مبتورو الأطراف.. قصص مؤلمة تشهد على بشاعة حرب اليمن
مبتورو الأطراف.. قصص مؤلمة تشهد على بشاعة حرب اليمن
شبكة أخبار تركيا للناطقين باللغة العربية :
باتت الألغام التي زرعها الحوثيون في اليمن، واحدة من أسوأ المآسي التي يعاني منها البلد الجريح بالحرب منذ نحو 7 سنوات.
وثمة آلاف من مبتوري الأطراف في اليمن، يعيشون ظروفا إنسانية وجسدية ونفسية بالغة الصعوبة، بعد أن تعرضوا لإصابات بالألغام أفقدت بعضهم الحركة، فيما آخرون يحاولون العيش بطرف صناعي بديل رغم وجع المرض وألم ظروف المعيشة.
وتقول تقارير يمنية حكومية، إن الحوثيين زرعوا منذ بدء الحرب نحو مليوني لغم، ما أدى إلى مقتل وإصابة آلاف المدنيين.
وفي 26 يناير/كانون الثاني الماضي، أعلنت المتحدثة باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر في الشرق الأوسط إيمان الطرابلسي، في مقابلة مع الأناضول، أن “حوالي 150 ألف شخص في اليمن يحتاج لخدمات الأطراف الصناعية” بسبب ارتفاع عدد ذوي الإعاقة جراء الحرب.
وأضافت أن “هنالك حوالي 4.5 مليون يمني يحملون إعاقات أي ما يعادل 15٪ من مجموع السكان من بينهم 1.2 مليون طفل يعيشون في مناطق شديدة التأثر من العنف مما يزيد من هشاشة هذة الفئة لكونها ذات تأثر مضاعف بالفقر والوصم والعنف”.
ووفق تقارير حقوقية، فإن الحوثيين قاموا بزراعة الألغام بأشكال مختلفة على “شكل صخور” في المناطق الجبلية، و”كتل رملية” في الصحاري والوديان، كما صنعت “عبوات ناسفة وألغاماً” لتتناسب مع زراعتها داخل العلب والأكياس الغذائية لتحقق أكبر قدر من الخسائر في الأرواح.
**حياة لا تطاق
يحكي المواطن اليمني علي علوان سعيد الظرافي معاناته جراء لغم حوثي حول حياته إلى مأساة.
قال الظرافي (في العقد الخامس) للأناضول “أثناء ما كنت أقوم بالرعي بمديرية الوازعية في ريف تعز، انفجر بي لغم أرضي، بعد أن دست عليه بقدمي بشكل مباشر”.
وأضاف “فقدت قدمي اليمنى التي تعرضت للبتر جراء انفجار اللغم، وأصبت بقدمي اليسرى أيضا”.
وتابع “عانيت كثيراً جراء هذه الإصابة المفاجئة وشعرت بالضيق الكبير، وساءت حياتي بشكل لا يطاق”.
ومضى قائلا “تضرر أولادي أيضا بسبب إصابتي لأني لم أعد قادراً على العمل”.
ولفت إلى أنه “ذهب إلى مركز الملك سلمان للأطراف الصناعية في تعز (سعودي حكومي) ، لتركيب طرف صناعي مع 10 من أبناء منطقته الذين أصيبوا أيضاً بالألغام”.
وختم حديثه قائلا “نناشد أهل الخير والعالم إنقاذنا وإزالة الألغام من قرانا، لنعيش بسلام ونعول أولادنا”.
** “الإرهاب بالألغام”
الشاب العشريني أديب علي سالم، بات يعيش الإعاقة جراء تعرضه لانفجار لغم حوثي في محافظة تعز.
يفيد سالم للأناضول “بأنه تعرض لانفجار لغم زرعه الحوثيون في مديرية الوازعية غربي محافطة تعز، ما أدى إلى بتر رجله اليسرى”.
ولفت إلى أن “الانفجار كان مفاجئا له أثناء مشيه في الطريق.. انقطعت رجلي، وكنت أحاول النهوض؛ لكن دون جدوى”.
وأردف “تم إسعافي حينها إلى مستشفى في المديرية الريفية، قبل أن يتم نقلي إلى مدينة عدن (جنوب) لتلقي العلاج”.
وأضاف أن “الحوثيين زرعوا العديد من الألغام في المديرية، ما أدى إلى إصابة الكثير من الناس، بينهم رعاة أغنام، إضافة إلى نفوق مواش جراء الألغام”.
ومضى قائلا “الحوثي جماعة إرهابية زرعت الألغام في الطرقات والسهول والقرى”.
وطالب المجتمع الدولي وكل القائمين على الملفات الإنسانية بالضغط على الحوثي من أجل إيقافهم عن ارتكاب جرائم حرب بزراعة الألغام، كي لا يكون هناك ضحايا جدد من المدنيين.
**تأثيرات نفسية وجسدية
يفيد منصور الوازعي، مدير مركز الأطراف الصناعية والتأهيل الطبيعي بمدينة تعز (حكومي) بأن “مبتوري الأطراف في اليمن بشكل عام، وفي تعز على وجه الخصوص، يمرون بأوضاع صعبة، جراء إصاباتهم جراء الألغام التي زرعتها مليشيا الحوثي”.
وأضاف أن “مبتوري الأطراف يتعرضون لتأثيرات نفسية قد تكون أسوأ من الأضرار الجسدية”.
ولفت أن هناك “ألف مبتور في محافظة تعز جراء الألغام التي زرعها الحوثيون منذ بدء الحرب، منهم 890 حالة وصلت إلى المركز الذي يديره”.
وأشار أن من بين من وصلوا للمركز من المبتورين “70 طفلا و55 امرأة”.
وأردف “لا زلنا حتى اليوم نتلقى اتصالات من بعض المستشفيات عن حالات جديدة مصابة بألغام أرضية زرعها الحوثيون”.
وطالب المجتمع الدولي والأمم المتحدة “بالضغط على جماعة الحوثي، لوقف زراعة الألغام التي تعد محرمة دوليا ولها تأثير كبير”.
وناشد الوازعي أطراف النزاع “إيقاف الحرب كونها كلفت اليمنيين المزيد من الخسائر”.
ويشهد اليمن منذ نحو 7 سنوات حربا مستمرة بين القوات الموالية للحكومة المدعومة بتحالف عسكري عربي تقوده الجارة السعودية، والحوثيين المدعومين من إيران، المسيطرين على عدة محافظات بينها العاصمة صنعاء منذ سبتمبر/ أيلول 2014.
وحتى نهاية العام 2021، أسفرت حرب اليمن عن مقتل 377 ألف شخص بشكل مباشر وغير مباشر، وفق الأمم المتحدة.
وأدت الحرب إلى خسارة اقتصاد البلاد 126 مليار دولار، في واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية والاقتصادية بالعالم، حيث يعتمد معظم السكان البالغ عددهم 30 مليونا على المساعدات.