أخبار عالميةالأرشيف

باحث: المجتمع اليوناني يصف مسلمي بلاده بالـ “خونة”

باحث: المجتمع اليوناني يصف مسلمي بلاده بالـ “خونة”

شبكة أخبار تركيا للناطقين باللغة العربية  :

قال ستيفانوس كيفكيريس (51 عاما)، وهو باحث وكاتب يوناني اعتنق الإسلام، إن المجتمع اليوناني يساوي بين الإسلام والانتماء للقومية التركية، وبالتالي يُنظر إلى المسلمين اليونانيين على أنهم “خونة”.

كيفكيريس أضاف، في حديث مع الأناضول، أنه تعرّض للتمييز من جانب عائلته وأصدقائه عندما أعلن اعتناقه الإسلام، فضلا عن تعرضه لمواقف معادية للمسلمين.

وأفاد بأنه ولد عام 1972 لعائلة أرثوذكسية متدينة في العاصمة أثينا، واعتنق الإسلام عندما كان يبلغ من العمر 20 عاما، وأبدت عائلته ردود أفعال سلبية للغاية عقب تحوله عن الأرثوذكسية.

ومشيرا إلى أنه بدأ الاهتمام بتاريخ الأديان في سن مبكرة، قال كيفكيريس: أثناء إجرائي أبحاثا حول الأرثوذكسية، كان عليّ أن ألقي نظرة على تاريخ الشرق الأوسط، لذلك قررت أجراء أبحاثٍ حول الإسلام أولا، وعندها بدأت بطرح أسئلة حول الإسلام على صديقٍ لبناني مسلم في مدرستي.

ضغوط مجتمعية

كيفكيريس زاد بأنه قرر اعتناق الإسلام عندما كان في السادسة عشرة من عمره، ووقتئذ تعرض لضغوط من عائلته لمدة 4 سنوات لكي لا يغيّر دينه.

وقال: عائلتي تساوي بين الإسلام والتركية، فبحسب عائلتي “الأتراك هم العدو الرئيسي” وأنا “خائن” لاختياري دينهم (الإسلام). منذ 30 عاما أحاول أن أشرح لهم الصورة الحقيقية، لكن دون جدوى.

وأكد أنه تعرض لردود أفعال سلبية من طرف عائلته وأقاربه عقب إعلان اعتناقه الإسلام، كما تعرّض للنبذ المجتمعي وواجه كلمات معادية للمسلمين، وذهب إلى ألمانيا للدراسة في جامعاتها بسبب الضغط والإقصاء الذي واجهه في بلاده.

وموضحا، تابع كيفكيريس : عندما علمت عائلتي أنني اعتنقت الإسلام، هددوني. اضطررت لمغادرة المنزل. كانوا يقولون لي: “لقد أصبحت تركيًا”. قلت لهم: ليس كل الأتراك مسلمون وليس كل المسلمين أتراك. بعد مغادرتي للمنزل، ذهبت إلى (مدينة) آخن (ألمانيا) للدراسة. وهناك قابلت زوجتي المسلمة عبر صديق مشترك يعيش في أمستردام، وأصبحنا معا أكثر ارتباطا بالإسلام.

وكشف عن أن أفراد عائلته لم يتحدثوا معه منذ 30 عاما، ولا يريدون الاعتراف باعتناقه الإسلام، وقد تأثر والديه بالدعاية السلبية عن الأتراك والمسلمين في البلاد.

جمال الإسلام

لافتا إلى بعض التغير في النظرة إلى الإسلام في اليونان، قال كيفكيريس إن الشباب لم يعودوا معاديين بشدة للمسلمين مثل الجيل السابق، وخلال زياراته الأخيرة لليونان، لاحظ زيادة في عدد اليونانيين الذين اعتنقوا الإسلام.

وذكّر بأن اليونان تحاول منع انتشار الإسلام من خلال إغلاق العديد من المساجد، مضيفا: حاليًا، تتم قراءة خطب صلاة الجمعة باليونانية في بعض المساجد.

ومضى قائلا: اليونانيون الذين يكتشفون جمال الإسلام يسارعون إلى اعتناق الدين الحنيف. لم أعد أتلقى ردود أفعال سلبية كما كان في السابق. بات من الطبيعي أن أقول “أنا مسلم”، لأن الشباب باتوا أكثر تسامحا.

ولفت كيفكيريس إلى أن الجماعات اليمينية المتطرفة والعنصرية في اليونان ليست فقط ضد المسلمين، بل ضد كل مَن ليس منهم.

وأردف: اليونانيون يساوون بين الإسلام والقومية التركية. يعرّف الجيل الأوسط والجماعات الفاشية اليونان على أنها دولة هيلينية أرثوذكسية.

و”هذه الجماعات لديها أيضا مشاكل مع اليونانيين الكاثوليك أو البروتستانت. بالنسبة لهم، فإن فكرة الأمة اليونانية تتمحور حول الأرثوذكسية اليونانية. هذه قضية عقلية يجب أن نواجهها. أحاول أن أشرح للناس في بلدي أن الإسلام لا علاقة له بالعرق ولون البشرة والجنسية”، كما أضاف كيفكيريس.

وزاد بأن فتوحات الدولة العثمانية في اليونان توصف على أنها احتلال، وأجواء العداء التي سادت في الماضي تؤثر على اليوم.

وختم كيفكيريس بالتشديد على أن الدول والشعوب الأخرى لا تنظر إلى الإسلام نظرة سياسية كما هو الحال في اليونان.

 

صفحتنا على فيس بوك

لمتابعة صفحتنا على تويتر

لمتابعة قناتنا والاشتراك بها على يوتيوب

لمتابعة قناتنا على تلغرام و الاشتراك بها

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


زر الذهاب إلى الأعلى