شهران على الحرب.. توغل إسرائيلي جنوب غزة وشمالها خارج التغطية
شهران على الحرب.. توغل إسرائيلي جنوب غزة وشمالها خارج التغطية
شبكة أخبار تركيا للناطقين باللغة العربية :
60 يوما مرت على بداية حرب شرسة استهدفت البشر والحجر في قطاع غزة، لم تستثن الآلة العسكرية الإسرائيلية أحدا ولا مكانا في القطاع من غاراتها أو مدفعياتها.
وخلال الأيام الأخيرة، ولا سيما بعد انتهاء الهدنة الإنسانية المؤقتة مطلع ديسمبر/ كانون الأول الجاري، كثف الجيش الإسرائيلي غاراته حتى على جنوب القطاع، الذي زعم سابقا أنه “منطقة آمنة” دعا الناس للنزوح إليها.
كما أعلن الجيش الإسرائيلي توسيع عملياته البرية في الشمال وانتقالها إلى الجنوب، أملا في تحقيق هدفه المزعوم في “القضاء على حركة حماس”، غير آبه بمزيد من الضحايا المدنيين الفلسطينيين، ولا حتى في مقتل 404 من جنوده وضباطه منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.
وخلال الشهر الثاني من الحرب المدمرة، أصبحت الهجمات على جنوب قطاع غزة “لا تقل وحشية عما تعرض له الشمال” حسبما وصف متحدث منظمة الأمم المتحدة للطفولة “يونيسف” جيمس إلدر، في تصريحات أدلى بها خلال تفقده، أمس الاثنين، مستشفى يؤوي عشرات الأطفال المصابين في مدينة خان يونس، جنوبي القطاع.
ومنذ انتهاء الهدنة، يسقط يوميا في غزة عشرات الفلسطينيين بين قتيل وجريح، أغالبهم أطفال ونساء، في غارات إسرائيلية تستهدف مناطق مختلفة من شمال قطاع غزة وجنوبه لا سيما في مدينتي خان يونس ورفح اللتين تكتظان بالنازحين من شمال القطاع.
كما يكثف الجيش الإسرائيلي ليلا من الأحزمة النارية التي تستهدف العديد من المنازل والمباني السكنية ومحيط المستشفيات.
وشهد اليومان الماضيان استهدافا متكررا من الجيش الإسرائيلي لمستشفى “كمال عدوان” في بيت لاهيا، الذي يعد من أواخر المستشفيات القادرة على تقديم خدماتها للمواطنين في شمال القطاع.
** الخطر يلاحق الجنوب
وكان متحدث الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي، كشف صراحة عن خطة تل أبيب لاستهداف جنوب القطاع عندما دعا سكان عدد من أحياء مدينة خان يونس (جنوب) إلى إخلاء منازلهم تمهيدا لقصفها، بالتزامن مع إزاحته النقاب عن خريطة سماها “مناطق الإخلاء”، قسم بموجبها قطاع غزة بشكل كامل إلى “بلوكات” تمهيدا لمرحلة جديدة من الحرب، حدد من خلالها الأماكن التي يعزم استهدافها، بما يسمح للسكان بمغادرتها مسبقا، بحسب ادّعائه.
والأحد، أعلن الجيش الإسرائيلي بدء العمليات البرية شمال مدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة، وبدء تحرك القوات المدرعة لمهاجمة أهداف تابعة لحركة حماس.
وتوقعت إذاعة الجيش الإسرائيلي أن “يقوم الجيش بتوسيع انتشار قواته في المنطقة وتكثيف العملية البرية”.
** الضحايا في زيادة مستمرة
بحلول الشهر الثاني من الحرب، ارتفعت حصيلة ضحايا الحرب الإسرائيلية على القطاع، إلى 15 ألفا و899 قتيلا 70 بالمئة منهم نساء وأطفال، إضافة إلى أكثر من 42 ألف جريح، منذ 7 أكتوبر، وفق أحدث إحصائية لوزارة الصحة الفلسطينية، صدرت أمس الاثنين.
وبحسب الإحصاءات الرسمية، دمر الجيش الإسرائيلي خلال عملياته وغاراته 56 مؤسسة صحية بالكامل، وأخرج 20 مستشفى بشكل كامل عن الخدمة، بينما لا يزال يعتقل 35 من الكوادر الطبية، على رأسهم مدير مستشفى الشفاء بغزة محمد أبو سلمية.
وتسببت الغارات الإسرائيلية المتواصلة منذ شهرين في فقدان أكثر من 7500 شخص تحت الأنقاض، وتدمير ما يزيد على 103 مقرات حكومية والإضرار جزئيا أو كليا بأكثر من 300 ألف وحدة سكنية، وإخراج نحو 67 مدرسة، و95 مسجدا كليا عن الخدمة.
ووضع الجيش الإسرائيلي أيضا ثقافة فلسطين وتاريخها في مرمى نيرانه خلال الشهر الثاني من الحرب، فاستهدف المكتبة الرئيسية في قطاع غزة، التي تحوي وثائق وكتبا تاريخية ويعتبرها سكان المدينة ذاكرة البلاد وحاضرها، كما دمر المراكز الثقافية، والمدارس والجامعات.
وقدرت الوكالة الأممية لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “أونروا”، عدد النازحين خلال شهري الحرب في جميع أنحاء قطاع غزة بنحو 1.9 مليون شخص.
** مسار المفاوضات
وشهدت الأيام التالية لانتهاء الهدنة الإنسانية المؤقتة، تأكيدا من إسرائيل وحركة “حماس” على توقف المفاوضات بشروطها التي سبقت إقرارها أول مرة في 24 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي.
وبينما أعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو نيابة عن جهاز “الموساد”، قبل أيام، أن المفاوضات مع حماس “وصلت إلى طريق مسدود”، أشار نائب رئيس المكتب السياسي للحركة صالح العاروري، إلى أن “الموقف الرسمي والنهائي لحماس والمقاومة أنه لا تبادل (للأسرى) حتى انتهاء العدوان الصهيوني الإرهابي بشكل كامل ونهائي”.
وأسفرت الهدنة والمفاوضات السابقة عن إطلاق سراح 84 طفلا وامرأة إسرائيليين، إضافة إلى 24 مواطنا أجنبيا من قطاع غزة، وفق إحصاء رسمي.
في المقابل، أطلقت إسرائيل سراح 240 أسيرا فلسطينيا من السجون الإسرائيلية على 7 دفعات.
** أوضاع إنسانية متدهورة
ويعيش سكان قطاع غزة أوضاعا إنسانيا مهددة بالتفاقم يوميا بفعل برودة الشتاء، وتكدس النازحين في مناطق محددة من جنوب القطاع تفتقد أساسيات الحياة، ما ينذر بكوارث صحية قد تضاعف الأزمة، وفق تأكيدات رسمية وأممية.
وبينما لا يزال عدم توافر الغذاء والدواء والماء الصالح للشرب والوقود بالشكل المطلوب، أحد أبرز أشكال المعاناة الإنسانية اليومية لسكان مختلف قطاع غزة، خرج الشمال بشكل كلي عن الخدمة بعد إعلان “شركة الاتصالات الفلسطينية – جوال”، أمس الاثنين، انقطاعا كاملا في خدمات الاتصالات عن مدينة غزة وشمال القطاع، إثر تضرر عناصر رئيسية بسبب القصف الإسرائيلي المتواصل.
وما يعزز المخاوف حيال الأوضاع الإنسانية في جنوب قطاع غزة، كشف مدير “الصحة العالمية” تيدروس أدهانوم غيبريسوس، عن تلقي المنظمة إخطارا لنقل إمداداتها من مستودعاتها هناك بسبب العمليات البرية، ما ينذر باحتمالية توسع العمليات العسكرية البرية الإسرائيلية أيضا إلى هذا النطاق من القطاع.