أشجار تركيا المعمرة.. مكانة فريدة في الذاكرة الجمعية
أشجار تركيا المعمرة.. مكانة فريدة في الذاكرة الجمعية
شبكة أخبار تركيا للناطقين باللغة العربية :
تقف “الأشجار الخالدة”، وهي مجموعة من الأشجار المعمّرة في أجزاء مختلفة من تركيا، محميّةً ومسجلةً ضمن التراث الطبيعي لهذا البلد، وشاهدة على تاريخ موغل في القدم، يرجع لمئاتٍ، بل لآلاف السنين.
ووفقًا للمعلومات المنشورة في موقع “www.anitagaclar.gov.tr” الإلكتروني التابع لوزارة البيئة والتخطيط العمراني والمناخ التركية، فإن الأشجار العملاقة التي تخضع للحماية في جميع أنحاء تركيا والتي يبلغ عمر البعض منها آلاف السنين، لا تزال تقف بشموخ متحدية القرون.
وأضافت المعلومات أن هذا النوع من الأشجار، يوجد في ولايات تركية مختلفة، من هطاي إلى زونغولداق، ومن شانلي أورفة إلى أنطاليا، وقد جرى تسجيلها على قائمة التراث الطبيعي كأشجار ضخمة معمّرة تنتقل عبر الأجيال.
ويساهم المواطنون الأتراك بعناية في حماية هذا النوع من الأشجار المعمّرة الموجودة في مناطق سكناهم، ويجعلون منها أيضًا مكانًا للاستِظلال وأخذ قسط من الراحة، أو نقطة التقاء، فضلًا عن احتفاظ تلك الأشجار بمكانة فريدة في ذاكرة الأفراد والذاكرة الجمعية.
ورصدت عدسة الأناضول بعض الأشجار المعمّرة التي امتلكت لمئات السنين مكانة خاصة في تاريخ وثقافة وفولكلور الولايات والمناطق التي توجد فيها.
وتلفت شجرة أرز يبلغ عمرها ألفين و327 عامًا في منطقة قوملوجه بولاية أنطاليا التركية (جنوب)، الأنظار بقطر جذعها البالغ 262 سم وارتفاعها الذي يصل 25 مترًا.
وسميت الشجرة بـ “عنبر قطران” لأن شكلها الضخم يشبه إلى حد كبير المستودع (العنبر) الذي يتم فيه تخزين مادّة القطران.
شجرة أخرى ضمن قائمة “الأشجار الخالدة”، وهي شجرة “العرعر المعطر” البالغ من العمر ألفاً و701 عامًا، في قضاء “ألمالي” بولاية أنطاليا أيضًا.
– شجرة طقسوس
تتميز شجرة الطقسوس المسجلة والموضوعة تحت الحماية في حي “آلابلي” بمدينة زونغولداق المطلة على البحر الأسود (شمال)، بجمالها الأخّاذ وعمرها البالغ أربعة آلاف و117 عاما.
الشجرة، التي يعود تاريخها إلى العصر البرونزي، تعتبر أقدم شجرة معروفة في الأناضول، هي من بين أقدم خمس أشجار في العالم.
وتشير التقديرات إلى أن الشجرة، التي تم تسجيلها في 2 أبريل/ نيسان 2018، لا تزال سليمة ويمكنها العيش لمدة 4 آلاف سنة أخرى على الأقل.
كما تساهم الشجرة والتي يرتادها الزوار في دفع الحركة السياحة في المنطقة قدمًا إلى الأمام.
وفي منطقتي “صمن داغي” و”باياس” بولاية هطاي (جنوب)، تقف أشجار الدوارة التي يبلغ عمرها ألفي عام، وأشجار الزيتون التي يبلغ عمرها ألفا و351 عامًا، شامخة لتعكس قِدَم وعراقة المنطقة.
وفي عام 1976، تم تسجيل شجرة الزيتون الموجودة داخل باحة مسجد سليم الثاني في باياس، ضمن قائمة “الأشجار الخالدة”، ويبلغ قطرها 100 سم، وتنتج الشجرة ما يقرب من 300 كيلوغرام من الزيتون سنويًا.
كما يُعتقد أن شجرة الجميز، المعروفة باسم “شجرة موسى” في بلدة “صمن داغ” (هطاي)، تقف في المنطقة منذ آلاف السنين، وأنها نمت وأينعت من عصا نبي الله موسى.
وفي المنطقة المذكورة، يوجد أيضًا شجرة دلب، يبلغ قطرها 7 أمتار ونصف المتر. وتعتبر من بين الوجهات الرئيسية لزوار المنطقة، الذين يلتقطون أمامها صورًا تذكارية.
– أشجار زيتون منذ 3000 عام
كما تم تسجيل العديد من أشجار الزيتون في مدينة “لاجينا” القديمة التي تعتبر مركزا للإيمان الوثني في العصور القديمة، والتي توجد اليوم في منطقة “ياتاغان” بولاية موغلا (غرب).
ويبلغ أعمار أشجار الزيتون المسجلة أكثر من 3000 عام، وتعتبر بين الأصول الطبيعية التاريخية التي تقف شاهدًا على تاريخ مدينة “لاجينا” القديمة، وعمقها في التاريخ.
وتستقبل مدينة “لاجينا” التاريخية مئات السياح الذين يأتون لمشاهدة أشجار الزيتون المذكورة والتقاط الصور التذكارية أمامها.
– تسجيل الأشجار الخالدة
وفي عام 2021، بلغت أعداد الأشجار المصنّفة ضمن قائمة “الأشجار الخالدة” في تركيا، 9295 شجرة، موضوعة جميعها تحت حماية السلطات المحلية ووزارة البيئة.
ويمتلك هذا النوع من الأشجار أحجامًا ضخمة، من حيث القطر والارتفاع، كما تشغل مكانة خاصة في الفولكلور والثقافة والتاريخ المحلي، فضلًا عن أن عمرها الطويل جعلها همزة وصل بين الماضي والحاضر.
وتنقسم الأشجار الخالدة إلى أربع مجموعات حسب حجمها وخصائصها الثقافية: “الأشجار الخالدة الضخمة”، و”الأشجار الخالدة ذات القيمة التاريخية”، و”الأشجار الخالدة ذات القيمة الفلكلورية”، و “الأشجار الخالدة ذات القيمة المعنوية (الدينية)”.