هل وافق رجل الاقتصاد البارز محمد شيمشك تكليفه بمهام وزارة المالية؟
شبكة أخبار تركيا للناطقين باللغة العربية :
انتهت الجولة الثانية والأخيرة من انتخابات الرئاسة التركية بفوز الرئيس رجب طيب أردوغان بفترة رئاسية جديدة.
ووجه الرئيس أردوغان رسائل هامة وبارزة على المستوى الاقتصادي، حيث أكد على المسار الاستقلالي في الاقتصاد عن صندوق النقد الدولي وديونه، الذي أتمه في 2013، والذي بدأه بخطوات تواجه التضخم عبر تخفيض سعر الفائدة منذ عدة أشهر. وأوضح أردوغان في خطاب النصر أن الملف الاقتصادي سيكون الأكثر أولوية على طاولة الرئاسة التركية للبدء في حل المشكلات الناجمة عن ارتفاع الأسعار بسبب التضخم.
وقد قال أردوغان في خطابه : “سنواصل سياسة الاستقرار، والتخطيط لبناء اقتصاد إنتاجيّ يقوم على أساس الاستثمار وخلق فرص العمل. وسنصمم إدارة مالية تتمتع بسمعة دولية واقتصاد إنتاج موجّه نحو الاستثمار والعمالة”.
وبشّر أردوغان في خطابه بأن تركيا ستتمتع بقوة كبيرة جداً في المشهد الاقتصادي، وستتبوأ مكانتها الصحيحة مع العمل على توفير الإمكانات الإنتاجية المتزايدة في كل مجال، بدءاً من الصناعة ووصولاً إلى الطاقة، بغية تحقيق طفرة اقتصادية جديدة، مشيراً إلى أنه يجري إعادة بناء التوازنات التي اهتزت بفعل التطورات العالمية.
وفي هذا الصدد، كشفت مصادر إعلامية محلية وعالمية، أن الرئيس رجب طيب أردوغان التقى مع قيصر الاقتصاد السابق محمد شيمشك يوم الاثنين الفائت.
وكانت بعض التقارير أشارت قبل انتخابات 14 مايو/أيار، إلى احتمال ضم شيمشك إلى الحكومة الجديدة بعد حسم الانتخابات.
وتحدث إبراهيم قالن الناطق باسم الرئاسة مؤخراً عن الشائعات المتعلقة بتعيين الوزير السابق شيمشك في الحكومة الجديدة، قائلاً إن شيمشك “أعرب عن دعمه غير المباشر لهذه العملية وسيواصل المضي قدماً”.
وبعد فوز أردوغان التاريخي في جولة الإعادة الرئاسية يوم الأحد، هنأه شيمشك على حسابه على وسائل التواصل الاجتماعي قائلاً: “أهنئ رئيسنا رجب طيب أردوغان، الذي أعيد انتخابه بدعم قوي من شعبنا في مسيرته السياسية التي استمرت ربع قرن. وأتمنى التوفيق لرئيسنا في خدمته لأمتنا. وأتمنى أن يحمل العصر الجديد كل التفاؤل لبلدنا والعالم”.
وكان شيمشك قد صرح في مارس/آذار بأنه غير مهتم بالعمل السياسي.
لكنه قال بعد لقائه الأخير مع أردوغان إنه مستعد لتقديم الدعم اللازم. وكتب على تويتر “لكن بسبب عملي في المؤسسات المالية الأجنبية، لا أفكر في الانخراط في السياسة النشطة”.
من جهة أخرى، أكد الصحفي التركي عبد القادر سلفي أن أردوغان اجتمع بشيمشك، لمناقشة إمكانية إدارته الملف الاقتصادي في الفترة المقبلة، مشيرا إلى أن الأخير شدد على أهمية منحه صلاحيات واسعة في اختيار فريقه والقرارات التي سيتخذها خلال عامين حتى يتمكن من ضمان إيصال الاقتصاد إلى “بر الأمان”.
وأردف سيلفي: “يمكننا القول أن محمد شيمشك سيدير الاقتصاد. وقد اتخذ الرئيس أردوغان خطوة مهمة بوضع محمد شيمشك على رأس الاقتصاد. فقد أعطى اسمه روحا معنوية للأسواق.
من جانبها، نقلت وكالة رويترز عن مصادر تركية مطلعة أن الرئيس التركي التقى وزير المالية الأسبق محمد شيمشك الذي ظهر في أحد التجمعات الانتخابية بجانبه.
وأكدت الوكالة، نقلاً عن أربعة مسؤولين كبار، أن شيمشك سيكون ضمن تشكيل الوزارة الجديدة كوزير للمالية أو سيتم منحه منصب مستشار الرئيس الاقتصادي.
وأفادت وكالة رويترز، عن نفس المصدر، أن رئيس الاستخبارات التركية هاكان فيدان و المتحدث باسم الرئيس ابراهيم قالن سيكونا ضمن التشكيلة الوزارية الجديدة. لكن أكد المصدر ذاته أن أردوغان سيتخذ القرار النهائي وأن رأيه قد يتغير.
من ناحيتها، اعتبرت وكالة بلومبيرغ أن عودة شيمشك المحتملة، بالإضافة إلى تشكيل فريق يحظى بمصداقية دولية، ستكون “خطوة مشجعة للاستثمار الأجنبي قد تلقى صدى إيجابيا واسعا”.
وسبق لشيمشك أن شغل منصب وزير المالية بين عامي 2009 و2015، فحقق نجاحات دفعت مجلة “فورين بوليسي” (Foreign Policy) الأميركية لاختياره ضمن أقوى 500 شخصية في العالم سنة 2013، في حين اعتبرته مجلة “إيميرجينغ ماركتس” (Emerging Markets) أفضل وزير مالية للاقتصادات الأوروبية الناشئة في السنة ذاتها.