الطلاب الأجانب.. سفراء خير لدعم اقتصاد تركيا
الطلاب الأجانب.. سفراء خير لدعم اقتصاد تركيا
شبكة أخبار تركيا للناطقين باللغة العربية :
لا يقتصر وجود الطلاب الأجانب في تركيا في السعي للتحصيل العلمي وحسب، بل يتعداه إلى المساهمة الفعالة في دعم اقتصاد البلد المضيف، وتيسير دمج نشاطاته التجارية مع دول العالم.
هذا الأمر دفع جمعية الصناعيين ورجال الأعمال المستقلين “موصياد”، إلى إطلاق مشروع خاص للتدريب التجاري يستفيد منه مئات الطلاب الأجانب.
وتحت مسمّى “مشروع سفراء التجارة الشباب”، يشرف الجناح الشبابي لـ”موصياد” على تدريب وتأهيل الطلاب الأجانب الذين أتوا من شتى أنحاء العالم للدراسة في تركيا.
قوة اندماج دولي
وفي حديث للأناضول، قال رئيس الجناح الشبابي للجمعية، يونس فرقان أقبال، إن “تركيا تتمتع بقوة إنتاجية كبيرة، والطلاب الأجانب يعدّون سفراء تجاريين طبيعيين يضمنون اندماج هذه القوة بشكل أفضل في الأسواق الدولية”.
وأكّد أقبال أن الجمعية تشرف على مشروع سفراء التجارة الشباب لتدريب الطلاب الأجانب في تركيا في مجالات مختلفة، مثل التجارة الخارجية والتصدير وريادة الأعمال والاستخبارات التجارية”.
ولفت إلى أن “الطلاب الأجانب يتقنون 3 لغات على الأقل، ولديهم روابط قوية جدًا مع بلادهم والمناطق التي تقطن فيها أسرهم، وهذا الأمر يجعلهم روّادًا في التجارة الخارجية”.
هؤلاء الطلاب، يقول أقبال، “يشكلون فرصة مهمة لسد النقص في موظفي تسويق الصادرات المؤهلين وأصحاب الكفاءات، الذين يصعب إيجاد ما يكفي منهم على الصعيد المحلي”.
ومن وجهة النظر هذه، يتابع، “نجد أنه من الخطأ حتى وصف هؤلاء الطلاب بالأجانب، ونفضّل بدلًا من ذلك استخدام عبارة الطلاب الدوليين”.
وبحسب أقبال، “لا يقتصر المشروع على الطلاب المقيمين في إسطنبول، بل يشمل عددًا كبيرًا من الولايات، فجناح الشباب في موصياد لديه هيكل تنظيمي في عموم البلاد”.
وقال إن “موصياد تواصل مشروعها منذ نحو 6 سنوات، بالتعاون مع الاتحاد العالمي للمنظمات الطلابية ومختلف الجامعات، في ولايات مثل صقاريا وأنقرة وبورصة وقونية وقوجة إيلي ودنيزلي وأنطاليا”.
“قمة سفراء التجارة الشباب”
في 22 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، استضاف “المقرّر العام لموصياد في إسطنبول، 500 طالب للمشاركة في “قمة سفراء التجارة الشباب”.
ويقول أقبال إن “القمة شهدت توزيع شهادة سفير تجاري لتركيا على الطلاب الأجانب الحائزين على مراتب عالية في الجامعات التي تخرّجوا منها، والذين كانوا يمارسون التجارة حديثًا”.
وأكد أن “بعض هؤلاء الطلاب كانوا قد بدأوا بتصدير المنتجات التركية إلى الخارج بصفتهم عاملين في التجارة الخارجية، وبعضهم كان ينفذ مشاريع بمبادرات خاصة”.
وكشف أن الجناح الشبابي في موصياد أجرى استطلاعًا باسم “مساهمة الطلاب الدوليين في التجارة الخارجية لتركيا”، بمشاركة نحو 500 طالب لإظهار دورهم في الاقتصاد التركي.
وأظهر التقرير النهائي للاستطلاع، أن “مساهمة الطلاب الأجانب المشاركين في الصادرات التركية بطريقة مباشرة أو غير مباشرة، بلغت 245 مليون دولار خلال آخر عامين”.
وبيّن أن “متوسط عمر الطلاب الذين حقّقوا هذه المساهمة هو 25 عامًا، 38 في المئة منهم جعلوا الشركات التركية التي يعملون فيها تمارس التصدير من الصفر”.
مساهمة في عدة قطاعات
“المنسوجات والآلات والأثاث والمواد الغذائية، هي القطاعات الأكثر استفادة من مساهمة الطلاب الأجانب في زيادة الصادرات”، بحسب أقبال.
ويتابع، أن “تركيا تحتضن في الوقت الراهن نحو 300 ألف طالب أجنبي، ما من شأنه أن يكسبها زخمًا كبيرًا من الناحية الاقتصادية”.
والجدير بالذكر أن “موصياد MÜSİAD”تأسست في مدينة إسطنبول عام 1990، من قبل مجموعة من رجال الأعمال الأتراك.
وتهدف الجمعية إلى المساهمة في تنمية الأفراد والمؤسسات والدولة، في مجالات التكنولوجيا والعلوم والاقتصاد والسياسة والثقافة.