أخبار عالميةالأرشيف

مجلة “نيكي آسيا” اليابانية: الولايات المتحدة لهاد يد في حروب القارة الآسيوية

مجلة “نيكي آسيا” اليابانية: الولايات المتحدة لهاد يد في حروب القارة الآسيوية

شبكة أخبار تركيا للناطقين باللغة العربية  :

كانت زيارة رئيسة مجلس النواب الأمريكي “نانسي بيلوسي” إلى تايوان، قد لفتت الأنظار إلى منطقة آسيا والمحيط الهادئ، حيث يركز خبراء على خطوط الصدع الجيوسياسي في عموم القارة الآسيوية والتي كان للولايات المتحدة الأمريكية دورٌ فيها.

وإن تركيز الولايات المتحدة على منطقة آسيا والمحيط الهادئ مع انسحابها الفوضوي من أفغانستان قد يؤدي إلى زيادة احتمالات نشوب صراع ساخن في المنطقة، حيث تصاعدت التوترات بسبب زيارة رئيسة مجلس النواب الأمريكي “نانسي بيلوسي” إلى تايوان.

ويشار إلى أن الرد العسكري الصيني الذي بدأت به الصين عقب تلك الزيارة قد يفضي إلى سيناريوهات حروب جديدة، وفي وقت تشهد فيه القارة الآسيوية تغيُّرًا ملحوظًا في توازن القوى، والذي نجمت عنه تصدعات جيوسياسية مختلفة.

وفي هذا الصدد، نشرت مجلة “نيكي آسيا” اليابانية مقالًا تحليليًا سلطت فيه الضوء على 6 سيناريوهات حرب محتملة في آسيا منوهةً بأن الولايات المتحدة الأمريكية هي القاسم المشترك لجميع تلك السيناريوهات، حيث إنها تجر المنطقة إلى الفوضى من أجل الحفاظ على هيمنتها.

التوتر في تايوان

الزيارة التي أجرتها رئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي إلى تايوان كانت بمثابة تحدٍّ للصين التي ترى أن تايوان جزءٌ من أراضيها، وقد تسببت تلك الزيارة بتفاقم التوترات بين تايوان والصين التي أجرت سلسلة من التدريبات الاستفزازية وحاصرت تايوان.

أعلى جبهة قتالية في العالم

أضحت جبال الهيمالايا التي تُعد أعلى الجبال في العالم مسرحًا لصراعات لا حصر لها بين الصين والهند منذ سنة 1962، وفي العامين الأخيرين اشتد الصراع بين الطرفين في منطقة “لاداخ” الشرقية بوادي غالوان، ما أدى إلى سقوط قتلى من كلا الطرفين. في حين أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية أنها ستقدم للهند مساعدات عسكرية بقيمة 500 مليون دولار على الرغم من أن الهند اشترت نظام الدفاع الجوي “S-400” من روسيا، وأكد مسؤولون في البيت الأبيض أن الهند شريك أمني مهم بالنسبة للولايات المتحدة الأمريكية، وأنهم سيدعمونها عسكريًا ضد الصين.

عدم الاتفاق على تقاسم جزر سينكاكو

تقع جزر سينكاكو في بحر الصين الشرقي، وهي جزر غير مأهولة تابعة لليابان، ولكن الصين تطالب بها. ولذلك حاولت السيطرة عليها في سنة 2008 من خلال إرسال سفينتين حربيتين إلى المياه الإقليمية اليابانية، ومن ثم قامت اليابان في سنة 2012 بتأميم الجزر بشكل رسمي. وعلى إثر تلك التطورات أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية أنها ستدافع عن حقوق طوكيو ضد أي تدخل صيني محتمل، وذلك بموجب الاتفاقية الأمنية التي أبرمتها الولايات المتحدة الأمريكية مع اليابان.

الأخوة الأعداء

في سنة 1950 اندلعت حرب طاحنة بين الكوريا الجنوبية المدعومة من قبل أمريكا والغرب من جهة وبين كوريا الشمالية المدعومة من قبل الاتحاد السوفييتي والصين من جهة أخرى. وانتهت تلك الحرب في سنة 1953 باتفاق وقف إطلاق النار بعد أن راح ضحيتها 3 ملايين شخص، ولم توقع الكوريتان معاهدة سلام وبقيتا في حالة من الصراع المجمد، في حين أُنشئت منطقة محايدة منزوعة السلاح بينهما، وهذه المنطقة بطول 250 كم وعرض 40 كم. ومؤخَّرًا زادت كوريا الشمالية من مناوراتها العسكرية ما زاد من توتراتها مع جارتها الجنوبية التي ارتأت الرد بالمثل، حيث شاركت في مناورات عسكرية نفذتها الولايات المتحدة الأمريكية. ولذلك يرى خبراء أن الحرب التي قد تندلع بين البلدين سيكون لها أبعاد عالمية مختلفة، وذلك لامتلاك “بيونغ يانغ” السلاح النووي.

أزمة كشمير

بعد إعلان باكستان استقلالها سنة 1947 ، اندلعت 4 حروب بين باكستان والهند من أجل السيطرة على “كشمير”، حيث ظل الجزء الجنوبي من المنطقة ضمن ولاية “جامو وكشمير” الهندية ، في حين أصبح الجزء الشمالي تحت سيطرة باكستانوقد أُطلق عليه اسم “آزادي كشمير”. وكانت باكستان قد خسرت الجزء الشرقي (بنغلاديش الحالية) من أراضيها نتيجة الحرب التي اندلعت سنة 1971. وفي الوقت الذي كثفت فيه الهند من علاقاتها بأمريكا والغرب، عملت الصين على تنفيذ مشاريع استثمارية بمليارات الدولارات في باكستان. ويرى خبراء أن تصعيد التوترات بين الهند وباكستان قد يؤدي إلى نشوب حرب دامية بينهما خلال السنوات الخمس القادمة لتصبح المنطقة رقعة شطرنج تتنافس فيه الصين وأمريكا.

الفراغ السياسي في أفغانستان

بعد عشرين عاما من الاحتلال الأمريكي الدموي لأفغانستان، استولت قوات طالبان على إدارة البلاد. وعلى الرغم من انتهاء الصراعات الكبرى، إلا أن الأزمة الإنسانية في البلاد ما زالت تشكل هاجسًا للشعب الأفغاني، حيث تعاني البلاد من عزلة سياسية خانقة. ويرى محللون أن الأزمة الإنسانية قد تؤدي إلى اضطرابات وانقسامات داخل البلاد. ويشار إلى أن إدارة طالبان التي أدارت ظهرها للولايات المتحدة والغرب بعد الانسحاب الأمريكي من أفغانستان، عملت على تسريع اتصالاتها الدبلوماسية مع الصين وروسيا مؤخرًا. في حين أن فراغ السلطة الذي تشهده البلاد قد يفضي إلى أزمة اقتصادية ومجاعة، واشتباكات بين الجماعات المسلحة والقبائل المختلفة.

الأصابع الأمريكية لها وجود في كل الأزمات

من الممكن رؤية بصمة الولايات المتحدة الأمريكية في كل أزمة تشهدها آسيا والمحيط الهادئ، حيث يتصاعد التوتر يومًا بعد يوم في مناطق مختلفة. وكانت واشنطن قد أبرمت اتفاقية “كواد” الأمنية مع أستراليا والهند واليابان سنة 2007، والتي تسميها الصين “الناتو الآسيوي”، كما أبرمت اتفاقية “أوكوس” مع أستراليا وبريطانيا سنة 2021. وهذا يعني أن أمريكا تنظم تدريبات عسكرية بشكل متكرر مع الدول المتنازعة مع بكين، ولا سيما اليابان وكوريا الجنوبية وتايوان. في حين أن الزيارات الدبلوماسية الرفيعة التي تجريها إلى دول المنطقة ما ه إلا إشارات إلى أن تواصل تضييق الخناق على المنطقة.

 

صفحتنا على فيس بوك

لمتابعة صفحتنا على تويتر

لمتابعة قناتنا والاشتراك بها على يوتيوب

لمتابعة قناتنا على تلغرام و الاشتراك بها

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


زر الذهاب إلى الأعلى