باحثة: هيبة الجزائر إبّان الوجود العثماني “لا تزال عقدة لفرنسا”
باحثة: هيبة الجزائر إبّان الوجود العثماني “لا تزال عقدة لفرنسا”
شبكة أخبار تركيا للناطقين باللغة العربية :
قالت مسؤولة وباحثة جزائرية في التراث والآثار، إن “هيبة الجزائر إبّان الحقبة العثمانية شكلّت ولا تزال عقدة دائمة لفرنسا”، وهو ما يفسر تصريحات رئيسها إيمانويل ماكرون، التي زعم فيها عدم وجود أمة جزائرية قبل الاستعمار الفرنسي لها.
وأضافت فايزة رياش، مديرة المركز الجزائري للثقافة والفنون “قصر رياس البحر” (حكومي)، في مقابلة مع الأناضول، أنه “كلما كانت فرنسا على موعد أو حدث سياسي مثل الانتخابات تبدأ تهجماتها على الجزائر”.
وفي 2017، بدأ ماكرون فترة رئاسية من خمس سنوات، ويتطلع للفوز بفترة ثانية في الانتخابات المرتقبة في أبريل/ نيسان 2022.
وأرجعت الباحثة تصريحات ماكرون إلى رغبته في “كسب أصوات العنصريين الفرنسيين على حساب كرامة وتاريخ الشعوب”.
وقبل أيام، قال ماكرون إن سلطات الجزائر “تكنّ ضغينة لفرنسا”، وشكك بوجود أمة جزائرية قبل الاستعمار الفرنسي (1830-1962)، وادعى أنه “كان هناك استعمار قبل الاستعمار الفرنسي” للجزائر، قاصدا الحقبة العثمانية (1515 – 1830).
وردت الرئاسة الجزائرية، السبت، بإعلان استدعاء سفير الجزائر لدى باريس للتشاور؛ احتجاجا على تصريحات ماكرون، التي قالت إنها “مسيئة” وتمثل “مساسا غير مقبول” بذاكرة أكثر من 5 ملايين مقاوم قتلهم الاستعمار الفرنسي.
وبحسب رياش فإن “عداء فرنسا للجزائر واضح وليس وليد اليوم بل قديم، ولن يزول لتجذّره في عقل السلطات الفرنسية”.
وتابعت: “تصريحات الرئيس ماكرون الأخيرة ضد الجزائر تأتي من أجل كسب أصوات العنصريين الفرنسيين واستعطافهم وسعيا لنيل ثقتهم” في انتخابات العام المقبل.
** رابط الإسلام
وقالت الباحثة إن هذه “ليست المرة الأولى التي تخرج فيها باريس بتصريحات معادية للجزائر والإسلام من أجل مصالحها الداخلية”.
وأكدت أنه “ولا مرّة في تاريخنا حاولنا أن نجعل من الإمبراطورية العثمانية أو التبعية لها، خاصة في المراحل الأولى، احتلالا يقتل”.
وأردفت: “ما كان يجمع بين الدول التي كانت تحت لواء الدولة العثمانية رابط قوي وهو الإسلام”.
ولفتت إلى أن “الجزائر تعرضت في القرن 15 وبداية القرن 16 إلى الحملات الصليبية، كالاحتلال الإسباني، ما أدّى بالجزائريين إلى الاستنجاد بالإخوة بربروس عروج وخير الدين، وكان لهم ذلك”.
وتابعت أن “الإخوة بربروس طلبا الانضواء تحت لواء الإمبراطورية العثمانية، وكان لهما ذاك”.
واشتهر قائدا البحرية العثمانية الإخوة بربروس خير الدين (1478-1546) وعروج (1470-1518) بمقاومتهما البحرية في شمالي إفريقيا والبحر المتوسط إبّان القرن الـ16.
وأوضحت رياش أن “أوائل الفترة العثمانية شهدت تطور مدينة الجزائر من الناحية العمرانية والثقافية، وخاصة من الجانب السياسي والعسكري”.
واستطردت: “كل هذا التاريخ والتلاحم الذي كان بين الجزائر والإمبراطورية العثمانية يزعج فرنسا وما يزال يزعجها خاصة أن العثمانيين لم يقتلوا الجزائريين كما فعل المحتل الفرنسي”.
وختمت بأن “تصريحات فرنسا دائما ما تمس تاريخ الجزائر وتحاول تشويهه، وهذا يجعلنا نتشبث بماضينا ووطنا وندافع عن كل ما يمس كرامتنا وتاريخنا”.