رغم تقدم المفاوضات.. مشاهد “بوتشا” المروعة أفسدت الأجواء بين روسيا وأوكرانيا
رغم تقدم المفاوضات.. مشاهد “بوتشا” المروعة أفسدت الأجواء بين روسيا وأوكرانيا
شبكة أخبار تركيا للناطقين باللغة العربية :
بعد المحادثات التي جرت بين الجانبين الروسي والأوكراني في أنطاليا ودولما بهجة في تركيا، كانت قمة بوتين-زيلينسكي والسلام الدائم مسألة وقت فقط. لكن المشاهد المروعة التي ظهرت في مدينة بوتشا أفسدت الأجواء بعض الشيء بين الطرفين.
أفسدت المشاهد المروعة التي ظهرت في مدينة بوتشا، بعض الشيء، الأجواء الإيجابية بين روسيا وأوكرانيا، وذلك بعد المحادثات التي جرت بين الجانبين الروسي والأوكراني في أنطاليا ودولما بهجة .
وتعزز الأمل في إحلال السلام، الذي ظهرت بوادره لأول مرة منذ اندلاع الحرب عندما التقى وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف مع نظيره الأوكراني دميتري كوليبا في أنطاليا بوساطة تركية.
كما وفرت المحادثات بين الجانبين في “دولما بهجة” الأرضية اللازمة للقاء بين رئيسي الدولتين.
وعزز اجتماع الرئيس رجب طيب أردوغان ووزير الخارجية مولود تشاووش أوغلو مع نظيريه الروسي والأوكراني، الآمال بشكل كبير في التقارب بين الأطراف والقادة واجتماعهم قريبًا في تركيا.
المشاهد في بوتشا تفسد نسبيًا
الأجواء الإيجابية بين روسيا وأوكرانيا
وفي سياق متصل، أفاد وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو، أن المشاهد المروعة التي ظهرت في مدينة بوتشا أفسدت نسبيا الأجواء الإيجابية بين روسيا وأوكرانيا.
وأوضح أن تركيا ما زالت متفائلة وحذرة، وستواصل مساعيها وبذل قصارى جهدها في إيقاف الحرب الروسية الأوكرانية.
وأشار إلى أن الاجتماع الثلاثي لوزراء خارجية تركيا وروسيا وأوكرانيا بمدينة أنطاليا التركية الشهر الماضي، ثم مفاوضات الوفدين الروسي والأوكراني في إسطنبول تشير إلى تقدم ذو مغزى.
واستدرك قائلًا: “لكن للأسف، المشاهد التي رأيناها في بوتشا وبعض المناطق الأخرى تفسد نسبيا
الأجواء الإيجابية بين روسيا وأوكرانيا، لكننا ما زلنا متفائلين وإيجابيين وواقعيين”.
جمع الأطراف مرة أخرى في اسطنبول
ومع ذلك، فإن عزم تركيا على المساهمة في الحل من خلال الدبلوماسية والحوار مستمر.
وعلى الرغم من المخاوف من أن التطورات الأخيرة تهدد بتعطيل المفاوضات، إلا أن تركيا ستواصل تشجيع الأطراف على مواصلة الحوار.
وبعد فترة توقف، من المتوقع أن تبدأ المفاوضات من جديد وأن يستمر العمل لضمان السلام في الفترة المقبلة.
بعد هذه العملية تريد تركيا جمع الأطراف مرة أخرى في اسطنبول من أجل مواصلة المفاوضات.
أوكرانيا قامت بالرجوع خطوة إلى الوراء
وكان من المتوقع أن تؤثر المشاهد المروعة التي ظهرت في مدينة بوتشا على النهج الإيجابي التي سلكته الإدارة الأوكرانية باستجابتها لدعوات تركيا للوساطة منذ اللحظة الأولى، لكن أوكرانيا قامت بالرجوع خطوة إلى الوراء بشان المفاوضات.
حيث أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن أوكرانيا قدمت، الأربعاء الفائت، مسودة اتفاق تحيد عن المبادئ المحددة في اجتماع إسطنبول الشهر الماضي.
وأضاف أن ثمة اقتراح بأن يتم بحث مسألتي القرم ودونباس خلال اجتماع القادة (في حال عقد لقاء بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والأوكراني فولوديمير زيلنسكي).
وتابع: “أوكرانيا ستطالب في المرحلة التالية بسحب الجنود (من القرم ودونباس) وهذا غير مقبول”.
واعتبر لافروف أن واشنطن وحلفاءها يتحكمون في سلطة كييف ويرغمون زيلينسكي على مواصلة القتال.
وذكر أن القوات الروسية انسحبت من العاصمة كييف ومدينة تشيرنيهيف عقب اجتماع إسطنبول، مؤكدا أن هذه كانت “بادرة حسن نية” لدفع عملية الاتفاق إلى الأمام.
ولفت إلى وجود “استفزاز” فيما يتعلق بمقتل المدنيين في مدينة بوتشا الأوكرانية، وأن الغرب استخدم ذلك من أجل فرض عقوبات جديدة على روسيا.
وأكد الوزير أن وفد بلاده سيواصل عملية التفاوض ويحدد بشكل واضح وكامل كل المواقف والمطالب، ويعزز مسودة الاتفاق رغم كل الاستفزازات الغربية.
وشهدت إسطنبول نهاية مارس/ آذار الفائت مباحثات بين الوفدين الروسي والأوكراني، إثر جهود دبلوماسية تركية ترمي لإنهاء الحرب وإحلال السلام بين طرفي الأزمة.
وكانت روسيا أطلقت في 24 فبراير/ شباط الماضي عملية عسكرية في أوكرانيا، تبعتها ردود فعل دولية غاضبة وفرض عقوبات اقتصادية ومالية “مشددة” على موسكو.