قالن: تركيا مستعدة للعمل على خفض التوتر بين روسيا وأوكرانيا
قالن: تركيا مستعدة للعمل على خفض التوتر بين روسيا وأوكرانيا
شبكة أخبار تركيا للناطقين باللغة العربية :
أكد المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم قالن، أن أنقرة تحافظ على علاقات جيدة مع كل من روسيا وأوكرانيا وأنها ستسعى لبذل ما في وسعها لتخفيف حدة التوتر بين البلدين.
جاء ذلك خلال مقابلة أجرتها الأناضول مع قالن في العاصمة الإيطالية روما، على هامش مشاركته بالدورة السابعة لمنتدى “حوارات المتوسط”، الذي ترعاه وزارة الخارجية الإيطالية بالتعاون مع معهد الدراسات السياسية الدولية “ISPI”.
وفي معرض رده على سؤال عن الموقف التركي من الأزمة الحالية بين روسيا وأوكرانيا والدور الذي يمكن أن تلعبه أنقرة، أشار قالن إلى أن بلاده لديها علاقات جيدة مع كل من البلدين ولا تدعم أي خطوات من شأنها زيادة حدة التوتر بينهما كما تسعى للقيام بما يقع على عاتقها من أجل خفض التوتر بين الدولتين.
ولفت قالن إلى أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قدم مقترحاً من قبل لنظيره الروسي فلاديمير بوتين بخصوص حل الأزمة.
وأضاف أن تركيا دعت الدولتين لحل مشاكلهما عبر الحوار الثنائي المباشر ولكن في حال لم يتسن حدوث ذلك فيمكن لأنقرة لعب دور بناء وإيجابي في الوساطة بين البلدين.
وتابع: “يمكن أن نجمع الطرفين للحوار وضمان اتخاذ خطوات ملموسة لحل الأزمة، فنحن تربطنا علاقات طيبة بهما على عكس العديد من دول الغرب التي لا تربطها علاقات جيدة بموسكو”.
وأكمل: “ويمكن في حال وافق الطرفان أن يجمع الرئيس أردوغان نظيريه الروسي والأوكراني (فولوديمير زيلينسكي) في اجتماع ثلاثي لبحث سبل خفض التوتر”.
وأشار إلى أن تركيا تؤيد منع حدوث أي تطورات من شأنها أن تؤدي إلى اندلاع حرب أو نشوب صراع مسلح بين البلدين خاصة في منطقة دونباس جنوب شرقي أوكرانيا.
وأكد أن هناك مسؤوليات تقع على عاتق جميع الأطراف سواء روسيا أو أوكرانيا أو حلف الناتو والغرب فيما يخص خفض حدة التوتر والابتعاد عن الخطابات الاستفزازية وإلا سيصبح الجميع خاسرين إذا ما نشب صراع مسلح في المنطقة.
وتشهد العلاقات بين كييف وموسكو توترا متصاعدا منذ نحو 7 سنوات، بسبب ضم روسيا شبه جزيرة القرم الأوكرانية إلى أراضيها بطريقة غير قانونية، ودعمها الانفصاليين في “دونباس”.
– الانتخابات الليبية
وحول الانتخابات الليبية المزمع عقدها في 24 ديسمبر/كانون الأول الجاري، قال إبراهيم قالن إن تركيا تؤيد إجراء الانتخابات في موعدها المحدد، وترى أنه في حال تأجيل الانتخابات فيجب توضيح الأسباب بشفافية للرأي العام والإعلان عن خارطة طريق محددة بخصوص السباق الانتخابي.
وأضاف: “نعتقد أن ذلك مهم جداً من ناحية شرعية الحكومة القائمة وسلامة الخطوات التي سيتم اتخاذها حتى موعد إجراء الانتخابات.”
وأكد قالن أن تركيا ستواصل دعم الشعب الليبي وحكومته الشرعية مهما كانت نتيجة الانتخابات.
وبجانب معاناة ليبيا من انفلات أمني، تتواصل خلافات حول قانوني الانتخابات الرئاسية والبرلمانية بين مجلس النواب من جانب والمجلس الأعلى للدولة (نيابي استشاري) وحكومة الوحدة والمجلس الرئاسي من جانب آخر.
ويأمل الليبيون أن تساهم الانتخابات في إنهاء صراع مسلح عانى منه بلدهم الغني بالنفط، جراء قيام مليشيا اللواء المتقاعد خليفة حفتر بقتال حكومة الوفاق الوطني السابقة، المعترف بها دوليا.
– زيارة البابا إلى قبرص الرومية
وحول زيارة بابا الفاتيكان فرانسيس للشطر الرومي من جزيرة قبرص، قال قالن إنه كان يتمنى لو زار البابا الشطر التركي من الجزيرة أيضاً، مشيراً إلى أن ذلك كان سيعتبر لفتة طيبة لإظهار كيف يجب أن تكون المقاربات العادلة تجاه أزمة الجزيرة.
ولفت قالن إلى أن الجميع يرون أن عزل أتراك الجزيرة والعقوبات المفروضة عليهم ليست عادلة ولا مشروعة ولكن عندما يتعلق الأمر باتخاذ خطوات جادة يتجنب الجميع اتخاذ أي خطوات.
وأوضح أن تركيا وشمال قبرص التركية دائما ما تبنتا موقفاً إيجابياً بناءً تجاه المباحثات التي أجريت لحل الأزمة برعاية الأمم المتحدة سواء مباحثات “كرانس مونتانا” بسويسرا أو خطة الأمين العام الأسبق للأمم المتحدة كوفي عنان (خطة لإعادة توحيد الجزيرة عبر إجراء استفتاء في شطريها التركي والرومي).
وأشار إلى أن أنقرة سعت كثيراً للتوصل إلى حل قائم على مبدأ دولتين أو منطقتين دون الإخلال بالحقوق الأساسية لأتراك الجزيرة ومساواتهم مع الجانب الرومي إلا أنه عقب اتضاح أن الإدارة الرومية لن تقبل أي حل يحفظ حقوق القبارصة الأتراك ويضمن مبدأ المساواة السياسية أصبح حل الدولتين أكثر واقعية وأكثر قابلية للتطبيق بالنسبة لتركيا وشمال قبرص التركية.
– نظرة تركيا للسياسة الخارجية
وحول رؤيته بخصوص الاتصالات التركية المتزايدة مع دول المنطقة، قال قالن إن بلاده لا تنظر إلى السياسة الخارجية باعتبارها “لعبة ذات محصلة صفرية” بل تنظر لسياساتها الخارجية بمنظور شامل.
وأكد أن تركيا مستعدة لاتخاذ جميع الخطوات اللازمة لضمان الاستقرار في المنطقة ومستعدة للتباحث والتشاور مع الجميع دون أحكام مسبقة على أساس المساواة والعدل والاحترام المتبادل.
وأشار قالن إلى أن عبارة الرئيس أردوغان التي يكررها دائما “العالم أكبر من خمسة” هي في الأصل الدعوة للعدالة والمساواة وعدم تعالي أي دولة على الأخرى.
وأكد أن تركيا مستعدة للتحاور مع الجميع لكنها لا تقبل أبداً أن تفرض عليها أي إملاءات من أي طرف مهما كان.