السفير الأمريكي: شعب تركيا ودود ومضياف ولا أجد صعوبة في التأقلم
السفير الأمريكي: شعب تركيا ودود ومضياف ولا أجد صعوبة في التأقلم
شبكة أخبار تركيا للناطقين باللغة العربية :
قال سفير الولايات المتحدة في أنقرة جيفري فليك، إن الشعب التركي لطيف للغاية ومضياف، لذا فإنه لا يجد صعوبة في التعود على حياته الجديدة.
جاء ذلك في حديث أدلى به السفير برفقة عقيلته شيريل فليك، لمراسل الأناضول، في مقر إقامته بأنقرة، تناول فيه العلاقات التركية الأمريكية، وكيف ستنعكس تجاربه السياسية في الكونغرس على أدائه الدبلوماسي، والعلاقات التي تربطه مع الشعب التركي، والأهمية التي يوليها للقيم الأسرية والثقافية.
أوضح الزوجان فليك، اللذان انتقلا من الأجواء السياسية في الكونغرس الأمريكي إلى فضاء الدبلوماسية، أن مكان إقامتهما في أنقرة سوف يكون المكان الذي سيتمكنان فيه من أخذ قسط من الراحة والابتعاد قليلًا عن ضغط جدول الأعمال السياسية.
وخلال حديثهما قال السفير إنه يستمتع بالاستماع إلى عزف زوجته التي كانت تعمل في السابق معلمة بيانو في المدارس الأمريكية، وإنه يساعدها في أعمال المطبخ وتحضير فطيرة الشوكولاتة التي حظيت بشهرة واسعة بين العائلة والأصدقاء، وحتى ضمن أروقة الكونغرس.
5 أبناء و5 أحفاد
نشأ جيفري وشيريل في عائلتين كبيرتين، لذلك للسفير 10 أشقاء، ولزوجته 3 أشقاء، ولديهما 4 أبناء من الذكور وابنة و5 أحفاد.
وأوضح الزوجان فليك أنهما يتواصلان مع أفراد الأسرة والعائلة بشكل منتظم من خلال إجراء مكالمات مرئية، مراعين فارق التوقيت بين تركيا والولايات المتحدة.
وبعد أن أظهر السفير فليك صورة للعائلة جرى التقاطها الصيف الماضي، قال: لقد تغير الأبناء. لكننا أنا وزوجتي لم نتغير إلى حد كبير. نحب أن نجتمع معًا كعائلة، في أي مكان يمكننا أن نجتمع فيه، سواء على مائدة العشاء أو في الجبال. نحن الآن في تركيا، وهناك فرق كبير في التوقيت بيننا، لكننا نحاول إجراء مكالمات فيديو بشكل منتظم.
بدورها قالت عقيلة السفير: تخيلوا أن هناك فارقًا زمنيًا قدره 10 ساعات بيننا وبين أبنائنا في الولايات المتحدة. العائلة بكاملها تحاول التنسيق للعثور على وقت مناسب للجميع لإجراء مكالمة فيديو.
محاولة العثور على مواطن تركي صادفته شيريل في تركيا قبل 37 عاما
يتضمن ألبوم الصور الذي أحضره الزوجان فليك معهما عندما أتيا إلى تركيا أيضًا، مجموعة من الصور التي التقطتها شيريل في تركيا عام 1985.
وأظهرت شيريل لمراسل الأناضول، صورًا التقطتها في إسطنبول قبل 37 عامًا، التي وصلتها في رحلة مدتها 6 أسابيع، شملت مصر والأردن واليونان أيضا، عندما كانت عضوًا في إحدى الفرق الموسيقية بجامعة بريغهام يونغ الأمريكية، ومقرها مدينة “بروفو” بولاية يوتا (غرب).
وقالت فليك: هذه صورة عمرها 37 عامًا تقريبًا. كتبت عليها عندما التقطها “مكاني المفضل هو إسطنبول، تركيا”. إن إسطنبول تشبه كثيرًا سان فرانسيسكو في الولايات المتحدة. وهذه صورة أخرى التقطتها في مدينة أفس القديمة (إزمير – غرب). في هذه الصورة كان هنالك شاب تركي يقف إلى جانبي في الصورة الجماعية التي ضمت أعضاء من فرق الرقص الأمريكية والتركية.
ابتسم السفير وقال بروح الدعابة: نحن في الواقع نحاول العثور على هذا الرجل الذي يقف إلى جانب شيريل. إنه مواطن تركي.. لقد جرى التقاط هذه الصورة بعد 3 أسابيع فقط من زفافنا”.
وقال الزوجان فليك، اللذان أبديا رغبتهما في التواصل مع الشخص الموجود في الصورة، إنهما سيحاولان العثور عليه عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
وقالت شيريل، التي عرضت أيضًا صورة لها في أحد متاجر الآيس كريم في تركيا: إن “دوندورمه” (“آيس كريم” بالتركية) كانت أول كلمة تركية تعلمتها. لدي في تركيا ذكريات جميلة للغاية. الناس هنا ودودون ولطيفون جدًا.
بدوره قال السفير: سمعت زوجتي تقول لوالدتها خلال إحدى المحادثات الهاتفية، إنها لم تلتقِ بشخص واحد غاضب رغم مرور نحو شهر على وجودنا في تركيا، وإن الأشخاص الذين قابلناهم في كل مكان كانوا ودودين ولطفاء. نعم هذا صحيح. لقد جرى استقبالنا بحرارة وكنّا موضع ترحيب على الدوام. هذا يرجع في الواقع إلى حقيقة أن الشعب التركي لطيف للغاية وودود ومضياف.
– صوت الأذان يذكرني بالقيم المشتركة
وحول انتماء السفير فليك إلى طائفة المورمون المسيحية وتأثير ذلك على مهمته ممثلًا لدبلوماسية الولايات المتحدة في أنقرة، أوضح أن إيمان المرء مهم جدًا، وأن الإيمان الذي يحمله يحتم عليه إعطاء قدر كبير من الاهتمام بالعائلة والقيم الأسرية.
ولفت إلى أنه حرص نهاية كل أسبوع، خلال فترة ولايته التي استمرت 18 عامًا في الكونغرس الأمريكي، على العودة إلى مدينته وبيته حيث توجد عائلته في ولاية أريزونا، التي تبعد حوالي ألفين ميل عن العاصمة الأمريكية.
وأضاف: ذهبنا إلى الكنيسة في عطلة نهاية الأسبوع في الولايات المتحدة. هذا مهم بالنسبة لنا. هنا، صوت الأذان الذي أسمعه عدة مرات خلال النهار، يذكرني بالقيم التي نتشاركها؛ والتي تركز على الصلاح والمحافظة على قيم الأسرة. إيماننا مهم للغاية وهو مصدر شعورنا بالراحة.
بدورها، ذكرت شيريل أيضًا أنها محظوظة للغاية لارتباطها مع جيفري، خاصة أنهما ينتميان إلى نفس الإيمان، وقالت: لقد عرفنا بالتأكيد منذ اليوم الأول لزواجنا، نوع الأسرة التي نريد إنشاءها. أنا سعيدة جدًا بالإيمان القوي الذي يملكه زوجي.
– صوت البيانو ورائحة الشوكولاتة في مقر السفارة
وقالت شيريل إن زوجها يستمتع جدًا بالاستماع إلى عزفها على البيانو وتناول قطعة من فطيرة الشوكولاتة، التي كانت تقدمها للزوار في اجتماعات العائلة والأصدقاء لسنوات.
وبيّنت شيريل التي دخلت إلى المطبخ لتحضير فطيرة الشوكولاتة، أنها أحبت تحضير هذا النوع من الحلويات منذ طفولتها، لاسيما وأن هذه الفطيرة تستحوذ على مكانة مهمة في الثقافة الأمريكية.
وتابعت: تعرفت على زوجي في الجامعة. أعتقد أن فطيرة الشوكولاتة لعبت دورًا مهمًا في وقوعه في حبي. أطفالي أيضًا يحبون هذه الفطيرة. إنهم يذهبون إلى الكنيسة خاصة في صباح يوم الأحد ويحرصون على تناول العشاء في المنزل حيث يجري تقديم فطيرة الشوكولاتة بعد العشاء.
ونوهت بأنها تحرص على مشاركة الأطفال أيضًا في تحضير فطيرة الشوكولاتة ومساعدتهم لها في أعمال المطبخ، وتحضير مكونات الفطيرة. أحفادي، الذين يدعونني الآن “جدة”، يحبّون مساعدتي في تحضير الفطيرة ووضعها في الفرن.
وذكرت أن زوجها كان يتقاسم مع زملائه في الكونغرس فطيرة الشوكولاتة التي تحضرها، لذلك فقد نالت هي والفطيرة التي تحضرها شهرة واسعة في الكونغرس.
ولفتت إلى أهمية الروابط الأسرية في الثقافة التركية والأمريكية، وقالت: نحن نولي أهمية كبيرة لزيارة الأماكن التجارية والمطاعم التي ورثها الأبناء عن الآباء وعن الأجداد. الأسرة مهمة جدا بالنسبة لنا. هذه تعتبر من القيم المهمة المشتركة مع الشعب التركي.
– نأكل الكثير من الآيس كريم
بينما كان السفير موجودًا في المطبخ لمساعدة زوجته في صنع فطيرة الشوكولاتة، قالت شيريل إن هذه الصورة ليست للمقابلة فقط، بل إن جيفري يحب بالفعل المساعدة في تحضير فطيرة الشوكولاتة.
وأشارت في الوقت ذاته إلى أن الحلوى المفضلة لديهم في تركيا هي “الآيس كريم”، وقالت: نحن نحب الآيس كريم. لا نشرب الكحول ولا ندخن بما يتماشى مع معتقداتنا، ولدينا قيود صحية أخرى أيضًا. نحن نأكل الكثير من الآيس كريم.
من جهته، قال السفير إنه يحب البقلاوة التركية بالفستق، لاسيما تلك التي تحتوي في وسطها على آيس كريم، مشيرًا إلى أنه يطلق على هذا النوع من البقلاوة اسم “برغر بقلاوة”.