الصليب الأحمر: تدهور الاحتياجات الإنسانية بسوريا جراء ضعف التمويل
الصليب الأحمر: تدهور الاحتياجات الإنسانية بسوريا جراء ضعف التمويل
شبكة أخبار تركيا للناطقين باللغة العربية :
قالت المتحدثة الإقليمية باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر، إيمان الطرابلسي، إن مؤتمر بروكسل لدعم سوريا ينعقد في “جو خطير جدا” على مستوى تدهور الاحتياجات الإنسانية الأساسية وضعف التمويل لعمليات الإغاثة.
والأربعاء، انطلق في العاصمة البلجيكية مؤتمر بروكسل السابع بشأن “دعم مستقبل سوريا والمنطقة”، والذي ينتهي اليوم الخميس.
ولفتت الطرابلسي في مقابلة خاصة مع الأناضول، إلى أن “أكثر من 15 مليون شخص في سوريا من أصل 22، بحاجة إلى نوع من أنواع المساعدة الإنسانية”.
وشددت على أن “الاحتياجات عميقة جدا، إذ أن أغلب السكان غير قادرين على تأمين أبسط الاحتياجات الأساسية مثل الصحة أو الحصول على المياه”.
ومشيرة إلى أن “التدهور في الأوضاع الإنسانية يتزامن مع تدهور مستوى تمويل عمليات الإغاثة”، أضافت الطرابلسي: “هذا لا ينطبق على اللجنة الدولية للصليب الأحمر فحسب، وإنما على مجمل الفاعلين الإنسانيين الأساسيين داخل سوريا”.
وقالت إن “اللجنة لاحظت تدهورا على مستوى حصول السكان على الغذاء والمياه الآمنة، خاصة وأن أكثر من 12 مليون شخص داخل سوريا يعانون من عجز غذائي”.
وحثت المسؤولة في الصليب الأحمر “المجتمع الدولي على دعم الحلول المستدامة للحيلولة دون الانهيار الكلي للبنية التحتية الأساسية، وخاصة المياه، لأن ذلك يشكل خطرا كارثيا على مستوى الصحة العامة، وهو ما لا يمكن أن يتحمله القطاع الصحي في سوريا”.
وأشارت الطرابلسي إلى أن عمليات الصليب الأحمر في سوريا خلال العام الجاري كانت “الأقل تمويلا على المستوى العالمي، وخاصة بعد الزلزال الذي ضرب تركيا وسوريا” في فبراير/ شباط الماضي.
وأوضحت أن “اللجنة الدولية للصليب الأحمر تشهد أزمة تمويل عامة لأول مرة في تاريخها”.
ولفتت إلى أن “اللجنة تعاني من أزمة تمويل كبرى لأسباب مختلفة، من بينها وعود التمويل من أبرز الدول المانحة والتي لم ترق إلى مستوى التوقعات”.
وأردفت أن “العالم يشهد أزمات إنسانية جديدة أدت إلى تدهور الوضع في الأزمات القائمة بالفعل، ومن بينها الأزمة السورية، إضافة إلى الوضع الاقتصادي العالمي”.
وتابعت: “التضخم الذي أصاب معظم البلدان جعلنا نتكبد مصاريف إضافية”.
وشددت على أن “أزمة التمويل لا تعود بشكل أساسي إلى ضعف أو تقاعس من الممولين الأساسيين، ولكنها تعود إلى الإطار الاقتصادي العالمي الذي نعيشه”.
ورأت الطرابلسي أنه “من الضروري أن يواصل الداعمون الأساسيون دعمهم لجهود اللجنة الدولية للصليب الأحمر في العمليات الإغاثية والإنسانية حول العالم، وخاصة في المنطقة العربية”.
ولفتت المسؤولة في الصليب الأحمر إلى أن “الحل في سوريا يجب أن يكون سياسيا”، مشددة على أن “ما يقدمه الفاعلون الإنسانيون هو فقط إغاثة، وليس حلا للأزمة”.
ووصفت الطرابلسي الأزمة السورية بأنها “عميقة”، مشيرة أنه “حتى لو انتهى النزاع في سوريا، فلا بد من الرجوع إلى الحل السياسي الذي هو الأساس”.
وكشفت الطرابلسي أن اللجنة الدولية للصليب الأحمر قامت بـ”مراجعة ميزانيتها حول العالم لتخفيف المصاريف، وقررت إغلاق الكثير من مكاتبها حول العالم التي لا تنفذ عمليات مباشرة ميدانيا”.
وأوضحت أنه “سيتم الاستغناء عن المئات من موظفي اللجنة حول العالم في الفترة المقبلة”.
وأضافت: “رغم ذلك كله، مازلنا نعاني من عجز في معظم العمليات الإغاثية حول العالم، لا سيما العلميات الكبرى داخل المنطقة العربية، ومن بينها سوريا واليمن”.