رئيس البرلمان التركي: لا ننظر إلى إفريقيا كما يفعل الغرب

قال رئيس البرلمان التركي مصطفى شنطوب، إن بلاده لا تنظر إلى القارة الإفريقية كما ينظر الغرب إليها.

جاء ذلك في تصريح للأناضول عقب مشاركته في المؤتمر الـ 17 لاتحاد برلمانات الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي الذي اختتم فعالياته أمس في الجزائر العاصمة.

وذكر شنطوب أن نهج تركيا تجاه القارة الإفريقية يختلف عن منظور الدول الغربية، مبينا أن سياسات أنقرة تجاه القارة مبنية على أساس إعلاء شأن الإنسان وفي إطار مبدأ الوحدة.

وتابع قائلا: “لا ننظر إلى الدول الإفريقية كما تفعل الدول الغربية. لدينا روابط تاريخية وثقافية مع جزء كبير من الناس الذين يعيشون في البلدان الإفريقية. لدينا روابط دينية مع شمال إفريقيا، ولدينا روابط ثقافية مع الدول الإفريقية الأخرى”.

وأكد أن تركيا تتبنى دائماً سياسة خارجية قائمة على أساس إعلاء شأن الإنسان، وأن هذه السياسة تنطبق على علاقات أنقرة مع كافة الدول بما في ذلك الدول الأوروبية وأمريكا وإفريقيا.

وشدد على أن تركيا ترغب في الحوار وإقامة علاقات مع الدول بناء على مبدأ الربح المتبادل، مبينا أن تركيا تحقق فوائد لدول القارة من خلال توفير فرص عمل محلية في إفريقيا.

وأردف: “رجال الأعمال الأتراك لا يتبعون نهج استغلال الموارد البشرية والموارد الجوفية الموجودة في إفريقيا ونقلها إلى بلادهم كما يفعل الغربيون، ولا يمكن لتركيا قبول مثل هذه السياسة”.

وأضاف أن الشبكة الدبلوماسية التركية في إفريقيا قد توسعت بشكل كبير، وأن أنقرة تحاول باستمرار تطوير علاقاتها مع القارة في المجالين السياسي والتجاري.

وأوضح شنطوب أن هناك أشياء يمكن أن تفعلها تركيا في القارة السمراء مع الجزائر التي تعد واحدة من الدول المؤثرة والقوية والاستراتيجية في إفريقيا.

وأشار إلى أن العلاقات التركية الجزائرية كانت وما زالت في مستوى جيد منذ حصول الجزائر على استقلالها.

وتابع: “”لدينا أسباب تاريخية وثقافية ودينية لتعزيز هذه العلاقات الجيدة. الجزائر بلد استثنائي بالنسبة لنا”.

ولفت إلى أهمية الجزائر بسبب موقعها في جغرافيا البحر الأبيض المتوسط ولكونها واحدة من أكثر الدول الاستراتيجية نفوذاً وقوةً في إفريقيا.

وأوضح أن العلاقات الجزائرية التركية يمكن أن تخلق تآزرًا كبيرًا في إفريقيا ومنطقة البحر الأبيض المتوسط والعالم الإسلامي برمته.

واستطرد: “تم توقيع العديد من الاتفاقيات خلال زيارة الرئيس الجزائري إلى تركيا في مايو/ أيار الماضي، وخلال الآونة الأخيرة بدأت العلاقات الثنائية بين البلدين تتطور بسرعة في المجالات السياسية والاقتصادية والصناعات الدفاعية والطاقة”.

وأكد أن حجم التبادل التجاري بين تركيا والجزائر ارتفع 28 بالمئة في عام واحد إلى 5.3 مليارات دولار، وأن الجانبين يبذلان جهودًا مضاعفة لدفعه إلى الأمام.

– الاعتداء على القرآن الكريم

وتطرق شنطوب خلال تصريحاته إلى الاعتداءات المتكررة على القرآن الكريم في عدد من الدول الأوروبية قائلا: “أوروبا لديها مقاربة ذات وجهين وازدواجية معايير في موقفها تجاه المسلمين، وهذا النهج المعادي للإسلام والمسلمين لم يتغير، وعقلية الحروب الصليبية التي استمرت لقرون، ما زالت على حالها”.

وقال إن السويد وهولندا والدنمارك شركاء في الاعتداءات التي طالت القرآن الكريم مؤخرا.

وأردف: “مفهوم القانون وحقوق الإنسان في الدول الأوروبية سارية فقط من أجل المسيحيين البيض الأوروبيين”.

ولفت إلى أن الدول المعنية (السويد، هولندا، الدنمارك) حاولت تبرير هذه الاعتداءات بحرية التعبير وحقوق الإنسان، وأن هذه الدول غيّرت موقفها عند محاولة حرق التوراة.

وأكد رئيس البرلمان التركي أن المسلمين يؤمنون أيضًا بالتوراة ولا يقبلون الاعتداء على هذا الكتاب.

ودعا شنطوب العالم الإسلامي إلى إبداء موقف أكثر حزما تجاه الاعتداءات التي تطول القرآن الكريم.