الأرشيفالشرق الاوسط

بعد 30 عاما على ملاحقته.. صورة منسوبة لـ”الضيف” تثير ضجة بإسرائيل

بعد 30 عاما على ملاحقته.. صورة منسوبة لـ”الضيف” تثير ضجة بإسرائيل

شبكة أخبار تركيا للناطقين باللغة العربية  :

“نجح في خداعنا: كيف لم تعلم إسرائيل بحالة محمد الضيف؟” كان العنوان الذي اختارته صحيفة “معاريف” الإسرائيلية، الخميس، للإشارة الى الكشف عن صورة تزعم إسرائيل أنها للمطلوب الفلسطيني الأول لديها.

وعلى مدى نحو3 عقود، شكّل “محمد دياب إبراهيم المصري”، القائد العام لكتائب القسام، الجناح العسكري لحركة “حماس”، المعروف باسم محمد الضيف، لغزا كبيرا لإسرائيل التي أخفقت في اغتياله 7 مرات على الأقل.

ومع مرور نحو 3 أشهر على الحرب الإسرائيلية على غزة دون تحقيق أي من الأهداف التي وضعتها تل أبيب للحرب، يحاول الجيش الإسرائيلي ترويج اكتشاف صورة ليس من المؤكد أنها للضيف على أنها “إنجاز كبير” يتحدث عنه المحللون العسكريون الإسرائيليون.

وكانت وسائل إعلام إسرائيلية أشارت مؤخرا الى اكتشاف مقطع فيديو يظهر فيه الضيف (58 عاما) وهو يمشي على قدميه ما تسبب بصدمة في إسرائيل بعد أن اعتقدت المخابرات الإسرائيلية لسنوات أنه مقعد وعاجز ويتحرك على كرسي متحرك.

ومساء الأربعاء، نشرت وسائل إعلامية إسرائيلية، بينها القناة 12، صورة لشخص قالت إنه محمد الضيف، علما أن آخر صورة معروفة له تعود إلى نحو 30 عاما.

ولم تعلق حركة “حماس” رسميا على صورة الضيف المزعومة التي بدت فيه ملامحه مختلفة بشكل واضح عن الصورة التي التقت له قبل 30 عاما ما دفع بعض نشطاء وسائل التواصل الاجتماعي الفلسطينيين إلى التشكيك بصحتها.

ووُلِد الضيف عام 1965 لأسرة فلسطينية لاجئة، في مخيم خان يونس جنوب قطاع غزة، وانضم باكرا لحركة “حماس”، التي تأسست نهاية عام 1987.

واعتقلته إسرائيل عام 1989، خلال ضربة واسعة وجهتها لحركة حماس، وقضى 16 شهرا في سجونها موقوفا دون محاكمة.

وبعد خروج الضيف من السجن، كانت كتائب الشهيد عز الدين القسام بدأت تظهر كتشكيل عسكري، وكان الضيف من مؤسسيها وفي طليعة العاملين فيها.

وتقر أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية، حسب الصحف العبرية، أنها بذلت جهودا مضنية في مطاردته لسنوات طويلة.

– صور إعلامية

وتعليقا على المشهد، قال مايكل ميلشتاين، كبير الباحثين في جامعة تل أبيب، لإذاعة 103 FM المحلية، الخميس، إن ما تم نشره هو “نوع من الصورة الإعلامية”

وأضاف: “لقد فوجئت قليلاً بحالته البدنية الجيدة نسبيًا، لكن علي أن أشعر بخيبة الأمل قليلاً هنا، وهي نوع من الصورة الإعلامية لمن اعتقدت المخابرات أنه كان شبحًا أكثر من كونه قائدًا حقيقيًا في الميدان”.

وتابع: “والحقيقة هي أنه على الرغم من كل نقاط الضعف التي أصابت الضيف في العقد ونصف العقد الماضيين، إلا أنه استمر في العمل وإدارة الأمور، لقد كان دائمًا أكثر اهتمامًا بالشؤون العسكرية المناسبة وأقل اهتمامًا بالاستراتيجية، لكن كان من الواضح تمامًا أنه كان يؤدي وظيفته”.

ومضى ميلشتاين يقول: “فيما يتعلق بقضية الضيف، أعتقد أنه كان من المهم جدًا بالنسبة لحماس أن تضلل العقل الإسرائيلي بنوع من الشعور الزائف بأنه شخص عاجز أو نوع من الشبح”.

– لازال يعمل بشكل جيد

من جانبها، قالت صحيفة “معاريف” إنه “بعد سنوات طويلة بدا لإسرائيل أن الحالة الصحية والجسدية للضيف خطيرة، ففي الليلة الماضية تم الكشف عن وثيقة (صورة) جديدة يظهر فيها الضيف بلا عين، لكنه يعمل”.

بدوره قال موقع “واللا”: “تأتي الوثائق الجديدة في أعقاب سحابة الشك التي تحوم حول صحة الضيف وهويته في الأسابيع الأخيرة، وتبددت قبل حوالي أسبوع مع نتائج استخباراتية جديدة تتناقض مع ما اعتقدته إسرائيل لسنوات وأثبتت أن الضيف لم يكن يعاني من ضعف شديد في قدراته البدنية وكان يعمل بشكل جيد”.

ولفت الى انه لم يكن لدى المخابرات الإسرائيلية سوى صورة واحدة تعود الى ما قبل 30 عاما التقطت وهو بسجن إسرائيلي.

وأضاف: “على النقيض من المخابرات الإسرائيلية التي اعتقدت في السنوات الماضية، أنه أصيب نتيجة سلسلة من محاولات الاغتيال وأضعف قدراته الفسيولوجية بشكل كبير، تم توثيق الضيف وهو يمشي على قدميه، وإن كان يعرج قليلا، لكن يمكنه المشي بمفرده ولا يستخدم كرسيا متحركا، وربما يمكنه أيضا تشغيل كلتا يديه”.

وتابع: “وقد مكنه أدائه العالي نسبيا، من بين أمور أخرى، من المشاركة في التخطيط لهجوم 7 أكتوبر وقيادتها، هذه عملية معقدة تتطلب القسوة والإبداع، وهي الصفات التي تميز الضيف أكثر من زعيم حماس في غزة، يحيى السنوار”.

– لازال من الأشباح

فيما قال المحلل الأمني في صحيفة “يديعوت أحرونوت” رونين بيرغمان: “لا تزال المؤسسة الأمنية تصف رئيس الجناح العسكري لحماس بأنه نوع من “الأشباح”، ولكن بصرف النظر عن الصورة الجديدة التي التقطت في عام 2018، فإن لدى الجيش الإسرائيلي لقطات له وهو يتحدث ويمشي في الغرفة، على ما يبدو من 6 أكتوبر”.

وأضاف: “نشرت آخر صورة للضيف، يوم أمس (الأربعاء) وأثارت ضجة كبيرة، التقطت هذه الصورة لضيف، الذي نجا من سبع محاولات اغتيال إسرائيلية في الماضي، على ما يبدو خلال مناسبة اجتماعية، محاطا بأحد مساعديه”.

وتابع: “لا يمكن رؤية يدي وساقي ضيف في الصورة، ويبدو أن العين المغلقة أصيبت في إحدى محاولات الاغتيال. عثرت وحدة الاستخبارات العسكرية على شريط فيديو يعتقد أنه تم تصويره في 6 أكتوبر في منشأة سرية في شمال قطاع غزة، حيث يمكن رؤيته يتحدث ويتجول في الغرفة، ويبدو أنه أعرج بعض الشيء”.

وأشار إلى أنه “رغم أنه كان معروفًا في أوساط المخابرات الإسرائيلية أن الضيف تعرض للأذى الجسدي، إلا أنه يعتبر في إسرائيل القائد الأعلى لحماس، الذي يخطط للقتال حتى من مخبأه، لكنه لا يزال يوصف بأنه نوع من “الشبح”، منذ ذلك الحين ومن بين جميع المطلوبين من حماس، هناك أقل معلومات عنه”.

ولفت إلى أنه “نادرا ما كان يتجول أو يُرى في الأماكن العامة، ودائمًا يخضع لإجراءات أمنية حتى عندما كان يتنقل بين مكاتبه فوق وتحت سطح الأرض”.

أما المراسل العسكري بالقناة 12 الإسرائيلية نير ديفوري، فقال: “تم مساء يوم الأربعاء الكشف عن وثائق جديدة لمحمد الضيف، وكما يتضح من الصورة، تم توثيقه بدون عين. ومن المعروف أيضا أن لديه ساق واحدة مبتورة ، يعرج – لكنه لا يزال يعمل”.

وأضاف: “تبذل المؤسسة الأمنية جهودا جبارة للوصول إلى أعلى مراتب حماس، وخاصة الضيف، الذي يقود القتال ضد الجيش الإسرائيلي وهو أحد مخططي المجزرة في المستوطنات الجنوبية”.

وتابع: “لسنوات، كانال ضيف يعتبر هدفا مهما للمؤسسة الأمنية، التي نجحت في إلحاق الأذى به ولكن ليس القضاء عليه”

وفي تعليقه الليلة الماضية على الصورة، قال الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي دانيال هاغاري في مؤتمر صحفي بتل أبيب: “لن أعلق على المنشور عن الضيف، نحن بحاجة إلى العثور عليه وقتله مهما استغرق الأمر. هذه مهمة يجب القيام بها”.

وأضاف في تلميح إلى أن الجيش الإسرائيلي هو مصدر الصورة: في النشاط العملياتي في غزة، وجدنا قدرا كبيرا من المواد الاستخباراتية، وخاصة في الأنفاق تحت الأرض.

وتابع: “هناك عدد غير قليل من الغرف ومحركات الأقراص هناك. لقد أخذنا محركات الأقراص، وسيتم تفكيكها من قبل الشاباك والمخابرات العسكرية، وسنستخرج منها معلومات استخباراتية”.

صفحتنا على فيس بوك

لمتابعة صفحتنا على تويتر

لمتابعة قناتنا والاشتراك بها على يوتيوب

لمتابعة قناتنا على تلغرام و الاشتراك بها

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


زر الذهاب إلى الأعلى