اعتراف تركيا باستقلال أوكرانيا.. 31 عاما من العلاقات المميزة
اعتراف تركيا باستقلال أوكرانيا.. 31 عاما من العلاقات المميزة
شبكة أخبار تركيا للناطقين باللغة العربية :
يصادف اليوم الجمعة الذكرى الـ31 لاعتراف تركيا باستقلال أوكرانيا عن الاتحاد السوفيتي، في 16 ديسمبر/ كانون الأول 1991.
وتعتبر تركيا من أوائل الدول التي اعترفت بدولة أوكرانيا، لكن العلاقات الدبلوماسية أقيمت لأول مرة بين البلدين في 3 فبراير/ شباط 1992.
قد تبدو العلاقات الدبلوماسية بين أنقرة وكييف حديثة، لكن العلاقات بين الشعبين تعود إلى ما قبل ذلك بكثير.
أول اتفاقية بين الجانبين تم توقيعها عام 1649، وذلك بين الإمبراطورية العثمانية والقوزاق في أوكرانيا، كما كانت الدولة العثمانية من أوائل الدول التي اعترفت بجمهورية أوكرانيا الشعبية عام 1918.
وعلى مدار 3 عقود، شهدت العلاقات بين تركيا وأوكرانيا تطورًا كبيرًا لتصل إلى مستوى الشراكة الإستراتيجية، تعززت في ظلّ آلية المجلس الإستراتيجي رفيع المستوى التي تأسست عام 2011.
وعام 2017، أقرّ البلدان رفع تأشيرة الدخول بينهما والسماح بالسفر المتبادل ببطاقات الهوية فقط، مما سمح لمواطني البلدين بحرية السفر.
التجارة الحرة
في 3 فبراير/ شباط الماضي، استضافت العاصمة الأوكرانية كييف، اجتماعًا دوريًا للمجلس الإستراتيجي رفيع المستوى، برئاسة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ونظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، انتهى بتوقيع اتفاقية تجارة حرّة بين البلدين.
السنوات الأخيرة شهدت زيادةً ملحوظة بحجم التبادل التجاري بين البلدين، حيث زاد العام الماضي بنسبة 52.5 في المئة مقارنةً بعام 2020، لتبلغ 7.4 مليارات دولار، وأصبحت تركيا خامس أكبر شريك تجاري لأوكرانيا عام 2021.
أثر الحرب الروسية
عقب إعلان روسيا الحرب على أوكرانيا في 24 فبراير الماضي، تراجع حجم التبادل التجاري بين تركيا وأوكرانيا بسبب الحرب.
ووفقًا لبيانات مصلحة الجمارك الحكومية في أوكرانيا، بلغ حجم التجارة بين البلدين في أول 11 شهرًا من العام الجاري، نحو 5.4 مليارات دولار.
ورغم تراجع التجارة الثنائية بسبب الحرب، إلا أن حصة تركيا من التجارة الخارجية لأوكرانيا ارتفعت 6 في المئة خلال أول 11 شهرًا من العام الجاري، من 5.21 في المئة العام الماضي.
جهود تركيا للتوفيق
منذ إعلان روسيا الحرب على أوكرانيا، تبذل تركيا جهودًا حثيثة لوقف إطلاق النار وإنهاء الحرب التي اتسعت تداعياتها أبعد من البلدين المتحاربين.
ونجحت تركيا في الجمع بين الجانبين الروسي والأوكراني مرتين، الأولى كانت في أنطاليا والثانية في إسطنبول.
فبعد اندلاع الحرب، التقى وزيرا خارجية البلدين لأول مرة بمدينة أنطاليا في 10 مارس/ آذار الماضي، وذلك بوساطة تركية.
بعد هذا اللقاء، عقد وفدا التفاوض الروسي والأوكراني اجتماعًا في إسطنبول في 29 مارس، ورغم إحراز تقدم كبير في المفاوضات، إلا أن المشاهد المأسوية التي خلفها الانسحاب الروسي من منطقتي إيربين وبوتشا القريبتين من العاصمة كييف، ألقت بظلالها على نتائج الاجتماع.
اتفاق ممر الحبوب
لم تكتفِ تركيا ببذل الجهود في سبيل وقف إطلاق النار وإنهاء الحرب بين البلدين، بل لعبت دورًا مهمًّا في توقيع اتفاقية ممرّ الحبوب في البحر الأسود، لنقل الحبوب العالقة في الموانئ الأوكرانية بسبب الحرب إلى الدول المحتاجة.
وفي 22 يوليو/ تموز، وقعت تركيا وروسيا وأوكرانيا والأمم المتحدة، اتفاقية إسطنبول لنقل الحبوب الأوكرانية عبر ممر البحر الأسود إلى الأسواق العالمية، ما أبعد شبح الأزمة الغذائية عن العديد من الدول.
الاتفاقية المذكورة ساهمت بإيصال ما يقرب من 13.5 مليون طن من الحبوب الأوكرانية إلى الأسواق العالمية، وحظيت بإشادات دولية نظرً ا لدورها المحوري في التخفيف من وطأة الحرب على الشعوب.
إلى جانب ذلك، توسطت تركيا في عمليات تبادل لأسرى الحرب بين أوكرانيا وروسيا، وأثمرت جهود الرئيس أردوغان عن إفراج روسيا عن 5 من قيادات كتيبة آزوف الأوكرانية، خلال سبتمبر/ أيلول الماضي.