حافلات تنشر العلم والبسمة بين متضرري الزلزال شمال سوريا
شبكة أخبار تركيا للناطقين باللغة العربية :
في بلدة جنديرس شمال سوريا تتجول حافلات دراسية ملونة ومكيفة لتمنح الطلاب فرصة للتعلم من جديد وبسمة على وجوههم، بعد أن دمر الزلزال مدارسهم.وفي 6 فبراير/ شباط الماضي ضرب زلزال مدمر جنوب تركيا وشمال سوريا، وأودى بحياة عشرات آلاف الأشخاص في البلدين، بالإضافة إلى دمار مادي ضخم.وتتصدر جنديرس المناطق المتضررة في سوريا، إذ أودى الزلزال بحياة مئات الأشخاص ودمر معظم بيوت البلدة.وفيما تحولت المدارس التي نجت من الزلزال إلى مأوى للمتضررين منه، بات الطلاب بدون مدارس، فجاء الحل على شكل حافلات مدرسية.
تلك الفكرة تنفذها مديرية التربية والتعليم في مدينة عفرين بالتعاون مع “مشروع أورانج” التعليمي، ما أعاد الطلاب إلى كراساتهم والبسمة إلى وجوههم بعد أن ظنوا أنهم لن يعودوا إلى الدراسة.
وبدلا من المقاعد العادية، توجد في الحافلات مقاعد دراسية مزينة بألوان عديدة ومزودة بمواد وصور تعليمية.
وتتجول الحافلات في البلدة وبين الخيام المحيطة بها، ويحضر فيها نحو 3 آلاف طالب يتلقون الدروس لمدة 6 ساعات يوميا.
الطالبة مايا خالد، وهي في الأساس نازحة من ريف حماه (وسط)، فقالت إنها فقدت 3 من زملائها في الدراسة جراء الزلزال.
وأوضحت أنهم سكنوا في مخيم بعد الزلزال، وبدؤوا بتلقي الدروس في الحافلات، مشيرة إلى أن المعلمين الذين يأتون مع الحافلات يعاملونهم بشكل جيد جدا، وأنهم لا يشعرون بالبرد ولا بالحر في تلك الحافلات.
كما قالت قمر محمد، وهي طالبة في الصف الثالث الابتدائي، إنها تداوم على الدراسة في الحافلات منذ انتقالها إلى المخيم بعد الزلزال.
منسق التعليم في مشروع “أورانج” محمد شهاب، قال للأناضول إنهم بدؤوا بمشروع المدارس المتنقلة قبل 3 أشهر، بالتعاون مع مديرية التعليم في عفرين.
وأضاف أنه إلى جانب الأجواء الملائمة للتعلم في الحافلات، فإنهم يقدمون دعما نفسيا للطلاب، لافتا إلى أن 27 حافلة تقوم بتلك المهمة.
فيما أوضح مصعب العمر، وهو معلم في المدراس المتنقلة، أن بعض الطلاب في المدارس التي دمرها الزلزال دخلوا في حالة اكتئاب.
وتابع أنه بالإضافة إلى دروس اللغة العربية والرياضيات، فإن المدارس المتنقلة تنفذ فعاليات وأنشطة متنوعة، ويولي الأهالي أهمية كبيرة لاستمرار أبنائهم في الدراسة عبر تلك الحافلات.