رئيس قبرص التركية: سياسة “التنقيب” الرومية تزيد حدة التوتر
رئيس قبرص التركية: سياسة “التنقيب” الرومية تزيد حدة التوتر
شبكة أخبار تركيا للناطقين باللغة العربية :
انتقد رئيس جمهورية شمال قبرص التركية أرسين تتار الخطوات الأحادية التي تتخذها إدارة قبرص الرومية بخصوص شرقي المتوسط مضيفاً أن هذه التصرفات غير مقبولة على الإطلاق، وتؤدي إلى تصعيد حدة التوتر بالمنطقة.
وفي حوار مع الأناضول تحدث تتار عن الإخطار الملاحي “نافتكس” الذي أصدرته قبرص الرومية في 29 سبتمبر/ أيلول لأنشطة سفينة الأبحاث Nautical Geo، التي باشرت أعمال البحث في 3 أكتوبر/ تشرين أول الفائت، وعن تصريحات الإدارة الرومية عزمها بدء برامج التنقيب الأحادية من جديد.
وأكد تتار أن الموقف الذي يتبناه الجانب الرومي فيما يخص بالتنقيب عن الهيدروكربون، موقف خاطئ، وأن القيام بمثل هذه الأنشطة بالجزيرة دون اتفاق بين الطرفين أمر خطير.
وأوضح تتار أن إدارة الشطر الرومي تتصرف وكأنها الصاحب الوحيد للجزيرة، متجاهلة القبارصة الأتراك وأن هذا ظلم كبير لأتراك الجزيرة، مشددا على أن العالم بأسره يدرك أن هناك شعبين مختلفين بالجزيرة حتى وإن لم يتم التوصل لاتفاق.
وأشار إلى أن الجانب التركي يدافع عن حل الدولتين على أساس السيادة المتساوية وأنهم يعبرون عن ذلك في كل المحافل.
ولفت إلى أن إدارة الشطر الرومي تستغل “جمهورية قبرص” التي تحتلها لإدارة كل ثروات الجزيرة بأكملها دون إبرام اتفاق مع الجانب التركي، مؤكدا
على ضرورة تخلي الجانب الرومي عن التصرفات الأحادية (أعمال التنقيب) إذا ما أراد خفض حدة التوتر.
وأضاف أن على الدول التي تتعاون مع إدارة الشطر الرومي أن تضع متطلبات الجانب التركي في اعتباراتها وإلا سيلجأ القبارصة الأتراك أيضاً لاتخاذ خطوات مشابهة وسيبدأون بأنشطة التنقيب عن الهيدروكربون للحفاظ على حقوقهم في الوطن الأزرق.
وأوضح تتار أن السفينة Nautical Geo حاولت دخول الجرف القاري التركي دون إذن وأن القوات البحرية التركية أجبرتها على التراجع، إذ أن هذا التصرف أظهر جدية تركيا بخصوص الموضوع.
وذكر أن منظمة الأمم المتحدة تسعى لإيجاد أرضية مشتركة بين الطرفين في قبرص إلا أن التصرفات الأحادية للجانب الرومي تزيد من حدة التوتر.
– تصعيد حدة التوتر لن يفيد أحدا
وأكد تتار أن الخطوات الأحادية للجانب الرومي فيما يخص التنقيب عن الهيدروكربون غير مقبولة على الإطلاق.
وتابع ” هذه الأمور تتم في كل أنحاء العالم عبر التعاون المشترك وعلى أرضية قانونية، وعلى الجانب الرومي التوقف عن العناد والتخلي عن اتخاذ خطوات أحادية بخصوص ثروات الجزيرة. من الضروري الأخذ بعين الاعتبار تحذيرات الجانب التركي وإلا سيزداد التوتر بين الجانبين وعندئذ ستزداد الأمور تعقيداً. ولن يفيد التوتر أيا من الجانبين.”
وأفاد أرسين تتار أنه في حال تم اكتشاف غاز طبيعي في شرقي المتوسط فإن تركيا ستكون هي الممر الأمثل لنقل هذا الغاز إلى أوروبا.
وازدادت حدة التوتر في المنطقة بعد إعلان إدارة قبرص الرومية أنها ستستأنف أعمال التنقيب عن الهيدروكربون في المنطقة الاقتصادية الخالصة المزعومة التي أعلنتها في 20 أبريل/ نيسان العام الماضي، بعد تعليقها بسبب وباء كوفيد-19.
وحذرت كل من تركيا وجمهورية قبرص التركية إدارة الشطر الرومي من قرار التنقيب، ودعياها للتعاون والتخلي عن اتخاذ خطوات أحادية.
وتعاني جزيرة قبرص منذ 1974، انقساما بين شطرين، تركي في الشمال ورومي في الجنوب، وفي 2004، رفض القبارصة الروم خطة قدمتها الأمم المتحدة لتوحيد شطري الجزيرة، فيما وافق عليها القبارصة الأتراك.
ومنذ انهيار محادثات إعادة توحيد قبرص التي جرت برعاية الأمم المتحدة في سويسرا خلال يوليو/تموز 2017، لم تجر أي مفاوضات رسمية بوساطة أممية لتسوية النزاع في الجزيرة.