أضاحي العيد بتركيا.. طقوس فرحة وتكافل منذ قرون
شبكة أخبار تركيا للناطقين باللغة العربية :
بداية من تجهيز الماشية مرورا بالتفاوض على أسعارها ووصولا إلى ذبحها وتوزيع لحومها في أول أيام العيد الذي يحل الأربعاء..
تكتسب الأضاحي في تركيا أهمية كبيرة لدى عامة الناس، إذ يسعى المواطنون إلى ألا يفوتوا العيد دون تقديم تلك القرابين طلبا لمرضاة الله وسعيا لإسعاد المحتاجين ونيل الثواب بهذه المناسبة السعيدة.
وإلى جانب كونها سنة مؤكدة عند المسلمين في عيد الأضحى الذي يبدأ هذا العام بعد غد الأربعاء، فإن للأضاحي في تركيا طقوسا استقرت في التراث على مدار مئات السنوات.
ففي الأسبوعين السابقين للعيد يبدأ أصحاب الماشية بإخراجها للبيع وتنقسم مراكز بيعها إلى قسمين: الأولى ثابتة تبيع الماشية على مدار العام وتزيد قبل العيد من المعروض بشكل كبير وتملأ حظائرها استعدادا لزيادة الطلب.
أما القسم الثاني فهي مراكز مؤقتة يتم إنشاؤها قبل العيد في مساحات مفتوحة بالأحياء تحت إشراف البلديات، ويأتي إليها مربو الماشية من البلدات والقرى، بعد قضاء عام من تغذيتها وتسمينها استعدادا لهذه المناسبة.
ومن أكثر ما يميز طقوس الأضاحي في تركيا المساومة على أسعارها، حيث يتفاوض البائع والمشتري على السعر، وعندما يشعران أنهما اقتربا من السعر العادل يبدآن بالتصافح وهز الأيدي، وغالبا ما ينتهي الأمر حينها بإتمام عملية البيع.
يميل الأتراك لشراء الرؤوس الكبيرة مثل البقر والعجول ما استطاعوا إليه سبيلا، تقديرا منهم لهذا السنة ورغبة بتنفيذها بالشكل الأفضل وتوزيع أكبر كمية ممكنة من اللحوم لنيل أكبر قدر من الثواب.
وبحسب اتحاد الجزارين الأتراك، تم خلال العام الماضي (2022) بيع نحو مليون رأس كبير وحوالي 22 مليون رأس صغير من الأضاحي.
ولا يغفل المواطن التركي أثناء شراء الأضحية عن اصطحاب صديق أو أكثر لديهم خبرة في الأضاحي ليساعدوه على اختيار رأس الماشية الأنسب.
اعتاد المواطنون على نحر الأضاحي في أول أيام العيد وتوزيع لحومها على المحتاجين والأقارب، فيما تؤجل زيارات المعايدة وصلة الأرحام إلى الأيام الثلاث المتبقية.
يوما الذروة
يلماز آيدن، أحد باعة الأضاحي في حي أسنيورت بمدينة إسطنبول، يقول لمراسل الأناضول إن عائلته تعمل في بيع الماشية منذ أكثر من 100 عام، وإنه ورث هذه المهنة عن أجداده.
ويوضح آيدن أن الطلب على الأضاحي يبلغ ذروته في اليومين السابقين لعيد الأضحى، معربا عن أمله بأن يكون الطلب كبيرا وأن يحقق مبيعات جيدة.
ويشير الرجل إلى أنهم في بقية الأوقات من العام يلبون طلبات الزبائن من أجل الوفاء بالنذور.
وفي السنوات الأخيرة، راج في تركيا قيام جمعيات خيرية بقبض ثمن الأضحية مِمَّن يرغب بإحياء هذه السنة ثم ذبحها وتوزيعها على المحتاجين داخل وخارج البلاد نيابةً عنه.
وتشتري تلك الجمعيات الأضاحي بأعداد كبيرة للحصول على سعر أفضل وتوثق بالصور والمقاطع المصورة عملية الذبح وتوزيع اللحوم على المحتاجين.