل التي تعلب دورا مهما في تحديد تكاليف التأمين، التدابير الأمنية في السفينة ومدى فعاليتها، والتأكد من وجود تأمين خاص باختطاف السفن وطلب الفدية لقاء تركها.
من جانب آخر، كان تعطل حاملة النفط “The Ever Give” قد تسبب في إيقاف حركة مرور السفن عبر قناة السويس عدة أيام، الأمر الذي كان له تأثير سلبي واضح في شركات التأمين.
وفي المقابل، كانت مأساة سفينة “Independenta” التي شهدها مضيق البوسفور في إسطنبول سنة 1979، قد تسبب بتوقف حركة التجارة الدولية عدة أيام، ولم يكن تأثيرها في الاقتصاد العاملي بأقل من أزمة السويس، حيث كانت سفينة “Independenta” التي ترفع علم رومانيا متجهة إلى ميناء “كونستانتسا” الروماني، وعلى متنها 95 ألف طن من النفط الليبي الخام، وحينما كانت تعبر مضيق البوسفور ارتطمت بسفينة الشحن اليونانية “Evriali” التي كانت قادمة من البحر الأسود.
وقد تسببت هذه الحادثة باندلاع حرائق ضخمة لم تتمكن فرق الإطفاء من إخمادها إلا بعد مرور 27 يومًا، وكانت ألسنة الدخان المتصاعدة آنذاك تغطي سماء إسطنبول باللون الأسود القاتم، وقدَّر خبراء كمية النفط المحترق بنحو 30 ألف طن، في حين اختلطت كمية 65 ألف طن من النفط بمياه بحر مرمرة.