كما وجه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، خلال الحفل، رسالة مرئية مسجلة إلى الصحيفة في الذكرى الثلاثين لتأسيسها، أكد فيها على أن “يني شفق” كانت دائما صوت الإرادة الوطنية والديمقراطية في تركيا.
وأشار أردوغان في رسالته إلى إن يني شفق كانت دائما صوت الإرادة الوطنية والديمقراطية في تركيا.
وأكد أردوغان على أن الصحيفة لعبت دوراً هاماً في ظل انتشار الجناة المجهولين والإرهاب والعصابات والفساد في التسعينيات من القرن الماضي.
ونوه أن يني شفق كانت دائماً حاضرة في أصعب أيام شهدتها تركيا، وتحدت الصعاب بمنشوراتها الشجاعة، لتنقش اسمها بأحرف من ذهب بتاريخ الديمقراطية التركية.
كما أشار الرئيس التركي إلى أن موقف الصحيفة المشرف كان ثابتاً في وجه كل المحاولات الشنيعة ضد ديمقراطية تركيا في الأعوام الـ 21 الأخيرة.
وختم أردوغان كلمته بالشكر لكافة العاملين في صحيفة يني شفق، والترحم على جميع الإخوة الذين عملوا في الصحيفة وليسوا حاضرين الآن، وعلى رأسهم الشهيد مصطفى جمباظ.
وفي سياق متصل، تعتبر صحيفة “يني شفق” التركية من أبرز وأفضل وسائل الإعلام التركية، حيث تمتاز الصحيفة المحلية بنقل أخبار تركيا والعالم وبعدة لغات: التركية والعربية والإنجليزية والفرنسية والروسية، كما أنها تقوم بترجمة مقالات الكتّاب الأتراك المشهوريين إلى تلك اللغات.
وتعرف “يني شفق” في الإعلام التركي على أنها صحيفة متميزة بهيكلها التنظيمي والمؤسسي والموارد البشرية التي تديرها، واهتمامها بمفهوم الصحافة النزيهة، وتعتبر مدرسة للإعلاميين المشهورين القدامى، فضلًا عن التزامها باحترام القوانين وحقوق الإنسان والحريات.
تاريخ الصحيفة
تأسست صحيفة يني شفق بتاريخ 19 سبتمبر/أيلول 1994 تحت قيادة رئيس مؤسسة نقابة الأطباء الدكتور يعقوب يونتن وطوفان منغي، لكن الجريدة واجهت صعوبات اقتصادية بعد انطلاقها بشهر ونصف ليتوقف إصدارها إلى أن اشتراها أحمد شيشمان رئيس وقف الأنصار آنذاك، لتعاود الصحيفة عملها بهوية مختلفة بتاريخ 23 يناير/كانون الثاني 1995. ويعتبر تاريخ شراء الصحيفة هو تاريخ تأسيسها. وعندما صدر عددها الأول المكون من 16 صفحة يوم 23 يناير/كانون الثاني 1995 كان تحت عنوان “مستقبل تركيا المشرق”. تعود ملكية صحيفة يني شفق حاليا إلى السيد أحمد ألبيرق نيابة عن مجموعة ألبيرق الإعلامية. أما رئيس مجلس إدارة الصحيفة فهو شقيقه السيد مصطفى ألبيرق.
وعقب تأسيس الجريدة بفترة ليست طويلة عاشت تركيا أحداث 28 فبراير/شباط التي أنهت سلطة حكومة حزب الرفاه. وكانت الصحيفة من وسائل الإعلام التي كانت تنشر أخبارا مناهضة لهذه الأحداث التي عرفت بالانقلاب ما بعد الحداثة.
مداهمة مقر الصحيفة
وقد تعرض مقر الصحيفة في إسطنبول لمداهمة أمنية يوم 5 يناير/كانون الثاني 2002. وفي بيان أصدره والي إسطنبول آنذاك إيرول شاكر أمام لجنة التحقيق في أحداث انقلاب 28 فبراير/شباط في البرلمان التركي بتاريخ 10 أكتوبر/تشرين الأول 2012 قال إن عملية مداهمة مقر صحيفة يني شفق نفذت بدون علمه وإنه سيكشف عن معلومات حول عملية التصدير الوهمية التي ورد بها اسم صحيفة يني شفق وبعض السياسيين بسبب عملية المداهمة تلك، كما ادعى أن هناك سلسلة مقالات حملت عنوان “أكبر عملية ابتزاز في تاريخ الجمهورية التركية: شبكة العنكبوت”. وقد نشرت الصحيفة في اليوم التالي خبرا عن المداهمة حمل عنوان “مداهمة العنكبوت تستهدف صحيفتنا”.
أول وسيلة إعلامية تندد بمحاولة الانقلاب الفاشلة
صحيفة “يني شفق” والتي تديرها شركة مجموعة ألبيرق القابضة كانت إحدى معاقل المقاومة ضد انقلاب 15 تموز الغادر.
كانت صحيفة يني شفق أول مؤسسة إعلامية تعلن عبر موقعها الإلكتروني وحساباتها على مواقع التواصل الاجتماعي محاولة الانقلاب الفاشلة ليلة 15 تموز 2016. وقد أعلنت في أول أخبارها أن دبابات أغلقت ما يعرف اليوم بجسر شهداء 15 تموز. وقد نشرت الصحيفة ليلة 15 تموز 2016 خبرا تحدثت فيه عن محاولة الانقلاب الفاشلة عبر حسابيها على فيسبوك وتويتر جاء فيه “جنون ضباط الكيان الموازي من خونة الوطن: لقد حاولوا السيطرة على قيادة الجيش!” كما جاء في الخبر رقم (9) ما يلي “أقدمت عناصر عسكرية تابعة لتنظيم غولن الإرهابي على محاولة السيطرة على قيادة الجيش، في الوقت الذي اتخذت فيه العناصر الأمنية احتياطاتها لمواجهة محاولة الانقلاب، كما بدأت عملية أمنية لاعتقال العناصر العسكرية التي أقدمت على محاولة الانقلاب الخائنة. ويشهد محيط مقر رئاسة أركان الجيش دقائق حرجة، وقد أوفد إلى الموقع عدد كبير من الفرق الأمنية والصحية، كما شوهدت المقاتلات الحربية وهي تحلق فوق الموقع”.
المنبر الوحيد للكتاب الأحرار
وكان لصحيفة يني شفق مواقف مشرفة عديدة، حيث حرصت الصحيفة دائمًا على الوقوف إلى جانب المظلومين مهما كلف الثمن.
وعام 1995 وبينما رضخت بعض وسائل الإعلام آنذاك لتوجيهات الانقلابيين وحنت أقلامها، أصبحت يني شفق المنبر الوحيد للكتاب الأحرار.
ودفعت صحيفة “يني شفق”، فاتورة كبيرة بسبب مواقفها ضد الانقلاب وقوانينه التي استهدفت قيم المجتمع الإسلامي المحافظ الذي عرفته تركيا.
اعتقال مؤسس الصحيفة
كما واجهت صحيفة يني شفق آنذاك مداهمات أمنية من قبل السلطات، وتم اعتقال رئيس مجلس الإدارة المؤسسة المالكة للصحيفة، مصطفى ألبيرق، وتعرض للتعذيب، فضلًا عن العديد من المواقف الصعبة التي عاشتها يني شفق من أجل إيصال رسالتها.
لقد كان هذا الموقف الشجاع بمثابة تحدٍّ كبير تمكنت الصحيفة من خلاله بالخروج من المعركة وهي أقوى من ذي قبل.
وفي عام 2007 رُفعت قضية إغلاق ضد حزب العدالة والتنمية، وعلى الرغم من كل المضايقات والتهديدات، وقفت صحيفة يني شفق بحزم إلى جانب إرادة الشعب ورفضت التخلي عن مبادئها.
استشهاد المصور الصحفي في يني شفق مصطفى جمباظ
قدمت صحيفة يني شفق مصورها الصحفي مصطفى جمباظ شهيدًا في ليلة محاولة الانقلاب الفاشلة التي نفذتها منظمة غولن الإرهابية، في 15 تموز/يوليو عام 2016.
المصور الصحفي في يني شفق، مصطفى جمباظ، كان بين أوائل من نزل إلى الشارع لصد محاولة الانقلاب الفاشلة التي نفذتها منظمة غولن الإرهابية.
صور مصطفى جمباظ المساجد الجامعة في تركيا من كلّ زواياها. وجمع صور لـ118 مسجد في ألبوم ونشرها في كتاب قبل سقوطه شهيدًا بشهر واحد.