إرهاب “بي كي كي” يمنع الإيزيديين من العودة لسنجار
شبكة أخبار تركيا للناطقين باللغة العربية :
قال إيزيديون مقيمون في مخيمات دهوك شمالي العراق، إنهم لم يتمكنوا بعد من العودة إلى منازلهم بسنجار في محافظة نينوى، بسبب سيطرة مسلحي تنظيم “بي كي كي” الإرهابي.
جاء ذلك في مقابلات أجراها مراسل الأناضول مع لاجئين إيزيديين مقيمين في مخيم “شاريا” للاجئين في دهوك، تحدثوا خلالها عن معاناتهم والمشاكل الأمنية التي تسبب بها وجود مسلحي تنظيم “بي كي كي” الإرهابي في سنجار شمالي العراق.
وأعرب المواطن العراقي خالد حدادة، وهو أحد أتباع الديانة الإيزيدية ويقيم في مخيم شاريا، عن الرغبة في العودة إلى سنجار، “لكن الوضع في المنطقة لم يعد إلى طبيعته”.
وأضاف أن مسلحي “بي كي كي” في سنجار هم السبب الرئيسي لعدم الاستقرار بالمنطقة وانعدام الأمن والأمان فيها.
وأردف: “لا يمكن للاجئين الإيزيديين العودة إلى ديارهم بهذه الطريقة. لقد تدمّرت منازلنا ولم يبق لنا شيء. حكومة بغداد ليست على علم بوضع اللاجئين هنا ولا تهتم بمشاكلنا”.
بدوره، ذكر قاسم حلس، القادم من ناحية “سنوني” في قضاء سنجار، أن “الإيزيديين يعانون من ظروف صعبة في مخيم استقبال اللاجئين في دهوك”.
وتابع: “إذا عاد الوضع إلى طبيعته في سنجار وسيطرت البيشمركة (قوات إقليم كردستان شمالي العراق) على مناطقنا سنعود إلى قرانا وبلداتنا بالطبع”.
واستطرد: “نحن منهكين للغاية من حياة المخيمات. الصيف الحار قادم على الأبواب وليس لدينا مكيفات هواء فضلًا عن أننا مضطرون لشراء الماء”.
** قتل الأطفال
هاني ميشكو، أحد سكان مخيم شاريا، ذكر أنه فقد ابنه العام الماضي بسبب الظروف الصعبة في المخيم، وأن “مسلحي بي كي كي في سنجار يتعمدون قتل الأطفال لترويع الأهالي والسيطرة عليهم”.
واستدرك: “لا يمكننا العودة إلى سنجار خوفا من مسلحي بي كي كي. بإمكان الحكومة العراقية طرد مسلحي بي كي كي من سنجار إذا ما أرادت ذلك”.
وزاد: “مسلحي هذه المنظمة يتعمدون قتل الأطفال الإيزيديين للسيطرة على الأهالي وضمان رضوخهم. قاموا بقتل طفل أمام منزله في سنجار”.
وأفاد قائلا: “لقد احتل مسلحو بي كي كي أراضينا وحقولنا في ظل قلة حيلتنا وضعفنا على مواجهتهم”.
** سنجار
بدأ مسلحو تنظيم “بي كي كي” الإرهابي، الانتشار في المناطق ذات الغالبية الإيزيدية في ريف الموصل (مركز محافظة نينوى)، متذرعين بمحاربة تنظيم “داعش” الإرهابي.
وقام مسلحو التنظيم بإنشاء معسكرات في العديد من المناطق، خاصة جبل سنجار، حيث استقدموا إليه مجموعات من الإرهابيين الذين جرى جلبهم من سوريا وجبال قنديل اعتبارا من عام 2014.
وبعد انسحاب قوات البشمركة، التي استعادت مركز قضاء سنجار ومحيطها من “داعش” 2015، وانتشار قوات الحكومة المركزية العراقية في سنجار اعتبارا من أكتوبر/ تشرين الأول 2017، زاد نشاط مسلحي “بي كي كي” في المنطقة.
وفي 9 أكتوبر 2020، وقعت حكومتا بغداد وأربيل اتفاقا يتضمن إخراج مسلحي تنظيم “بي كي كي” من سنجار، ومع ذلك لم يتم تنفيذ الاتفاق.