غزة.. اشتداد المعارك بخانيونس ومواصلة حصار مستشفيين
غزة.. اشتداد المعارك بخانيونس ومواصلة حصار مستشفيين
شبكة أخبار تركيا للناطقين باللغة العربية :
وسط ظروف جوية قاسية مع دخول المنخفض الجوي الذي يضرب قطاع غزة يومه الثاني على التوالي، تتواصل عمليات النزوح من مدينة خانيونس (جنوب) حيث يشتد القصف الجوي والمدفعي هناك، فيما تحتدم المعارك المندلعة بين قوات الجيش الإسرائيلي ومقاتلي الفصائل الفلسطينية المسلحة.
تحت الأمطار الغزيرة، حمل النازحون بخانيونس أطفالهم والقليل من أمتعتهم التي لم تنج من الغرق، وتوجهوا إلى أقصى غرب المدينة، ونحو مدينة رفح (أقصى جنوب القطاع)، بحثا عن الملاذ الآمن.
هذه المناطق ليست آمنة بالمطلق، وإن انخفضت فيها حدة الهجمات والعمليات العسكرية، إلا أن القصف ما زال يطالها بقوة، حيث قتل وأصيب عدد من الفلسطينيين في وقت سابق السبت، جراء قصف جوي استهدف منزلا شرق مدينة رفح.
فيما شنت المقاتلات الحربية والآليات المدفعية الإسرائيلية غارات عنيفة على مناطق مختلفة من القطاع، كان آخرها تفجير منازل في منطقة “بطن السمين”، غرب خانيونس وعدة استهدافات في مخيم المغازي وسط القطاع.
ويتخلل الاشتباكات التي يتركز ثقلها بمدينة خانيونس، تنفيذ الفصائل المسلحة وأبرزها كتائب “القسام”، الجناح المسلح لحركة “حماس”، و”سرايا القدس”، الجناح المسلح لحركة الجهاد الإسلامي، عمليات استهداف لآليات وتجمعات للجنود الإسرائيليين، كما قالتا في بيانات منفصلة صدرت عنهما ووصلت الأناضول.
ويتواصل الحصار الإسرائيلي لمجمع ناصر الطبي ومستشفى “الأمل” التابع لجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني ومقرها بمدينة خانيونس، لليوم السادس على التوالي.
تأتي هذه التطورات، وسط تعليق 6 دول وازنة، تمويلها لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “أونروا”، بشكل مؤقت كما قالوا في بيانات منفصلة، في ظل أزمة مالية كانت تواجهها الوكالة قبل هذا القرار، الأمر الذي يثير تخوفات حول دعم الوكالة المستقبلي للاجئين وموظفيها في القطاع في ظل استمرار الحرب وسياسة التجويع.
** غرق الخيام
فاقم المنخفض الجوي الذي يضرب القطاع لليوم الثاني، من معاناة مئات الآلاف من النازحين الذين يعيشون في مراكز الإيواء والخيام.
فقد أغرقت مياه الأمطار أماكن مبيت النازحين وبللت فراشهم وأغطيتهم التي لا يملكون غيرها، فيما لم ينجون وأطفالهم من البرد القارس المصاحب لهذا المنخفض.
ومن مدينة خانيونس، تتواصل رحلة النزوح إلى مناطق أقل حدة من حيث القصف والعمليات البرية، حيث جدد الجيش الإسرائيلي دعوته للسكان هناك لإخلاء مناطق القتال عبر ممرات قال إنها “آمنة”.
هذه الممرات وضع فيها الجيش حواجزا لفرض إجراءات أمنية على المواطنين والتي تتيح له عملية اعتقال أعداد منهم.
**حصار مستشفى “الأمل”
قالت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني إن الجيش الإسرائيلي يواصل حصاره واستهدافه لمستشفى الأمل التابع لها ومقرها في مدينة خانيونس، وذلك لليوم السادس على التوالي.
وأضافت في بيان إدانة، أن الجيش يواصل قصفه لمحيط المستشفى وإطلاق النار أيضا، ما يهدد مما سلامة الطواقم الطبية والجرحى والمرضى ونحو 7 آلاف نازح لجئوا إليه طلباً للأمان وهربا من القصف.
وطالبت الجمعية المجتمع الدولي بـ”توفير الحماية لمقرها وطواقمها الطبية والإسعافية”.
وفي بيان آخر، قالت الجمعية إن “نازح فلسطيني استشهد بنيران قوات الاحتلال في ساحة مستشفى الأمل”.
وأفاد مراسل الأناضول، نقلا عن مصادر محلية، بأن الجيش الإسرائيلي ما زال يحاصر مجمع ناصر الطبي ويستهدف محيطه بالقصف.
والجمعة، قالت وزارة الصحة الفلسطينية في بيان، إن الجيش “الحصار الإسرائيلي لمجمع ناصر يستمر لليوم الخامس”.
وأضافت: “نفاد تام للطعام وأدوية التخدير والمسكنات في المجتمع نتيجة الحصار، حيث يتواجد بداخله 150 من الكادر الطبي، و350 مريضا، ومئات الأسر النازحة في ظروف كارثية من الاستهداف والتجويع”.
وأشارت إلى أن الجيش “يتعمد شل قدرات مجمع ناصر الطبي ومستشفى الأمل بخانيونس، من خلال الحصار والاستهداف ومنع حركة الإسعاف”.
** قصف ومعارك
مع ذلك، يتواصل القصف الإسرائيلي الجوي والمدفعي لمناطق مختلفة من قطاع غزة، كان آخرها استهداف للمناطق الجنوبية الغربية لخانيونس، وقصف عنيف شرق مخيم المغازي (وسط).
وتخلل ذلك تواصل اندلاع الاشتباكات بين مقاتلي الفصائل الفلسطينية وقوات الجيش تركز ثقلها بخانيونس، فضلا عن اشتعال معارك في منطقة شمال غرب قطاع غزة، وشرق المغازي.
وبخانيونس، قالت كتائب “القسام” في بيان، إن مقاتليها استهدفوا “ناقلة جند صهيونية بقذيفة الياسين 105 في حي الأمل غرب المدينة”.
وأوضحت في بيان آخر أن مقاتليها “استهدفوا دبابة ميركافا صهيونية بقذيفة الياسين 105 بالمدينة”.
بدورها، قالت “سرايا القدس”، إنها “تخوض اشتباكات ضارية مع قوات العدو الصهيوني بالأسلحة الرشاشة والقذائف غرب وجنوب المدينة”.
وذكرت في بيان ثان، أن “مقاتليها استهدفوا “دبابة ميركافا وناقلة جند صهيونيتين بقذائف آر بي جي غرب المدينة”.
وفي مخيم المغازي، قالت “سرايا القدس” إنها قصفت “بقذائف الهاون حشود العدو في محيط موقع أبو صفية العسكري شرق المخيم”.
وأشارت في بيان آخر إلى أنها قصفت مستوطنات غلاف قطاع غزة برشقات صاروخية.
ولم يصدر عن الجيش الإسرائيلي تعقيب فوري حول هذه البيانات.
**أزمة “أونروا”
تأتي هذه التطورات، وسط تعليق 6 دول وازنة، تمويلها لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “أونروا”، بشكل مؤقت كما قالوا في بيانات منفصلة، في ظل أزمة مالية كانت تواجهها الوكالة قبل هذا القرار، الأمر الذي يثير تخوفات حول دعم الوكالة المستقبلي للاجئين وموظفيها في القطاع في ظل استمرار الحرب وسياسة التجويع.
هذا القرار من شأنه أن يفاقم من الكارثة الإنسانية التي يعيشها سكان القطاع، الذين يعانون من ظروف معيشية وصحية قاسية.
وتشرف “أونروا”، على مراكز إيواء تضم وفق بيانات منفصلة صدرت عنها نحو “مليون نازح”.
هذا الإشراف يكون من خلال تنظيم وجودهم هناك، وتوفير الحد الأدنى من مستلزمات الحياة من طعام وشراب وطاقة، في ظل أزمة مالية كانت تعاني منها أصلا قبل إعلان الدول الأربعة عن قرارهم.
كما تدفع “أونروا” رواتب موظفيها الذين تقدر أعدادهم بنحو 10 آلاف موظف، وفق بيانات الوكالة على موقعها الرسمي.
هذه الرواتب يصرفها الموظفون على أفراد عائلاتهم الممتدة، الذين ينعدم بالغالب توفر السيولة لديهم، ما يساهم بالحد الأدنى بتوفير مستلزمات الحياة بالنسبة لهم، وسط حالة غلاء تضرب الأسواق بسبب ندرة توفر السلع والبضائع جراء إغلاق المعابر.
وكانت إسرائيل قد أغلقت منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، المعابر الواصلة بين قطاع غزة والعالم الخارجي، فيما تم فتح معبر رفح البري مع مصر جزئيا لدخول مساعدات محدودة وخروج عشرات المرضى والمصابين وعدد من حاملي الجوازات الأجنبية.
وسمحت إسرائيل في 24 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، بدخول كميات شحيحة من المساعدات الإنسانية إلى القطاع عبر معبر رفح، ضمن هدنة استمرت أسبوع بين الفصائل بغزة وإسرائيل.
والجمعة والسبت، أعلنت كلا من الولايات المتحدة الأمريكية وكندا وأستراليا وإيطاليا وبريطانيا وفنلندا، تعليقها المؤقت لتمويل “أونروا” إثر مزاعم إسرائيلية بتورط بعض موظفيها في هجوم حركة حماس يوم 7 أكتوبر.
وكشفت أونروا، الجمعة في بيان، أنها فتحت تحقيقا في مزاعم ضلوع عدد (دون تحديد) من موظفيها في هجمات السابع من أكتوبر.
وقال المفوض العام لأونروا فيليب لازاريني: “زودت السلطات الإسرائيلية الأونروا بمعلومات عن الضلوع المزعوم لعدد من موظفي الأونروا في الهجمات المروعة على غلاف غزة في 7 أكتوبر”.
وتابع: “لحماية قدرة الوكالة على تقديم المساعدة الإنسانية، اتخذت قرارا بإنهاء عقود هؤلاء الموظفين على الفور وبدء تحقيق من أجل التوصل إلى الحقيقة دون تأخير”.
هذه الخطوة، أدانتها حركة “حماس” التي قالت في بيان إن “أونروا تعرضت للابتزاز من قبل الدول الداعمة للإرهاب بحجة استمرار الدعم المالي”.
وفي 7 أكتوبر الماضي، شنت “حماس” هجوما على نقاط عسكرية ومستوطنات إسرائيلية في غلاف قطاع غزة قتلت خلاله نحو 1200 إسرائيليا، وأصابت حوالي 5431، وأسرت 239 على الأقل، بادلت عشرات منهم مع إسرائيل خلال هدنة إنسانية مؤقتة استمرت 7 أيام، وانتهت مطلع ديسمبر/كانون الأول 2023.
ويشن الجيش الإسرائيلي منذ 7 أكتوبر، حربا مدمرة على غزة، خلفت حتى السبت 26 ألفا و257 شهيدا، و64 ألفا و797 مصابا، معظمهم أطفال ونساء، وفق السلطات الفلسطينية، وتسببت في “دمار هائل وكارثة إنسانية غير مسبوقة”، بحسب الأمم المتحدة.