أردوغان: لا حرية في حرق القرآن ومقدسات الآخرين
شبكة أخبار تركيا للناطقين باللغة العربية :
أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أنه لا حرية في حرق القرآن الكريم ومقدسات الآخرين.
جاء ذلك في كلمة، الإثنين، عقب اجتماع الحكومة في العاصمة أنقرة، تعليقًا على تمزيق مواطن عراقي المقيم في السويد نسخة من المصحف وأضرم النار فيها بعد أن منحته الشرطة تصريحا بذلك بموجب قرار قضائي.
وقال أردوغان: “لا حرية في حرق القرآن الكريم تماما مثلما أن إحراق كنيسة أو كنيس أو معبد دين آخر ليس حرية”.
وأضاف: “عندما يتعلق الأمر بأمنهم لا يعترفون بالقانون، لكن عندما يتعلق الأمر بمقدسات المسلمين فإنهم يتذكرون فجأة حرية الفكر”.
وشدد أن “الاعتداء الدنيء الذي استهدف القرآن الكريم في العاصمة السويدية ستوكهولم في وقت يعيش فيه العالم الإسلامي فرحة عيد الأضحى تسبب في غضب الجميع”.
وقال: “من غير الممكن أن يتوافق هذا الانحراف الذي يتجاهل مشاعر ملياري مسلم، مع أبسط القيم الإنسانية، ناهيك عن حرية الفكر، والأخطر هو تنفيذ جريمة الكراهية هذه تحت حماية الشرطة”.
واستطرد قائلًا: “لا يمكن في أي بلد متحضر في العالم وصف الاعتداءات على مقدسات الناس بأنها حرية فكر، وبالنسبة لنا لا فرق بين الأعمال التي تستهدف مساجدنا والاعتداءات الشائنة على كتابنا المقدس، وفي الواقع هذه الحقيقة يعرفها من يسمحون بجرائم الكراهية ويتغاضون عنها بقدر مرتكبيها”.
وبيّن أن “حرية الفكر تعتبر أداة تضفي الشرعية على جميع أشكال معاداة الإسلام وكراهية الأجانب لدى أولئك الذين عندما يتعلق الأمر بأمنهم لا يعترفون بالقانون، لكن عندما يتعلق الأمر بمقدسات المسلمين فإنهم يتذكرون فجأة حرية الفكر”.
وأضاف: “نرى في هذه الاعتداءات مظاهر جديدة لمرض العداء للإسلام والمسلمين الذي ينتشر بسرعة في الغرب مثل ورم خبيث، والعالم الغربي لا يتخذ أية خطوات وخاصة في مكافحة هذا المرض”.
ولفت أردوغان أنه لم يتم حتى اليوم أخذ الدروس من العمل الإرهابي الذي استشهد فيه 51 مسلمًا أثناء أدائهم الصلاة في مسجد في منطقة كريستشيرش بنيوزيلندا قبل أربع سنوات.
وأشار أن “تنظيمات النازية الجديدة تستمر في الازدهار بدعم غالبًا من امتداداتها داخل الدولة”، مؤكدًا أنه لا يتم غالبًا تسجيل جرائم الكراهية التي يرتكبها المتطرفون اليمينيون، ومرتكبوها إما لا يتم القبض عليهم أو يفلتون من العقاب.
وأوضح أن الهجمات الإرهابية العنصرية لا تستهدف المسلمين فحسب، بل اليهود والأفارقة والآسيويين والغجر والمهاجرين أيضًا.
وقال: “لقد شهدنا هذا مرة أخرى في كارثة السفينة التي غرقت قبالة شبه جزيرة مورا الأسبوع الماضي، وأدت لوفاة مئات اللاجئين في الأسبوع قبل الماضي”.
وأردف: “مثلما لم يتم بذل أي جهد جاد لإنقاذهم، فإن موت المئات من الأشخاص لم يشغل الأجندة كما حظي بذلك الأثرياء الخمسة الذين ذهبوا لرؤية سفينة تيتانك (لقوا حتفهم في الغواصة “تيتان” التي غرقت بالمحيط الأطلسي)”.
وذكر أردوغان أن التمييز في العديد من البلدان الغربية أصبح “قاعدة اجتماعية، وتحولت العنصرية الثقافية إلى عنصرية مؤسسية خاصة في البلدان المعروفة بماضيها الاستعماري”.
وأوضح أن منظمة التعاون الإسلامي تحركت فورًا، مضيفًا: “أوضحنا أن المكافحة الحازمة للتنظيمات الإرهابية ومعاداة الإسلام هو خطنا الأحمر”.
وأضاف: “يجب على الجميع قبول أن صداقة تركيا لا يمكن كسبها من خلال دعم الإرهاب وإتاحة المجال للإرهابيين وتخصيص الشوارع والطرق والساحات المركزية في المدن لهم”.
وتابع: “موقف بلدنا والتعهدات المقدمة لنا واضحة. وندافع اليوم عن نفس المبادئ التي دافعنا عنها العام الماضي، ونعتقد أن الوفاء بالوعود بدلاً من إضاعة الوقت بتكتيكات المماطلة سيكون أسلوبا أكثر عقلانية وفائدة، ويناسب هيبة الدولة”.
وفي شأن أخر، أوضح أردوغان أنه تلقى هاتفيًا تهاني عيد الأضحى من 21 رئيس دولة وحكومة، وبحث معهم قضايا ثنائية.
وبين أن هذه الاتصالات الهاتفية “تظهر أن مساهمة تركيا مطلوبة أكثر في كل قضية تتعلق بالأمن العالمي من الحرب الروسية – الأوكرانية إلى إنهاء صراع الأشقاء في السودان”.
وأردف: “بلدنا يلعب دورًا حاسمًا بموقفه العادل والمتزن والذي يبعث على الثقة في حل الأزمات”.
وأكد أن تركيا هي البلد الوحيد الذي يتباحث مع الجانبين الروسي والأوكراني ويفعل قنوات الحوار ويقدم مقترحات حل للمشاكل العاجلة، مشددًا أن تركيا ستواصل جهودها الدبلوماسية حتى تأسيس الاستقرار في محيطها.
والأربعاء، مزق المواطن العراقي المقيم في السويد سلوان موميكا (37 عاما)، نسخة من المصحف وأضرم النار فيها عند مسجد ستوكهولم المركزي، بعد أن منحته الشرطة تصريحا بذلك بموجب قرار قضائي، الأمر الذي قوبل بموجة استنكار وتنديد واسعة في العالمين العربي والإسلامي.