الأرشيفثقاقة و فن

خبراء هنود: شٍعر “الرومي” عابر للقارات

خبراء هنود: شٍعر “الرومي” عابر للقارات

شبكة أخبار تركيا للناطقين باللغة العربية  :

بينما يحتفل العالم، الخميس، بذكرى مولد العالم والفيلسوف والشاعر والمتصوف الإسلامي جلال الدين الرومي، الملقب بـ”مولانا”، والذي ولد في 30 سبتمبر/ أيلول 1207، أعرب خبراء في الهند عن مدى تأثير شعره وتعاليمه في جنوب آسيا، واصفين أعماله بأنها “عابرة للقارات”.

وقال أستاذ اللغة السنسكريتية، بالرام شوكلا، للأناضول، إن “شمولية الصوفية، التي تختلف عن الاسلام المتعصب، جعلت مولانا الرومي أقرب من الهند، وأعماله جذبت الهنود”.

وأوضح شوكلا، الذي حصل أيضا على شهادة في اللغة الفارسية، وترجم 100 قصيدة من شعر مولانا الرومي من الفارسية إلى الهندية، أن “اللغة الهندية أقرب إلى الفارسية، وأعتقد أن كتابات الرومي قريبة من فيدانتا (الفلسفة الهندوسية القديمة)”.

وأضاف: “لهذا السبب يشعر الهنود أن مولانا قريب جدا منهم، رغم أنهم لا يشعرون بالانتماء إلى أي بلد آخر”.

وولد الرومي في إقليم “بلخ” في أفغانستان، والذي كان ذات يوم جزءا من شبه القارة الهندية، وأثرت الديانة البوذية على المنطقة في ذلك الوقت.

وأشار شوكلا إلى أن “مفهوم البوذية موجود أيضا في قصائد الرومي، لأن البوذية هي أيضًا ضمن الديانات التي نشأت في شبه القارة الهندية”.

وأردف: “من وجهة نظري، الرومي ليس شاعرا، لكنه ساحرا نوعا ما، حيث تجذب كتاباته الجميع، ما جعله مشهورا في جميع أنحاء العالم، وربما لم يأت إلى الهند، لكنه يبدو قريب جدا منا”.

وأوضح الأستاذ الهندي أن “العديد من أعمال الرومي لم تترجم، لأن هناك قراء في الهند يفهمون الفارسية، لكن في ظل الحكم الاستعماري البريطاني تحطمت اللغة الفارسية، وتم تهميش الأوردية في وقت لاحق بعد الاستقلال في عام 1947”.

وفي السياق، قال أستاذ جامعة “لكناو” الهندية، عمر كمال الدين، للأناضول، إن “العديد من الهنود يحبون مولانا الرومي، لأننا عندما نقرأ كتاباته لا نشعر أننا نقرأ لشخصا لا ينتمي إلى بلدنا”، مضيفا “ما كتبه ليس لدولة واحدة، بل للعالم بأسره”.

فيما يرى الشاعر الأوردي، علي عباس أميد، أن الرومي “ينتمي إلى الهند بقدر ما ينتمي إلى أي دولة أخرى، ولا يمكن تقييده بالحدود”.

وأردف “لا يمكن للأشخاص في مستوى مولانا أن يظلوا محصورين في لغة أو بلد واحد، بل يتم التعرف على عمله وتقديره في جميع أنحاء العالم”، مضيفا “لهذا السبب، على الرغم من أنه كتب بالفارسية، نرى أن الصحف الهندية تواصل الكتابة عنه كثيرا، وهو ما يوضح مدى ضخامة مكانته”.

ومولانا جلال الدين الرومي، من أهم المتصوفين في التاريخ الإسلامي، حيث أنشأ طريقة صوفية عرفت بالمولوية، وأسس المذهب المثنوي في الشعر، وكتب مئات آلاف أبيات الشعر عن العشق الإلهي والفلسفة.

وولد الرومي بمدينة بلخ في خراسان، في 30 سبتمبر/أيلول 1207، ولُقب بـ”سلطان العارفين”؛ لما له من سعة في المعرفة والعلم، واستقر في قونية حتى وفاته في 17 ديسمبر/كانون الأول 1273، بعد أن تنقل طلبا للعلم في عدد من المدن أهمها دمشق، وبغداد.

وكان جلال الدين الرومي مثالا عظيما للتسامح، متّبعا تعاليم الدين، وأُحيط بأشخاص من الديانات والملل الأخرى، وضرب مثالا للتسامح معهم، وتقبلا لآرائهم وأفكارهم، وكان كل من يتبع مذهبه، يرى أن كل الديانات خير، وكلها حقيقية.

ورغم مرور قرون على رحيله، ما يزال الملايين حول العالم يلبون دعوة المعلم الروحي جلال الدين الرومي، ويتوافدون سنويًا لزيارة قبره في متحف “مولانا” بولاية قونية وسط تركيا.

 

صفحتنا على فيس بوك

لمتابعة صفحتنا على تويتر

لمتابعة قناتنا والاشتراك بها على يوتيوب

لمتابعة قناتنا على تلغرام و الاشتراك بها

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


زر الذهاب إلى الأعلى