بعد انحسار دورها في إفريقيا.. فرنسا تدعو لدمج الاتحاد الإفريقي بمجموعة العشرين
شبكة أخبار تركيا للناطقين باللغة العربية :
دعت وزيرة الخارجية الفرنسية كاثرين كولونا، إلى دمج الاتحاد الإفريقي في مجموعة العشرين، ومنح القارة “مكانا أكبر” بمجلس الأمن الدولي.
جاء ذلك في كلمة لها الثلاثاء، خلال المؤتمر السنوي لسفراء فرنسا المنعقد في العاصمة باريس.
وقالت كولونا: “اقتناعًا منّا بأن أمام العلاقات بين فرنسا والدول الإفريقية مستقبل مشرق، لا ينبغي للاستغلال الشعبوي للخطاب المناهض لفرنسا أن يطغى على جودة علاقاتنا في الغالبية العظمى من الحالات”، على حد تعبيرها.
لكن تصريحات كولونا عن مستقبل مشرق مع إفريقيا يراه مراقبون أنه يتناقض مع أرض الواقع، حيث تتجه باريس خلال السنوات القليلة الماضية نحو فقدان ثقلها بالقارة السمراء لصالح تعاظم نفوذ قوى دولية أخرى.
وأبرز تجليات الانكفاء الفرنسي في إفريقيا كان عند انسحابها من مالي عام 2022، عقب انقلاب عسكري بعد 9 سنوات من التمركز فيها في إطار قوة برخان العسكرية لمكافحة التنظيمات الإرهابية عند الحدود مع النيجر.
وأشارت الوزيرة إلى أن البلدان الإفريقية “شركاء أساسيون في مواجهة العديد من التحديات المشتركة”، وشددت على أن “فرنسا تدافع عن دمج الاتحاد الإفريقي في مجموعة العشرين”، إضافة إلى “منح مكانة أكبر لإفريقيا في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة”.
وتطرقت كولونا إلى الأزمة في النيجر والعلاقات التي تدهورت بين البلدين بعد الانقلاب العسكري في 26 يوليو/تموز، حيث برزت مطالبات بخروج فرنسا تماما من نيامي، والتوقف عن التدخل بمصيرها والسيطرة على مقدّراتها.
وقالت الوزيرة: “إذا نددنا بالانقلاب في النيجر، فذلك لأنه خلف شاشات الحكم الرشيد وإنقاذ الوطن، لا يوجد شيء غير إنكار الديمقراطية”، على حد تعبيرها.
وتابعت أنه “في بعض الأحيان يتعين عليك العودة إلى الحقائق البسيطة: لا يوجد انقلابيون ديمقراطيون، تماما كما لم تكن هناك طالبان معتدلة بالأمس”.
وتأتي هذه الدعوات بالتزامن مع مظاهرات شعبية خرجت في النيجر مطالبة بطرد السفير الفرنسي في نيامي “سيلفان إيت” من البلاد. وكان المجلس العسكري الذي قاد الانقلاب في النيجر قد صرح بأن اتفاقية فيينا واضحة بشأن الحق السيادي الذي يخول النيجر بإلزام السفير الفرنسي بالمغادرة.
ومطلع العام الجاري، طردت بوركينا فاسو القوات الفرنسية من البلاد وأنهت الاتفاق العسكري الذي يسمح لفرنسا بقتال المسلحين في الدولة الواقعة في غرب أفريقيا
كما سحبت فرنسا قواتها من مالي العام الماضي بعد أن بدأ المجلس العسكري هناك العمل مع مجموعة فاغنر العسكرية الروسية الخاصة، وهو ما وضع حدا للعمليات الفرنسية.