المجر: اتفاقية الحبوب “النجاح الوحيد” في الأزمة الأوكرانية

وصف وزير الخارجية المجري بيتر سيارتو، اتفاقية نقل الحبوب عبر البحر الأسود التي وُقعت بمساع تركية، بالمبادرة الوحيدة الناجحة في الحرب الروسية الأوكرانية.

وعلى هامش زيارة للوزير المجري إلى تركيا للمشاركة في افتتاح مشروع استثماري، تحدث سيارتو عن الحظر الذي تفرضه المجر على واردات الحبوب من بولندا وأوكرانيا ورد الفعل الذي تلقته من الاتحاد الأوروبي.

واعتبر سيارتو اتفاقية الحبوب التي وُقعت في إسطنبول بين تركيا وروسيا وأوكرانيا والأمم المتحدة، المبادرة الناجحة الوحيدة في الحرب الروسية الأوكرانية.

وأضاف الوزير المجري أن أنقرة يجب أن تلعب دورًا رئيسيًا في الفترة المقبلة عندما تكون الأجواء مهيأة لمحادثات السلام.

وفي هذا الخصوص أردف: “كان الهدف الأساسي من اتفاقية الحبوب هو المساعدة في تصدير الحبوب الأوكرانية والمنتجات الغذائية الصناعية إلى البلدان التي تعتبر فيها الحبوب ضرورية لتأمين انتاج المواد الغذائية فيها”.

واستدرك “لم تشمل هذه الاتفاقية تصدير كميات كبيرة من الحبوب الأوكرانية إلى أسواق أوروبا الوسطى، لذلك كانت هذه الصادرات مخالفة للاتفاق”.

مهمة ومسؤولية تصحيح مثل هذا الوضع تقع على عاتق المفوضية الأوروبية، لكن هذا لم يحدث، لذلك بدلاً من انتظار قيام الاتحاد الأوروبي بعمل شيء ما، كان علينا أن نتخذ خطواتنا الخاصة لحماية مزارعينا وسوقنا، وفق سيارتو.

ومنتصف إبريل/ نيسان الماضي، أعلنت بولندا والمجر فرض “حظر مؤقت” على واردات الحبوب وبعض المنتجات الزراعية من أوكرانيا، انتقدته المفوضية الأوروبية ووصفت القرار بأنه “غير مقبول”.

وزاد، إذا اتخذ الاتحاد الأوروبي خطوة لتصحيح الوضع القائم، فإن المجر ستستأنف التعاون مجددا، وإلا فستواصل اتخاذ خطوات فردية.

وأشاد الوزير المجري بالوساطة التي تقوم بها تركيا بقيادة الرئيس رجب طيب أردوغان بين روسيا وأوكرانيا.

وأعرب عن أمله في وقف إطلاق النار وبدء محادثات السلام في المستقبل القريب، قائلا: “لهذا السبب، نأمل أن تتمكن الحكومة التركية من مواصلة عملها بعد الانتخابات المقبلة”.

وفي 22 يوليو/ تموز 2022، تم توقيع اتفاقية ممر حبوب البحر الأسود لمدة 120 يوما، جرى تمديدها 120 يوما أخرى اعتبارا من 19 نوفمبر/ تشرين الثاني من العام نفسه، وفي 19 مارس/ آذار 2023، تم الإعلان عن تمديد جديد، لكن دون إعلان مشترك موحد عن مدته.

وقال مسؤولون أوكرانيون إن الاتفاقية مُددت لمدة 120 يوما، في حين قال مسؤولون روس إنها مُددت 60 يوما فقط، ولم يصدر عن تركيا أو الأمم المتحدة أي بيان بشأن مدة التمديد الأخيرة.

وتضمنت الاتفاقية تأمين صادرات الحبوب العالقة في الموانئ الأوكرانية على البحر الأسود (شرق أوروبا) لمعالجة نقص الغذاء العالمي الذي ينذر بكارثة إنسانية.

وفي 24 فبراير/ شباط 2022، أطلقت روسيا عملية عسكرية في أوكرانيا، تبعتها ردود فعل دولية غاضبة وفرض عقوبات اقتصادية ومالية “مشددة” على موسكو.

وتشترط روسيا لإنهاء العملية تخلي أوكرانيا عن أي خطط للانضمام إلى كيانات عسكرية بينها حلف شمال الأطلسي “ناتو”، والتزام الحياد التام، وهو ما تعتبره كييف “تدخلا في سيادتها”

وفي سياق آخر، تطرق الوزير المجري إلى ملف مصادقة المجر لعضوية السويد في الناتو قائلا: “عملية المصادقة هذه في يد البرلمان، وقد أبلغت الحكومة عن آرائها الإيجابية إلى البرلمان”.

وتابع: “لقد دأبت السلطات السويدية على إذلال المجر والشعب المجري في السنوات الأخيرة، وانتقدت وشككت في ديمقراطية نظامنا السياسي، واتهمتنا السويد بعدم الالتزام بالقيم الأوروبية المشتركة وانتهاك المعايير الديمقراطية والتشكيك في نضج شعبنا لتقرير مستقبله”.

كما تطرق إلى الزلزال المدمر الذي ضرب جنوبي تركيا فجر السادس من فبراير/ شباط الماضي قائلا: “عندما رأينا مشاهد الدمار أصبنا بالدهشة والذعر”.

وأكد أبلاده سارعت إلى مساعدة المنكوبين وقدمت المساعدات اللازمة لتركيا، وذلك بدافع روابط الأخوة بين الشعبين المجري والتركي.

وأشاد سيارتو بالجهود التي بذلها فريق البحث والإنقاذ المجري الذي يتميز بالتنسيق والمنهجية الجيدة في البحث والإنقاذ.

وأوضح أن المجر ستقوم بترميم بعض الآثار التاريخية التي تضررت في الزلزال.

وفي هذا الخصوص قال: “سنبدأ أيضا بترميم مستشفى في المناطق المنكوبة عندما تكون الظروف جاهزة ونحصل على موافقة السلطات التركية، لقد خصصنا التمويل اللازم لهذا الغرض”.

وعن عضوية تركيا في الاتحاد الأوروبي، قال الوزير المجري “حتى تصبح دولة ما عضوًا في الاتحاد الأوروبي، يتطلب إجماع الأعضاء. لا يوجد حاليًا إجماع حول عضوية تركيا في

الاتحاد لأن بعض الدول ليست شجاعة بما يكفي للتحدث عن مواقفها علانية”.

وأكد أن بلاده ستواصل الدعوة إلى توثيق التعاون أكثر بين الاتحاد الأوروبي وتركيا.