سوق خيري “رمضاني” يُدخل الفرحة على منازل عائلات فقيرة بغزة
سوق خيري “رمضاني” يُدخل الفرحة على منازل عائلات فقيرة بغزة
شبكة أخبار تركيا للناطقين باللغة العربية :
لليوم الثالث على التوالي، يتوافد مواطنون فلسطينيون إلى سوق خيري، في مدينة خانيونس، جنوبي قطاع غزة، للحصول على مستلزمات غذائية، مجانية.
وافتتحت جمعية “إسناد المجتمع” (غير حكومية)، هذا السوق، بدعم من مؤسسة Gift of the Givers، الجنوب إفريقية.
ويستهدف السوق، الذي بدأ الثلاثاء، ويستمر حتى الجمعة، نحو ألف أسرة فقيرة ومحتاجة، ويقدِّم لهم مواد غذائية مجانا، وفق شروط خاصة.
وخلال شهر رمضان، تُقدّم العشرات من المؤسسات المحلية والأجنبية مساعداتها الغذائية للعائلات الفقيرة في غزة، في ظل تردّي الأوضاع الاقتصادية جرّاء استمرار الحصار لأكثر من 15 عاما.
ويزيد الارتفاع العالمي لأسعار بعض السلع الأساسية، خاصة المواد الغذائية والوقود، جرّاء التدخل العسكري الروسي في أوكرانيا، من أعباء مواطني قطاع غزة.
عن المشروع
يقول مُهنّد النجّار، العضو في جمعية “إسناد المجتمع”، إن افتتاح السوق الخير يأتي كـ”فرصة للأسر الفقيرة والمحتاجة، كي تتزود بالمواد الغذائية التي تلزمها لوجبتي الإفطار والسحور، للتخفيف من الضغوط الاقتصادية على هذه الأسر في شهر رمضان”.
وتابع النجّار، في حديثه لوكالة الأناضول، إن الجمعية تمنح كل أسرة “قسيمة شرائية تبلغ قيمتها الإجمالية نحو 50 دولارا”.
وأوضح أن السوق يتكون من ثلاثة أقسام وهي “الخضار، والمواد الغذائية واللحوم، والحلوى”.
وبيّن أن المجال يترك مفتوحا أمام الأسر للتزوّد بالمواد الأساسية التي تلزمها خلال شهر رمضان.
وأشار إلى أن الجمعية اختارت العائلات الألف المستفيدة من هذا السوق، وفق معايير خاصة، بشرط أن يزيد عدد أفرادها عن 6 أشخاص، وألا يكون لها مصدر دخل.
ولفت إلى أن جمعية “إسناد المجتمع”، تنفّذ أنشطة أُخرى، بدعم من المؤسسة الجنوب إفريقية، مثل “مشروع سداد ديون الغارمين، خلال شهر رمضان، وتوفير الأدوات الكهربائية للأسر المحتاجة، فضلا عن إجراء عمليات جراحية لزراعة كلى”.
فرحة رمضان
المواطن مروان أبو روك (47 عاما)، من بلدة خزاعة، جنوبي القطاع، يعاني من مرض الانزلاق الغضروفي، الذي يعيقه من العمل لتوفير لقمة العيش.
وقال لوكالة الأناضول، إن هذا المرض، داهمه وهو في حالة الفقر، وأعاقه عن العمل، وعن الحياة بشكل كامل.
وأوضح أن حصوله على هذه القسيمة الشرائية، أدخلت الفرحة إلى منزله، لأول مرة، منذ حلول شهر رمضان.
واستكمل قائلا: “مع أول أيام رمضان، كنت أوفر الاحتياجات الأساسية لأسرتي المكوّنة من 6 أفراد، من خلال المُقايضة”.
وبيّن أنه كان يُقايض مثلا مُنتج الحليب (البودرة)، الذي يحصل عليه ضمن مساعدات غذائية تقدّمها وكالة الغوث وتشغيل اللاجئين “أونروا”، مرة كل ثلاثة شهور، ببعض أنواع الخضار، التي تكافئ سعره.
بدوره، أشاد محمد النجّار (38 عاما)، بفكرة السوق، وقال إن من شأنه أن “يساعد عشرات العائلات الفقيرة التي لا تجد طعام الإفطار منذ حلول رمضان”.
وذكر النجار في حوار مع وكالة الأناضول أنه عاجز عن العمل بفعل إصابته في الفخذ واليد، برصاص الجيش الإسرائيلي، خلال مشاركته بمسيرات العودة وكسر الحصار، التي انطلقت في مارس/ آذار لعام 2018، واستمرت حوالي عامين.
واستكمل قائلا: “أعاني من وضع صحي صعب، حتّى أنني لا أقدر على حمل كأسٍ صغير مليء بالمياه، في اليد المُصابة”.
وذكر أنه يعيش حياته معتمدا على المساعدات الغذائية التي تقدّمها الجمعيات الخيرية بغزة.
الفلسطيني حسّان قديح (47 عاما)، أحد المستفيدين من السوق الخيري، يقول إنه أحد منتفعي برنامج “الشؤون الاجتماعية” الحكومي، ولم يتقاض مخصصاته المالية، التي تصرفها الحكومة للفقراء، منذ أكثر من عام.
واعتاد منتفعو “الشؤون الاجتماعية”، على استلام مخصصات مالية من قبل الحكومة (برام الله)، بشكل دوري، مرة واحدة كل 3 شهور، في حين أرجعت الحكومة التأخر إلى “عدم توفّر التمويل”.
وأضاف للأناضول، إن انقطاع تلك المخصصات فاقم من حالة الفقر التي يعيشها.
وذكر أن المواد الغذائية التي حصل عليها من السوق الخيري، أدخلت البهجة إلى قلوب أفراد أسرته المكوّنة من 11 فردا.