تركيا تحيي الذكرى الـ 750 لوفاة جلال الدين الرومي
تركيا تحيي الذكرى الـ 750 لوفاة جلال الدين الرومي
شبكة أخبار تركيا للناطقين باللغة العربية :
انطلقت في ولاية قونية وسط تركيا، الخميس، مراسم إحياء الذكرى الـ 750 لوفاة المتصوف جلال الدين الرومي المعروف بـ “مولانا”، تحت شعار “وقت الوصال”.
وأقيم البرنامج الافتتاحي في مركز مولانا الثقافي.
ويتم إحياء ذكرى وفاة الرومي بين 7 و17 ديسمبر/ كانون الأول من كل عام، ويشارك في المراسم آلاف الزوار من داخل البلاد وخارجها.
وفي كلمة له خلال افتتاح المراسم، قال باتوهان مومجو نائب وزير الثقافة والسياحة التركي، إن “الوقت قد حان لنشعر ونعيش ونشارك رسائل مولانا عن الحب الأبدي والوحدة بشكل أوثق”.
وأضاف: “تتيح لنا الذكرى الـ 750 لوفاة مولانا، الفرصة لنتذكر تعاليمه التي أنقذت عالمنا من أن يكون عالما مظلما تحت تأثير الحروب والصراعات والخلافات، وجلبت النور والسلام إلى يومنا هذا”.
وأضاف: “مولانا هو مفكر عالمي ساهم في الثراء الروحي ليس في جغرافيتنا فحسب، بل في العالم أجمع، وتعاليمه أرست أسس الحب والتسامح والوحدة والسلام، وخاطبت الإنسانية بلغة عالمية”.
من جهته، قال عمر فاروق بلفيرانلي، المدير العام للفنون الجميلة بوزارة الثقافة والسياحة، إن المراسم تتيح فرصة قيمة لفهم وشرح مولانا.
ولفت إلى أن أقوال مولانا التي تم التعبير عنها من خلال لغته الفريدة، تشير إلى المزايا والفضائل العالمية التي تحتاجها البشرية بشدة اليوم.
وأضاف أن “المولوية بمبادئها وقيمها وثقافة السماح ستواصل وجودها بوصفها طريقة للفكر والحياة تنير البشرية جمعاء”.
ويمارس أتباع الطريقة الصوفية المولوية نسبة إلى جلال الدين الرومي، رقصة “السماح” التي يعتبرونها إحدى طرق ذكر الله.
وفي رقصة السماح التي يؤديها المولوية منذ قرون، يقوم الدراويش بخلع أرديتهم السوداء التي ترمز للتراب، والدوران بملابس بيضاء تشير للأكفان، في رقصة ترمز إلى رحلة الإنسان إلى الله.
ومولانا جلال الدين الرومي من أهم المتصوفين في التاريخ الإسلامي، حيث أنشأ طريقة صوفية عرفت بالمولوية، وكتب كثيرا من الأشعار، وأسس المذهب المثنوي في الشعر، وكتب مئات آلاف الأبيات عن العشق الإلهي والفلسفة.
ولد الرومي في مدينة بلخ بخراسان، في 30 أيلول/ سبتمبر 1207، ولقب بسلطان العارفين لما له من سعة في المعرفة والعلم، استقر في مدينة قونية التركية حتى وفاته في 17 ديسمبر 1273، بعد أن تنقل طالبا للعلم في عدد من المدن أهمها دمشق.
وكان جلال الدين الرومي مثالا عظيما للتسامح، متّبعا تعاليم الدين، وأحاط به أشخاص من الديانات والملل الأخرى، وضرب مثالا للتسامح معهم، وتقبلا لآرائهم وأفكارهم، وكان كل من يتبع مذهبه يرى أن كل الديانات خير، وكلها حقيقية.